عدلى حسين: الاتحاد الأوروبى غير متعاطف معنا ويرى أن «السيسى» قلب «الترابيزة» عليهم

كتب: عادل الدرجلى

عدلى حسين: الاتحاد الأوروبى غير متعاطف معنا ويرى أن «السيسى» قلب «الترابيزة» عليهم

عدلى حسين: الاتحاد الأوروبى غير متعاطف معنا ويرى أن «السيسى» قلب «الترابيزة» عليهم

قال المستشار عدلى حسين، رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية، التى تضم 500 محافظ وعمدة على مستوى دول شرق المتوسط ومقرها «روما»، إن تطور الأزمة مع إيطاليا يرجع إلى عدم الكشف حتى الآن عن أبعاد حادث مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، وطريقة التعامل مع هذه القضية التى أثارت الشكوك حول مصر وأوحت للبعض بأنها تخفى شيئاً ما فى القضية، لافتاً، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن الاتحاد الأوروبى غير متعاطف مع مصر منذ 30 يونيو، ويرى أن ما حدث فيها «انقلاب»، خصوصاً أن انتصار الرئيس عبدالفتاح السيسى لإرادة المصريين بمثابة «قلب للترابيزة» على المحيطين بها، وإعلاء مصلحة مصر فى علاقاتها مع الدول ورفض خضوعها لإملاءات الخارج.

{long_qoute_1}

وحول حلول الأزمة مع إيطاليا بعد قرار برلمانها وقف تزويد مصر بقطع حربية، أكد «حسين» أنه يمكن تشكيل لجنة من الاتحاد الأوروبى تطّلع على التحقيقات، كما يجب الاستجابة لما تطلبه إيطاليا من إيضاحات حتى ولو كانت شاقة حتى لا نترك الأمور تتفاقم أكثر.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى تطور الأزمة المصرية الإيطالية؟

- يجب التأكيد أولاً أن الأزمة بدأت عقب اكتشاف جثة الباحث الإيطالى جوليو ريجينى فى أول الطريق الصحراوى، وبها إصابات متفرقة فى الجسد، إلا أنها بدأت تتفاقم عقب تصريح أحد رجال الأمن فى محافظة الجيزة عن أن الوفاة ناتجة فى الغالب عن حادث سيارة، ما جعل الأمر يبدو كأن مصر لا تقول الحقيقة، وأعطى فرصة لزيادة الشكوك والظنون بأن هناك شبهة تعذيب تعرّض له «ريجينى»، وما زاد هذه الظنون البيان الذى صدر عن وزارة الداخلية عن تصفيتها خلية تخصصت فى اختطاف الأجانب، وأنهم عثروا مع عناصرها على متعلقات الشاب الإيطالى، وهو ما جعل الجانب الإيطالى يتشكك فى مصر، ويرسل فريقاً أمنياً لمتابعة التحقيق، وبالفعل تعاونت النيابة العامة مع الجانب الإيطالى، بل وسافر وفد قضائى إلى إيطاليا لشرح كافة الملابسات.

■ ما السر فى تطور الأزمة حالياً وأصدر البرلمان الإيطالى قراراً بوقف تزويد مصر بقطع حربية؟

- هذا التطور فى القضية سببه عدم كشف أبعاد الحادث حتى الآن وشكوك إيطاليا أن مصر تخفى شيئاً، كما أن من أسباب التصعيد فى إيطاليا الانتخابات المحلية التى جعلت المنتمين لاتجاهات سياسية مختلفة يستغلون تلك القضية هناك من باب كسب الأصوات.

■ هل هناك أسباب أخرى وراء هذا التصعيد؟

- نعم، ففى رأيى أننا منذ 30 يونيو وحتى الآن، والاتحاد الأوروبى غير متعاطف مع مصر بالشكل المُرضى والكافى، وهو ما نلاحظه بوضوح فى الأحاديث المختلفة داخل دول الاتحاد الأوروبى، وما يُنشر فى الصحف هناك، حيث ترى أن ثورة 30 يونيو «انقلاب»، وأنا ألمس هذا الرأى فى اجتماعات كثيرة مع ممثلى الاتحاد، على الرغم من التصريحات الرسمية التى لا تشير إلى ذلك علانية.

{long_qoute_2}

■ ما السبب وراء هذا الرأى أو الموقف الأوروبى؟

- السبب الرئيسى هو التبعية لأمريكا، وهى معروفة بموقفها المعادى لمصر، علاوة على أن الاتحاد الأوروبى لو كان وجد من النظام الحالى الارتماء فى أحضانه كما فعل الإخوان خلال حكمهم -وهو ما لم يحدث- لغيّر كثيراً من طريقة تعامله مع النظام الجديد، ثم إن التقارب المصرى الروسى كان له أثر كبير فى إثارة غيرة الجانب الأمريكى والأوروبى، إلى جانب مواقف مصر المختلفة التى لا تتوافق مع التكتل الأمريكى والأوروبى؛ مثل حيادية موقفنا فى سوريا، وموقفنا فى ليبيا، حتى إن سياسة مصر فى الشأن اليمنى كانت تتسم جداً بالعقلانية، فكل ما تفعله مصر هدفه الحفاظ على مضيق باب المندب، إلا أن تلك المواقف والسياسات لا تتفق مع الأهواء والمخططات المشتركة لأمريكا وأوروبا، ما جعل العلاقات متوترة مع القاهرة، فمصر خرجت عن طوعهم، ومن جهة ثالثة فإن التقارب المصرى السعودى الخليجى لا يُرضى كثيرين، خصوصاً فى ظل استقلالية القرار.

