"سبت" الحساب
لا مفر.. كل الطرق تؤدى إلى الدماء، وأى حكم سيكون شرارة تشعل حربا، إما فى القاهرة وإما فى بورسعيد. وربما تكون هذه المرة الأولى فى تاريخ القضاء المصرى الذى يواجه خيارين كلاهما شديد المرارة.
عندما يجلس قضاة محكمة الجنايات، اليوم السبت، على منصتهم، سيكون بيدهم أن يطفئوا نار الثأر المشتعلة فى قلوب «ألتراس أهلاوى» وأهالى شهداء مجزرة بورسعيد، ليشعلوا فى الوقت نفسه ثورة الاستقلال فى المدينة الباسلة، أو أن يمنحوا متهمى المجزرة ومواطنى بورسعيد فرصة جديدة للحياة، ليمنحوا فى الوقت نفسه جماعات «ألتراس» فى القاهرة والمحافظات شارة البدء لتنفيذ شعارهم المرفوع منذ أشهر: «القصاص أو الفوضى».
هى الحرب إذن، فوضى فى أنحاء مصر، أو مدينة تقاتل لانتزاع وجودها من حضن دولة الإخوان. وما أشبه صبيحة هذا اليوم العصيب بيوم 26 يناير الماضى، حين أعلن القضاة إحالة أوراق بعض المتهمين إلى فضيلة المفتى؛ حيث سقط نحو 50 شهيدا فى بورسعيد، خلال اشتباكات لم تنته حتى اليوم، ووصلت إلى حد إعلان بورسعيد «مدينة بلا إخوان».
ولعل هذه الحيرة بين نارى الفوضى والقتل هى نفسها التى دفعت دار الإفتاء إلى إعادة ملف القضية إلى المحكمة، كأنها تحاول إرجاء الكارثة، أو كأنها تريد غسل يدها من الأمر برمته، لكن ذلك لم يعد كافيا، فالتأجيل نفسه سيكون شرارة لزلزال جديد يهتز على إيقاعه عرش مؤسسة الرئاسة وتنظيم الإخوان الحاكم، ووزارة داخليتهما الباطشة.. هى الحرب إذن.
أخبار متعلقة:
سيناريوهات اليوم العصيب.. مجزرة جديدة وانسحاب ثانٍ للشرطة
وزير الداخلية: والله العظيم لا أتحرك بتعليمات من الإخوان.. وأخشى أن تتحول مصر إلى «دولة ميليشيات»
«كابو المصرى» لـ«مرسى»: ساعة الانفجار اقتربت.. وسترى أنت وجماعتك غضب بورسعيد
زحف الألتراس.. التجمع أمام «الجزيرة» والحضور إجبارى و«اعمل حسابك إنه آخر يوم فى حياتك»
ضباط شرطة : «إلى كل أب وأم معرفش يربى ابنه.. ما تجيش بعد كده تطلع فى التليفزيون تصوَّت وتقول ابنى شهيد»
الألتراس يخترقون أقسام الشرطة.. ويلاحقون الضباط برسائل «القصاص»
«ألتراس» يروى التاريخ الأسود مع الداخلية منذ 2007 حتى يوم «المجزرة»
مساعد وزير الداخلية لـ«الأمن المركزى»: الفوضى تنتظر مصر إذا تقاعسنا يوم الحكم