سفير الاتحاد الأوروبى: مباحثات لإنهاء تجميد برامج دعم موازنة مصر

كتب: أكرم سامى

سفير الاتحاد الأوروبى: مباحثات لإنهاء تجميد برامج دعم موازنة مصر

سفير الاتحاد الأوروبى: مباحثات لإنهاء تجميد برامج دعم موازنة مصر

قال سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة جيمس موران إن مناقشات جدية تجرى لإنهاء قرار الاتحاد بتجميد تقديم بعض برامج دعم الموازنة العامة فى مصر، مطالباً بسرعة حل قضية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى لوقف خسائر الخلاف بين روما والقاهرة وكذلك سمعة مصر الدولية.

وأضاف، فى حوار مع «الوطن»، أن تأثير الإخوان فى أوروبا أصبح محدوداً، ولم يعد للتنظيم الدولى القدرة على التأثير فى صنع القرارات، مؤكداً أنه لا يمكن لتركيا الانضمام إلى «الاتحاد» فى حالة تطبيقها عقوبة الإعدام على أى من المتهمين بمحاولة الانقلاب التى جرت مؤخراً هناك.. وإلى نص الحوار:

■ بعد محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا وما حدث بعدها من اعتقال وفصل الآلاف من وظائفهم.. ما تقييمك للوضع هناك؟

- فى الاتحاد الأوروبى، أصدرنا بيانات وتصريحات عاجلة تدين محاولة الانقلاب العسكرى والانقضاض على الديمقراطية والعودة للراديكالية، وهو ما لم نقبل به إطلاقاً، وركزنا فى رسائلنا إلى تركيا على ضرورة احترام الديمقراطية والدستور، خاصة أنها تتفاوض للانضمام للاتحاد الأوروبى وعليها الالتزام بمعايير الاتحاد، خاصة فى مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدنى والنظام الديمقراطى، وعليها احترام الدستور والقانون حيث يعد استقرار تركيا مهماً للمنطقة ككل، ولا أحد يقبل داخل الاتحاد الأوروبى بأى إجراءات لا تحترم الدستور والقانون والديمقراطية.

{long_qoute_1}

■ تحدث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن اتجاهه لتطبيق عقوبة الإعدام على المتهمين بالانقلاب.. ما ردك على ذلك؟

- أعتقد أن الرئيس التركى صرح بأنه سيعرض الأمر على البرلمان لاتخاذ الإجراءات التى يراها، وعلينا أن ننتظر ونرى ماذا سيفعل، ولكن عضوية الاتحاد الأوروبى تنص على رفض أى دولة تطبق عقوبة الإعدام، فهناك شروط لا بد من الالتزام بها، حيث إن الأمر معقد للغاية ولكن المعايير الأوروبية محددة ومعروفة للجميع.

■ هناك بعض التقارير التى تتحدث عن أن الرئيس التركى كان يعلم بمحاولة الانقلاب واستغل تفاصيلها للقيام بالإجراءات التى اتخذها مؤخراً.. ما رأيك فى ذلك؟

- بالفعل شاهدت الكثير من التحليلات والتقارير التى تشير إلى ذلك وأنه عزل 3 آلاف قاضٍ فى ساعات قليلة، ولكن لا يمكن التعليق على ذلك ولا أحد يعرف التفاصيل الدقيقة حول هذا الأمر. {left_qoute_1}

■ وهل تعتقد أن إفشال محاولة الانقلاب أنقذ عناصر الإخوان الموجودين فى تركيا من مواجهة مصير أسود؟

- لا أعتقد ذلك، حيث لا يعد الإخوان عنصراً فى الصراع القائم بين الحكومة والقيادة التركية وبعض العناصر الرافضة للحكم وحاولت الانقلاب، وأعتقد أن نفوذ الإخوان فى أوروبا كان ولا يزال محدوداً للغاية، خاصة فى الأعوام الأخيرة، فلم تستطع أى منظمة تابعة للإخوان أو غيرها التأثير على صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبى، والتقرير البريطانى الأخير بشأن الإخوان وضع قيوداً على تحركاتهم فى بريطانيا ودول أخرى.