■ ولكن كيف تكون العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى متوترة، أو غير متوافقة، فى الوقت الذى تتسم فيه العلاقات المصرية الفرنسية بالقوة بدليل تزويد باريس لنا بأسلحة متطورة؟

- عندما نتحدث عن الاتحاد الأوروبى يجب أن نفرق بين أمرين؛ الأول الاتحاد الأوروبى ككيان محكوم بقواعد تسير على الجميع، وبين الاتحاد الأوروبى كدول، كل منها لها مصالحها، ومن المعروف أن فرنسا وإسبانيا ترفضان التبعية لأمريكا، ثم إن مصر نتيجة سياساتها المتبعة منذ 30 يونيو أنقذت نفسها من مصير الدول المحيطة، وهو ما لا تريده أمريكا وأتباعها، فما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 3 يوليو من الاستجابة لإرادة الشعب ومطالبه التى نادى بها فى ثورة 30 يونيو، لم يكن إلا «قلب للترابيزة»، إن جاز التعبير، على من كانوا يجلسون حولها، وهى مسألة واضحة، فـ«السيسى» أراد الحفاظ على بلاده بأى شكل، وأعلى مصلحتها على علاقاتها بالدول المتربصة بها ورفض الخضوع لها.

■ ما السيناريوهات التى تراها مناسبة لحل الأزمة الحالية مع إيطاليا؟

- فى تقديرى طالما أن إيطاليا تعلّق الأزمة فى قضية «ريجينى»، فإن الحلول سهلة ومتعددة، منها تشكيل لجنة محايدة من الجهات المستعان بها داخل دول الاتحاد الأوروبى نفسه لتطلع على التحقيقات بكل شفافية، كما أنه من الممكن الاستجابة لما يطلبه الجانب الإيطالى من إيضاحات حتى ولو كانت شاقة، ومنها طلبهم التسجيلات فى محيط معين، فلماذا لا نستجيب لهم؟ فالحل هو الاستجابة لكل الطلبات حتى لا نترك فرصة للقول إننا نخفى شيئاً.

■ هل هناك حلول أخرى؟

- أقترح كرئيس للجنة الشراكة الأورومتوسطية ومقرها روما، تشكيل وفد يضم عضواً من جهة التحقيق، وهى النيابة العامة، وعضواً من مجلس النواب، وعضواً من وزارة الداخلية، وأنا على استعداد لتنظيم لقاءات لهم مع نظرائهم فى إيطاليا، ومع وزيرى العدل والداخلية الإيطاليين، وكذلك رئيس البرلمان؛ لفتح كل الملفات والتقاء جميع الأطراف بشرط وضع كل الحقائق على طاولة المناقشات، حتى لا نترك الأمور تتفاقم.

■ هل هناك مواقف أخرى يمكن أن تصدر من الجانب الإيطالى بعد قرار حظر تصدير القطع الحربية؟

- نعم، فهناك اتجاه لحظر مشتريات واحتياجات شرطية من الاتحاد الأوروبى، وهى بعض الاحتياجات التى تستوردها الداخلية المصرية لأفرادها، وربما يصدر هذا القرار من مجلس النواب الإيطالى، أو الاتحاد الأوروبى ككل.

■ إلى أى مدى يمكن أن تؤثر تلك الأزمة على التعاون الاقتصادى بين البلدين، خصوصاً فى الغاز والبترول؟

- لا يمكن أن تتأثر المصالح فيما يتعلق بالغاز والبترول بين البلدين؛ لأن شركة «إينى الإيطالية» موقعّة على عقود والتزامات، ثم إنه لا يمكن أن تخاطر بالمكاسب الضخمة التى تتحصل عليها من عملها فى مصر إذا انسحبت منها، لكن من الممكن أن تؤثر الأزمة على الاستثمارات الجديدة والسياحة الإيطالية الوافدة إلينا، خصوصاً أن الإيطاليين يعتبرون مصر الأقرب إليهم من أى منتجع سياحى آخر، وكأنها سياحة داخلية بالنسبة لهم، كما أن هناك العديد من الإيطاليين يملكون عقارات فى شرم الشيخ والغردقة.

■ كيف ترى تلويح القاهرة بأن هناك شباباً مصريين مختفون فى إيطاليا؟

- من حق مصر إذا كانت هناك حالات تستدعى البحث عنها أن تطالب بالبحث عنها، ولكن يجب ألا يبدو الأمر مقايضة «اسكتوا عن ريجينى نسكت عن المصريين المختفين»، فلا مجاملات فى هذا ونحن نريد إعطاء صاحب الحق حقه، وأخذ حقوقنا.


مواضيع متعلقة