السعيد: "ماكين" أبلغ "البرادعي" رفضه لإسقاط حكم "الإخوان"

كتب: الوطن

السعيد: "ماكين" أبلغ "البرادعي" رفضه لإسقاط حكم "الإخوان"

السعيد: "ماكين" أبلغ "البرادعي" رفضه لإسقاط حكم "الإخوان"

تواصل "الوطن" نشر مذكرات الدكتور رفعت السعيد، المفكر السياسي الكبير، بعنوان "ما تبقى من ذكريات"، حيث قال فيها: "أما البرادعى فكان أيضاً وبأسلوب آخر يرفض شعار «إسقاط حكم الإخوان»، ليقول بهدوء لا نريد أن نفقد تأييد القوى العالمية لتحركنا فهم يتمسكون بشرعية «مرسى»".

وفى منحنى الجلسة وعندما نتوقف لفترة راحة كان ينتحى بى ولست أدرى لماذا كان يستعين بى ولست أدرى أيضاً إذا كان يفعلها مع آخرين أم لا، وكان يهمس: «ماكين كلمنى أمس وهو غير راضٍ عن شعار إسقاط حكم شرعى ورئيس منتخب»، ولم أزل أذكر أن عبارة «ماكين اتصل بى أمس»، تكررت مع همسات «البرادعى» وفى أحد الاجتماعات، وأظن كان ذلك عند الهجوم الإخوانى الوحشى على المعتصمين أمام قصر الاتحادية تصاعدت حدة رفع شعار الإسقاط وكان سيد البدوى متحمساً لذلك على غير عادته وتقرر تكليف سامح عاشور بصياغة بيان وترك «سامح» الاجتماع هو وعدد من الحاضرين لصياغة البيان وبعدها يحضر ليعرض مشروع البيان على الاجتماع الذى توقف لحين إعداد الصياغة.كان عمرو موسى قد تسحب كعادته، وكان «البرادعى» متوتراً جداً ثم فجأة اتجه إلىّ قائلاً: «روح شوف بيعملوا إيه وإذا كان فى الصياغة أى إشارة إلى الإسقاط أبلغهم أننى مستقيل من الجبهة».

وسألته لماذا يطلب منى أنا وهناك آخرون؟ فقال وهذا صحيح أنت الذى تتكلم بصراحة وتعارض بوضوح أى مختلف معك، والآخرون لا يريدون إغضاب أحد فيكتفون بالصمت، واكتشفت أن هذا صحيح، وأنه يتكرر دوماً، وذهبت إلى حيث تعمل لجنة الصياغة، وكان مشروع البيان قد أنجز تقريباً وكانت به عبارة إسقاط النظام المستبد وتحدثت مع سامح عاشور حول كيفية معالجة تهديد «البرادعى» الذى كان يتبدى جدياً واتفقنا أنه ليس من المصلحة تمزيق الجبهة فى هذا الوقت الصعب، وأمسكت بالنص واقترحت بدلاً من إسقاط النظام المستبد عبارة أخرى تستخدم ذات الكلمات لكنها تحمل معنى مختلفاً تماماً وهى إسقاط استبداد النظام ووافق «سامح» متفهماً صعوبة انسحاب «البرادعى» فى هذا الوقت، أما لجنة الصياغة فيبدو أنها لم تلتفت للفارق، وعدت للبرادعى الذى وافق وسألنى فى دهشة: «جبت الشطارة دى منين؟»، وفى الجلسات الأخيرة كان الصراع مريراً بين عمرو موسى و«البرادعى» حول موقع منسق الجبهة وكان هناك غضب هامس بين قيادات الجبهة لم يعبر الكثيرون عنه علناً كالمعتاد لكى لا يتواجهون مع عمرو موسى بسبب انسحاباته المفاجئة واستباقه للحديث إلى الفضائيات المتجمعة قبل الجميع وحتى قبل أى اتفاق وكان «البرادعى» يلح وتتوزع همساته على آذان عدد من رؤساء الأحزاب: «ماكين يلح على ضرورة اختيار شخص واحد يجرى الاتصال معه باسم الجبهة والفرصة ستضيع إذا لم تنتخبونى منسقاً»، وأنا لم أكن لا معجباً بالتدخل الأمريكى ولا بالاتصالات المتوالية وشبه اليومية التى يقول «البرادعى» إن «ماكين» يجريها معه. ولكن يبدو أن البعض سال لعابه طمعاً فى مساندة أمريكية لإزاحة «مرسى» لأن ذلك سيحسم الأمر.

وعلى أية حال انتهز بعض قيادة الجبهة، فالمشاورات الجانبية كانت تجرى معهم وبينهم فقط، فرصة خروج عمرو موسى ليلحق بكاميرات الفضائيات واختير «البرادعى» منسقاً دون معارضة أحد ودون تصويت.

والمثير للدهشة أن الكثيرين، ومنهم «البرادعى» و«موسى»، كانوا مغمضى الأعين عن ترتيبات أمريكية أخرى لاختيار أحد السلفيين رئيساً وهو ما سأتحدث عنه لاحقاً.


مواضيع متعلقة