■ هناك أزمة بين مصر وإيطاليا بسبب قضية الطالب الإيطالى جوليو ريجينى.. هل توجد محاولات من قبل الاتحاد الأوروبى لاحتوائها؟

- قضية ريجينى تحتاج لحل عاجل ومناقشات مستمرة بين الطرفين، وشفافية فى التحقيقات، سواء على مستوى التعاون الأمنى أو القضائى، ونسعى لتقديم ما هو أفضل والاستمرار فى التعاون الوثيق بين البلدين.

■ وهل تتوقع أن تتأثر القضية الليبية بأزمة مصر وإيطاليا؟

- القضية الليبية لن تتأثر وهى قضية أمن قومى لمصر وإيطاليا وأوروبا ككل، والجميع يتعاون بشأنها، ونتفهم طبيعة النظام المصرى وهو مهتم للغاية بهذه القضية، كما أن علاقات مصر وأوروبا مهمة وتحكمها سياسة الجوار الأوروبى التى تم الإعلان عنها مؤخراً، ولا تتوقف على حادث فردى، ولكن هذا لا يعنى التقليل من حجم القضية فى الوقت نفسه، وأتمنى انتهاء التحقيقات سريعاً وكشف الحقيقة وأن تراجع المعلومات التى يتم التوصل إليها للتدقيق، فكشف الحقيقة سريعاً يوقف الخسائر فى علاقة مصر وإيطاليا وكذلك فى صورة مصر دولياً.

{long_qoute_2}

■ هل ستتأثر علاقات مصر وإيطاليا بشأن التعاون فى مجال الطاقة واستخراج الغاز؟

- لا أعتقد ذلك، حيث التعاون قوى للغاية بين البلدين فى هذا المجال وتدخل فيه الشركات الخاصة التى اكتشفت الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط وأهمها شركة إينى التى تعمل بكل قوة فى هذا المشروع.

■ كيف ترى الوضع فى مصر الآن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى؟

- الوضع هادئ الآن، ولا يوجد أى تغييرات فى العلاقات وهى مستمرة كما هى، وبريطانيا لها علاقاتها التجارية الخاصة مع مصر وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً للخروج من الاتحاد الأوروبى.

■ فى ظل تعليق الرحلات البريطانية والروسية إلى شرم الشيخ.. هل يسعى الاتحاد الأوروبى للمساهمة فى تعزيز السياحة لمصر؟

- نحن نبحث دفع السياحة إلى مصر وإلى مدينة شرم الشيخ خاصة، كى نعيد نسبة السياحة لما كانت عليه، وأعتقد أن هناك خططاً لتعزيز الأمن لإعادة السياحة، ولكن الإرهاب يؤثر بشكل كبير على السياحة فى مصر والعالم كله، والناس تعانى من تلك الظاهرة التى تؤثر على السياحة بشكل مروع.

{long_qoute_3}

■ هل تتوقع حادثاً جديداً فى فرنسا أو دولة أوروبية جديدة بعد حادث مدينة «نيس» مؤخراً؟

- هذه الأيام تتوقع أى شىء فى أوروبا، وهناك العديد من الحوادث المفاجئة التى جرت فى فرنسا مثل نيس وغيرها وهو أمر خطير ويهدد أمن أوروبا بالكامل.

■ هناك الكثير من الاجتماعات التى تعقد للدول المشاركة فى التحالف الدولى لمحاربة «داعش».. هل تتوقع اتخاذ إجراءات جديدة؟

- الاجتماعات الدورية لدول التحالف الدولى ضد «داعش» مهمة للغاية، لكن لا بد أن تتخذ قرارات جديدة وتشهد تعاوناً أكثر واستراتيجية جديدة لمحاربة الإرهاب، وتحتاج لتضافر الجهود المشتركة لتعمل على محاربة الإرهاب فكريّاً، وبتوفير فرص العمل ومنع استقطاب الشباب، خاصة فى ظل اتجاه الشباب إلى الجماعات الإرهابية بحثاً عن المال.

■ هل هناك أى تغييرات لقرار حظر تصدير بعض الأسلحة لمصر والصادر فى أغسطس 2013؟

- نأمل أن يتغير هذا القرار حسب التقييمات، لكن يهمنا أيضاً الحديث عن حقوق الإنسان والمجتمع المدنى فى الوقت نفسه، وقد يتم اتخاذ إجراءات بشأنه فى الاجتماعات المقبلة لاجتماع مجلس الاتحاد الأوروبى.

