"المسرح الجامعي".. ماكينة إنتاج المبدعين

كتب: سلوى الزغبي

 "المسرح الجامعي".. ماكينة إنتاج المبدعين

"المسرح الجامعي".. ماكينة إنتاج المبدعين

تنطفئ أضواؤها وتسدل أستارها، ليخيم الهدوء في المكان التي اهتز في الستينيات والسبيعينات من القرن الماضي بتصفيق الجمهور، هكذا هو حال مسارح جامعة القاهرة التي تطلق "جرس إنذار" للاهتمام بصغار فنانيها، كي تكتب فصلا آخر من فصول إنجابها لفنانين يثرون الحياة الفنية، ويساهمون في إثراء الحياة الثقافية. "دار الأوبرا الملكية".. كان معقل مهرجان مسارح المدارس في عهد أسرة محمد علي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث عرفت مصر المسرح المدرسي في الإسكندرية ودمنهور وأسيوط والمنيا، لتتجه الأنظار بعده إلى مسرح جامعة القاهرة بعد إنشائها، لتسجل نشاطًا فنيًا ملحوظًا آنذاك، ويتواصل الازدهار مع تعدد الجامعات بعد ثورة يوليو 1952، ويحفر المسرح الجامعي فن التمثيل والإخراج والديكور في مصر، حيث تحوي جامعة القاهرة خمسة مسارح، بكليات التجارة والحقوق، المدينة الجامعية، وكلية الزراعة، وكلية الطب. جيل الستينات رسم علامات النشاط المسرحي البارزة في الجامعات، وحددها جيل سعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي، خريجي جامعة القاهرة قبل التحاقهم بالمعهد الفني للفنون المسرحية"، هكذا قيّم دكتور حسام عطا، أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون المسرحية، تاريخ مسرح جامعة القاهرة وأعلامه، مؤكدًا أن ازدهار المسرح الجامعي ينبع من سياسة الدولة واهتمامها بالحياة الفنية، مشيرًا إلى محاربة النظام جيل صلاح السعدني وعادل إمام وسمير غانم في السبعينيات، بالقضاء على نشاط مسرح جامعة القاهرة، عن طريق زرع الجماعات الإسلامية لتقليص المشروع الاشتراكي والدولة القومية، وهو ما يعرف بـ"المشروع الناصري"، ليتراجع النشاط شيئًا فشيئًا حتى بدأ يسترد عافيته في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين. "رغم غياب فكرة "المُعلم المسرحي" في جامعة القاهرة الآن إلا إنها مازالت تقدم شبابًا متحمسًا وموهوبًا يحاول تقديم النصوص العالمية والعربية في أزهى صورها"، هكذا علق حسام عطا على حال المسرح الجامعي الآن، مؤكدًا أنه خلال عمله كعضو بلجنة تحكيم مهرجانات الجامعات منذ عشر سنوات يرى تقدمًا ملحوظًا في شباب المسرح ومحاولته تقديم أفضل ما لديهم رغم قلة الامكانيات، مشيرًا إلى جرأة شباب المسرح الجامعي الآن في تقديم أفكار جديدة، مع ارتفاع درجة الوعي السياسي والاجتماعي، ما يشكل وعيًا وجرأة غير موجودين بمسارح الدولة، مستطردًا "أنهم يضاهون مسرح الدولة في طريقة استعمالهم وتناولهم للنصوص المسرحية العربية والعالمية". وأضاف أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون المسرحية أن المسرح يسقط داخل الجامعة، مؤكدًا أن الطلبة قادرون على تقديم فنونهم خارج أسوار الجامعة، أو يأتي الجمهور الخارجي إليهم حتى تستعيد جامعة القاهرة مجدها المسرحي مثلما كان. ولفت إلى أن الجامعة، قدمت نجوما قديما وحديثا للفن المصري، والذين استطاعوا بلورة الفن المصري، مثل سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، فؤاد المهندس، عادل إمام، سمير غانم، صلاح السعدني، فتوح أحمد، صلاح عبدالله، حسين محمود، عبلة كامل، وخالد الصاوي وخالد صالح، ومحمد فراج. أخبار متعلقة: مسارح ومبدعين.. حين يقتل "الروتين" الفكر الخلّاق "مسرح الجامعة" .. طاقات إبداعية تخشى "الإهمال" و"التحجيم" "مسارح جامعة القاهرة" تطلق "جرس إنذار" لإنقاذ مبدعيها الصغار "جامعة حلون والمسرح".. كثير من المواهب.. قليل من الاهتمام