بالصور| طبية أو اجتماعية أو عن المعاقين.. برامج تشهد على أول مذيعة كفيفة في تاريخ "ماسبيرو"

كتب: محمود عباس

بالصور| طبية أو اجتماعية أو عن المعاقين.. برامج تشهد على أول مذيعة كفيفة في تاريخ "ماسبيرو"

بالصور| طبية أو اجتماعية أو عن المعاقين.. برامج تشهد على أول مذيعة كفيفة في تاريخ "ماسبيرو"

"بإرادة واعية وإيمان راسخ، نمشي طريق الألف ميل ونطوي دروب المستحيل".. مقدمة اعتادت تلك المذيعة أن تبدأ بها برنامجهها الإذاعي، لتعبر بها عن تجربة شخصية بدأتها منذ الأشهر الأولى لولادتها، فسرعان ما لاحظ أهلها عدم قدرتها على تمييز الألوان وعدم انتباه عينيها إلى ما يدور حولها، ليكتشف الأطباء إصابتها بضمور في العصب البصري، لتفقد الطفلة "دينا عبد الباسط" بصرها، على إثره، نهائيا.

{long_qoute_1}

حالة اليأس التي عمت جنبات البيت، ما لبثت أن انتهت مع ظهور ذلك الجهاز الذي انتبهت إليه آذانها الصغيرة، فاستمعت من خلاله إلى صوت الإذاعية نادية صالح والإعلامي عمر بطيشة والإذاعية إيناس جوهر، لتجد الطفلة نفسها ممسكة بجهاز التسجيل الخاص بها لتجري العديد من الحوارات الإذاعية مع أفراد بيتها، ثم يسعد قلبها بسماع جميع أقاربها لتلك الحوارات ومناداتها بـ"الست المذيعة".

الحلم يكبر في قلب الفتاة الكفيفة مع دخولها إلى إحدى مدارس المكفوفين والتحاقها بالنشاط الإذاعي المدرسي الذي كان أكبر همها طوال سنوات دراستها التي أنهتها بالحصول على مجموع كبير أهلها للالتحاق بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، "لما دخلت الكلية إتخصصت في قسم الإذاعة والتليفزيون، وكنت باستمتع جدا بالشغل العملي والحوارات اللي كنا بنعملها في فترة الدراسة".

{long_qoute_2}

المتاعب التي عانتها الشابة الكفيفة في دراستها الجامعية من نقص الكتب وتعنت بعض الأساتذة معها خلال تسجيلها لمحاضراتهم لم يثنها عن التخرج بتقدير "جيد جدا" ودخول اختبارات الإذاعة واجتيازها بنجاح، لتصبح المذيعة "دينا عبد الباسط" هي الكفيفة الأولى التي يتم قبولها بإذاعة القاهرة الكبرى، "كتير حاولوا يحبطوني ويقولولي إن العمل الإذاعي هايكون صعب على بنت كفيفة، لكني ماكنتش شايفة إن ده في أي صعوبة وإني بأرادتي هقدر أثبت العكس".

المشكلة الأولى التي واجهتها "دينا" في عملها تمثلت في كيفية التواصل مع مهندسي الإذاعة الذين اعتادوا الإشارة بأيديهم للمذيعين إيذانا ببدء البرنامج أو لفت انتباههم لأي شيء داخل الإستوديو، "زمايلي كان ليهم دور كبير إني أتخطى المشكلة، كان 2 من المذيعين بيدخلوا معاية الإستوديو ويخبطولي على إيدي لما كان المهندس يحب يقولي أي حاجة، وبعدين المشكلة انتهت لما ظهرت السماعات اللي بتوصل بين المذيع والمهندس الإذاعي".

"نادي الأمل"، كان البرنامج الأول التي قدمته المذيعة دينا عبد الباسط عبر أثير إذاعة القاهرة الكبرى منذ أكثر من 19 عام، تستضيف فيه نماذج من ذوي الإعاقة وبعض المسئولين في الدولة، أبرزهم حوارها مع السفيرة مشيرة خطاب في 2010، ولقاءاتها بأبطال الرياضة من المعاقين الحاصلين على ميداليات أولمبية، "الفكرة جاتلي من مشروع التخرج اللي عملته عن مجلة صوتية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وقررت أنفذ ده في برنامج إذاعي يقول للناس إن مفيش مستحيل".

الخطوة التالية التي اتخذتها المذيعة الكفيفة هي تقديمها لبرامج أخرى اجتماعية بخلاف برنامجها التي تقدمه عن ذوي الإعاقة، منها برنامج طبي يومي تستقبل فيه أسئلة مستمعيها وتستضيف كبار الأطباء للرد عليها، وبرنامج "من دليل التليفون"، الذي تجري فيه حوارات مع المستمعين، بشكل عشوائي، من خلال أرقام تليفوناتهم وتستطلع آراءهم في أهم القضايا التي تشغل المجتمع.

تحزن المذيعة دينا عبد الباسط حينما تشعر بعدم استيعاب المجتمع لقدرات ذوي الإعاقة، فها هي تسترجع حوارها مع أحد المكفوفين الذي روى لها تعجب أستاذه الجامعي من قدرته على استكمال تعليمه والتحاقه بالجامعة، "أي حد يقدر ينجح طالما عنده إرادة وأمل، وانا لسه ما حققتش حاجة وباحلم بالأفضل".


مواضيع متعلقة