■ ماذا عن المساعدات الأوروبية المقدمة لمصر الفترة المقبلة خاصة بعد انعقاد البرلمان المصرى؟

- هناك زيارة عالية المستوى فى أكتوبر المقبل لوضع الخطط الخاصة بتقديم المساعدات للسلطات المصرية فى كل المجالات، وسيتم التركيز على المساعدات الخاصة بمواجهة التحديات أمام اللاجئين السوريين والتى تضع أعباء على الحكومة المصرية فيجب المساهمة فيها، وهناك مناقشات لبحث إنهاء تجميد بعض برامج دعم الموازنة لمصر، التى اتخذها الاتحاد منذ عامين، وأتصور أنه وفقاً لسياسة الجوار الأوروبى الجديدة ستكون الأجواء مناسبة لاتخاذ قرار إنهاء تجميد المساعدات، لكن لا أرغب فى استباق الأحداث، حيث انعقاد مجلس النواب المصرى ليس العامل الوحيد لاتخاذ القرار على أساسه، وكانت هناك زيارات لوفد من البرلمان المصرى لبحث استئناف المساعدات الأوروبية أيضاً.

■ تعقد القمة العربية فى دورتها الحالية فى نواكشوط.. هل تتوقع أن تخرج بأى حلول للأزمة السورية؟

- نأمل أن تخرج القمة العربية بقرارات جديدة تعمل على حل أزمة اللاجئين والهجرة لأن الوضع أصبح معقداً للغاية، كما نأمل تعزيز ودعم المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية أيضاً فى ظل التحركات الأخيرة.

■ وماذا عن المحادثات مع إيران لتهدئة الوضع مع دول الخليج؟

- ليس لدينا خطط لفعل ذلك، لكننا نقدم التسهيلات للحوار بين الجانبين، وإيران تحتاج لتحسين العلاقات مع العرب، ولديها الفرصة لذلك التحدى من أجل تهدئة الأوضاع والاستقرار فى المنطقة.

■ ما تقييمك لوضع الاقتصاد المصرى والأزمات التى يواجهها والمشاكل التى تواجه المستثمرين الأوروبيين؟

- الاقتصاد المصرى يواجه تحديات صعبة للغاية، وأتمنى أن تستمر الحكومة فى حل الأزمات المالية ودفع الاستثمار من خلال إعادة المشروعات التى توقفت، ومصر مهيأة لذلك، ويجب زيادة الصادرات المصرية مثل زيادة الواردات لها، وأعتقد أن قرارات وزارة التجارة والصناعة الخاصة بتقييد الاستيراد، والتى بدأ تنفيذها مؤخراً، تؤثر على المستثمرين سلباً لأنها تجعلهم غير متأكدين من صحة المناخ الاقتصادى وأن الاستثمار حر، وهو ما جعل بعض المستثمرين يتراجعون عن قرارهم فى الاستثمار بمصر، كما أننا نحتاج إلى إقامة حوار مع السلطات المصرية حول أهمية إقرار تشريعات اقتصادية جديدة، لأن التشريعات القائمة قديمة جداً وهو ما لا يتماشى مع نظام العولمة الحالى المطبق فى كل أنحاء العالم، مهما كانت درجة اختلافنا أو اتفاقنا معه، فمصر تستحق الأفضل، ولذلك يجب مناقشة قضية توزيع عائدات التنمية لأن مصر حققت معدلات تنمية جيدة بين عامَى 2003 و2009 بسبب فتح المجال للاستثمار ولكن دون توزيع عادل لعائداتها على جميع أفراد الشعب، وأتمنى أن تعود البلاد للمعدلات نفسها ولكن مع نظام جيد لتوزيع عائدات التنمية، والتحديات الاقتصادية ما زالت قائمة أمام مصر مع تحقيقها معدل نمو يعتبر الحد الأدنى المطلوب، فى ظل تحديات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى، فضلاً عن تحديات الزيادة السكانية المرتفعة للغاية.

■ فى حالة طلب مصر قرضاً من صندوق النقد الدولى.. هل سيدعم الاتحاد الأوروبى هذا الطلب؟

- لو طلبت مصر من الاتحاد الأوروبى القيام بهذا الدور سيساعدها الاتحاد على الفور، وسيقدم كل الدعم لها من أجل تعزيز الوضع الاقتصادى فى ظل الصعوبات التى يمر بها. 


مواضيع متعلقة