باحث مصرى أعد بحثاً عن تأثير قروض البنك الدولى على الدول النامية فتم تحويله إلى كتاب نُشر فى 40 دولة حول العالم

كتب: معتز حسن

باحث مصرى أعد بحثاً عن تأثير قروض البنك الدولى على الدول النامية فتم تحويله إلى كتاب نُشر فى 40 دولة حول العالم

باحث مصرى أعد بحثاً عن تأثير قروض البنك الدولى على الدول النامية فتم تحويله إلى كتاب نُشر فى 40 دولة حول العالم

إسلام السيد، باحث مصرى سافر إلى ألمانيا ليكمل دراسته بمجال السياسة والاقتصاد بجامعة فريدريش شيلر فى ألمانيا، اختار أن يكون بحثه العلمى عن تأثير قروض البنك الدولى على البلاد النامية من كل النواحى، وما إن انتهى إسلام السيد من بحثه ليفاجأ بإحدى دور النشر الألمانية تطلب منه تحويل بحثه ونشره على هيئة كتاب، وقد تم بالفعل ليكون بحثه كتاباً يلف العالم ليصل إلى 40 دولة ليست من بينها أى دولة نامية، بالرغم من أنها لب بحثه الذى تحول إلى كتاب وإلى نص الحوار.

{long_qoute_1}

■ فى أى تخصص كانت رسالة الماجستير التى قمت بإعدادها؟

- موضوع الرسالة حاكى قروض البنك الدولى وصندوق النقد الدولى وتبعاتها على كافة الأصعدة فى الدول النامية منتمياً ككل لمجال الاقتصاد السياسى.

■ لماذا اخترت هذا الموضوع كسؤال بحثى للدراسة؟

- من بين الدوافع المحفزة لاختياره كان الجدل الثائر حول الاقتراض من صندوق النقد الدولى، سواء فى الشارع المصرى أو بين القوى السياسية، وتبعات هذا الموضوع على المجتمع المصرى ككل، وتباعاً محاولة التوصل إلى حلول وطنية بديلة تغنى عن اللجوء إلى إثقال كاهل الدولة المصرية بديون خارجية من خلال استعراض أهم النماذج المشابهة بالظروف الاقتصادية، التى استطاعت الدفع بعجلة الاقتصاد الوطنى إلى الاقتصادات المنافسة دولياً للاستفادة من إيجابيات تلك التجارب وعلى وجه التحديد التجربتان الماليزية والتركية.

{long_qoute_2}

■ ما المصادر التى استعنت بها؟

- تنوعت المصادر بين كتب وتقارير دولية ووثائق رسمية ومواقع إلكترونية معاصرة، وإن خصصنا بالذكر فسيكون لوثائـق وتقارير البنك الدولى النصيب الأكبر، انتقـالاً منها إلى كتاب أحد أهم الاقتصـاديين الأمريكيين، الذى صرح فيه عن معلومات شـديدة الخطـورة تدور فى فـلك الأهداف الخبيثة لقروض صنـدوق النقد والبنك الدوليـين للدول الناميـة، ومن الأهميـة بمكان الإتيـان على ذكر اسم الكتاب (john perkins « confessions of an economic HIT MAN»)، هذا كما تم سند المعلومات بإحصائيات لمؤشرات اقتصادية منها وسياسية لتوضيح البيانات قبل وبعد القـروض لدراسة أثرها وكانت تتركز على حقبة التسعينات لكل من مصر وماليزيا وتركيا.

■ وكيف تم نشر الكتاب لك على نطاق واسع ليشمل 40 دولة حول العالم؟

- إحدى دور النشر العلمية تتابع كل ما هو جديد فى مجال البحث العلمى لاختيار الجيد منها، وتم التواصل معى لنشره ليتم تطويعه فى خدمة العلم فى فروع المؤسسة فى 40 دولة.

■ ما المناصب أو الوظائف التى تقلدتها فى ألمانيا؟

- فى واقع الأمر تنقلت بين عدة مناصب، السياسى منها والتجارى والاقتصادى، التى شكلت وأثرت شخصيتى المهنية ومن الممكن البدء مع الخبرة فى إدارة الشركات والمكتسبة من مجموعة (زوناكير التجارية واى ونجز للطيران بالإضافة إلى زن مات التقنية)، وعلى الصعيد الأكاديمى كان لى بمجال التدريس فى جامعة فريدريش شيلر تجربة غنية، وانتقالاً إلى الخبرة السياسية من خلال شغلى منصب مستشار سياسى وأمنى لمنطقة الشرق الأوسط بإحدى المنظمات الدولية، سفير لإحدى المنظمات العربية فى ألمانيا والاتحاد الأوروبى، وختاماً مع إطلاق مجموعة ER COMMUNITY التجارية.

■ برأيك لماذا لقى كتابك كل هذا الاهتمام بالخارج؟

- لو تعمقنا فى نقطة جذب الكتاب لدور نشر دولية فهذا لأنه لامس المسكوت عنه من لعب تحاك وراء الكواليس باسم المساعدات للدول النامية وليس مجرد بحث أكاديمى بمنهج علمى صحيح وخطوات منطقية ليوضع فى رف إحدى المكتبات ويُنسى مع الوقت، كما أنه يحاكى الهرم المجتمعى من قاعه لرأسه وليس موجهاً للطبقة الأكاديمية فقط.

■ بخصوص كتابك ماذا على الدول النامية أن تفعل لتخرج من هذه المكيدة؟

- أنا أرى أن نسترق منظور الواقعية ونبتعد قليلاً عن نظرية المؤامرة والمكيدة، ففى النهاية القضية قضية عرض وطلب ولا ذنب للشارى فيما قبل به البائع، فالحل يكمن بالتصنيع عوضاً عن الاستيراد، وأقصد بالتصنيع هنا ما تحمله الكلمة من منتجات تجارية أو فكرية.. إلخ، وإن بقينا فى مرحلة الاعتماد على عقول تفكر لنا وتصدر لنا فسنظل فى ليل لا نهار له.

■ لماذا تتآمر برأيك الدول الكبرى على النامية؟

- كما نعلم أن القاعدة الأولى فى السياسة هى مصلحتى أولاً، وعلى اعتبار أن الاقتصاد هو العمود الفقرى لأى نظام سياسى فإن كل دولة تسعى لتحقيق مصلحتها الاقتصادية السياسية على أى حساب كان، وبما أن الدول النامية تنام على ثروات للأسف الدول المتقدمة على دراية بها وتقدرها، والسؤال هنا لماذا تقبل الدول النامية بمسيطر عليها وبكل رحابة صدر؟ سوى إن كانت فى حاجة دائمة لدعم تلك القوى الكبرى وهذا ما يدور حوله الكتاب.

■ هل لاحظت اختلافاً بين عقول الشباب المصرى وبقية الشباب فى العالم؟

- أنا رأيت قامات علمية تحاضر بأهم جامعات ألمانيا إذن فالفكرة تكمن فى البيئة التى تسخر للإنسان حتى ينجح وليس فى القدرات العقلية، ففى القدرات كلنا سواسية أما فى الكفاءة فليتنافس المتنافسون.


مواضيع متعلقة