رفعت السعيد: التقيت بعمر سليمان في منتصف أحداث يناير.. وأعلنت على الهواء بعد ذلك أنني لن أقابله

كتب: الوطن

رفعت السعيد: التقيت بعمر سليمان في منتصف أحداث يناير.. وأعلنت على الهواء بعد ذلك أنني لن أقابله

رفعت السعيد: التقيت بعمر سليمان في منتصف أحداث يناير.. وأعلنت على الهواء بعد ذلك أنني لن أقابله

تناول الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إن أحد رجال المخابرات زاره فى منتصف أحداث يناير 2011 وقال: "معالى الوزير عايز يقابلك"،

وتابع السعيد: "التقينا فى مقر رئاسة الوزراء، وتبدى الأمر من بدايته وكأن له مكتباً وسكرتارية وترتيبات أمنية خاصة به هناك، استقبلنى الوزير مرحباً وكأننا أصدقاء قدامى، وسألنى ما رأيك؟ وقلت رأيى بغاية الصراحة وقلت الهروب إلى الأمام لا يجدى، وكلما طال الأمر تضاعفت المطالب الجماهيرية..

ولا بد من حل جذرى، فقال يعنى إيه جذرى؟ قلت يعنى جذرى أى القبول الفورى لمطالب الميدان والإطاحة برؤوس الفساد، وهم ذاتهم رؤوس النظام وأن يعترف الرئيس علناً ودون مواربة بالأخطاء كاملة، وأن يؤكد صراحة أنه لا توريث وأنه لن يترشح فى الدورة الرئاسية المقبلة لا هو ولا ابنه، كان ينصت بلا مقاطعة حتى انتهيت، فوقف وسلم علىَّ طالباً للجالس الذى كان يكتب كل حرف قلته وهو بالمناسبة ذات الشخص الذى رتب اللقاء ابعت لى المحضر فوراً".

وتابع: "بعدها بيوم دعيت إلى اجتماع مع عديد من رؤساء الأحزاب وقادة العمل السياسى، وفيما يسير ذات الشخص (الذى يبدو وكأنه مدير مكتب الوزير فى هذه المهمة) همس فى أذنى: معالى الوزير يرجو أن تخفف من المطالب حتى يتمكن أن يناقشها هو مع الرئيس".

وقال السعيد: "كان ترتيب الجلوس مثيراً للدهشة، الوزير وأنا إلى يساره مباشرة ود. حسام بدراوى الأمين العام للحزب الوطنى على يمينه وبعده سيد البدوى وعلى يسارى أنا الدكتور سعد الكتاتنى النجم الإخوانى الذى سطع فى هذه الأيام (ربما لإخفاء النجوم الأصليين) بدأ الوزير الجلسة بكلمة قصيرة جداً، تقول باختصار نحن فى أزمة حقيقية ونتمنى أن يراعى الجميع ذلك وأن نسعى معاً لحماية الوطن، ثم ولمزيد من الدهشة أعطانى الكلمة، فقلت ما سبق قلته له وإنما برفق ودون إفصاح صريح ولكن الفهم متاح لمن يريد، ثم أعطى الكلمة للدكتور حسام ليلقى كلمته كأمين عام للحزب الحاكم فإذا بحسام بدراوى يزيد الدهشة دهشة أخرى، إذ قال وبإيجاز محكم أنا متفق تماماً مع ما قاله رفعت السعيد، واكتفى به، وخيمت الدهشة على الجميع.. وسار الاجتماع فى هذا المسار تقريباً حتى سعد الكتاتنى رغم التواء كلماته فإنه لم يرفض".

وأوضح: "انتهى الاجتماع لنخرج ونفاجأ بعدها ببيان يفترض أنه يعكس ما توصل إليه الاجتماع، لكنه قال كلاماً آخر يمكن أن يفهم على أكثر من وجه، واتصلت بالسكرتير، أو مدير المكتب سيان، وأبديت غضبى قائلاً: هى المرة الأولى والأخيرة التى أحضر فيها لقاء كهذا، الرجل اعتذر بأدب وبعدها بقليل اتصل ليبلغنى بموعد عاجل وهام جداً مع الوزير منفرداً فى التاسعة والنصف صباح اليوم التالى بمقر مجلس الوزراء.

وفيما أحاول الاعتراض ألح بأن الأمر هام جداً، وفى اليوم التالى دعيت للحديث فى برنامج صباح الخير يا مصر وفيما أتجه إلى ماسبيرو مررت على مجلس الشورى لأحصل على بعض المعلومات عن المعارك الدائرة حول مبنى وزارة الداخلية وشارع محمد محمود.. وهالنى أصوات بنادق آلية.. مصوبة بقدر أو بآخر إلى صدور الشباب.. وكنت قد تلقيت فى الصباح نبأ استشهاد اثنين من شباب حزبنا فتوجهت إلى ماسبيرو وأنا أغلى، وما إن دارت الكاميرات حتى قلت لمقدم البرنامج لدىَّ خبر عاجل جداً، فقال تفضل وقلت سبق أن حددوا لى موعداً قيل إنه هام جداً مع الوزير عمر سليمان، وأنا أبلغه الآن على الهواء مباشرة أننى لن أذهب لمقابلته، فليس ممكناً أن أذهب لأتفاهم معه على أى شىء حتى ولو كان مهماً جداً بينما الرصاص يغتال المزيد من الشهداء، فقال مقدم البرنامج: لماذا لا تذهب وتقول له ما تريد؟ قلت إن ضميرى لا يسمح لى بمجرد المقابلة فى ظل هذه الأوضاع، وبعدها اتصل ذات السكرتير أو مدير المكتب وقال للأسف كان الاجتماع مهماً جداً، فقلت لا يوجد أهم من دماء الشهداء، فقط أضيف أننى بعد ماسبيرو توجهت إلى جلسة الشورى وعلمت أن ترتيبات تجرى لتشكيل حكومة جديدة، وحمدت الله أن نجانى من هذه المقابلة، وكان هذا الموعد الأخير مع صقر المخابرات المصرية العتيد".


مواضيع متعلقة