رفعت السعيد يروي مواقفه مع "عمر سليمان"

كتب: الوطن

رفعت السعيد يروي مواقفه مع "عمر سليمان"

رفعت السعيد يروي مواقفه مع "عمر سليمان"

تناول الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، الحديث عن علاقته بـ"عمر سليمان" وزير المخابرات السابق، والمواقف التي جمعتهم قائلًا: "لقد امتد عمق العلاقة المشاغبة مع رجل المخابرات المصرية العتيد لسنوات الثمانينات عندما كانت جريدة الأهالى لم تزل تتخذ مقراً لها فى شارع بعد الخالق ثروت، حضر إلىّ الساعى عم عبدالعليم المسئول عن فتح المقر وإغلاقه ليبلغنى أن شخصين تلقفاه فى الشارع أمام مقر الجريدة وأبلغاه أنهما من المخابرات العامة ويطلبان منه أن يسلمهما نسخة من مفاتيح المقر، ولما تردد متسائلاً كيف يعرف أنهما من المخابرات؟ قطع أحدهما ورقة من مفكرة صغيرة وكتب عليها رقمى تليفون أرضى وأن يطلب المهندس فلان وسيرد عليه أحدهما، وكان الرجل مرعوباً، وأخذت منه الورقة الصغيرة وبعدها جلست مع الأستاذ خالد وبحماس منفعل قلت أقترح أن يطلب عم عبدالعليم أحد الرقمين ويطلب مقابلتهما وفى الموعد أذهب معه وألقنهما درساً، قال الأستاذ خالد تعلم ألا تلاعب النمر، وتكلم تليفونياً مع الوزير طالباً مقابلة لنا معه، كان الوزير عمر سليمان كما رأيته لأول مرة هادئاً وواثقاً من نفسه ويعرف متى وكيف يرسم ابتسامة تأتى فى ذات معان متعددة، واعتقدت منذ الوهلة الأولى أنه يعرف لماذا كانت هذه الزيارة، وشرح الأستاذ خالد الموضوع وقال أنا أعتقد أن المسألة مش مسألة المفاتيح، فأنتم تستطيعون الدخول حتى من تحت عقب الباب، وكانت الابتسامة الأولى مصحوبة بعبارة (مش للدرجة دى)، ثم وعندما حاولت أنا أتكلم أراح هو ظهره على المقعد المريح بطبيعته، ووجه كلامه لى سائلاً (هو مقر الأهالى فين؟) وهكذا استدرجنى إلى ما يريد، قلت بشارع عبدالخالق ثروت، قال والشارع ده فين؟ فقلت مندهشاً فى وسط البلد، وتمادى (أنهى بلد؟) ورغم أننى فهمت اضطررت للإجابة قائلاً القاهرة وقال بهدوء مصنوع بإتقان يعنى جوه مصر لإحنا نشاطنا مقصور على ما هو خارج مصر، وفيما أستعد لهجوم مضاد، قال الأستاذ خالد بهدوء يليق به وبالوزير، يبقى حضرتك تسمح لنا أن نبلغ النيابة عن هذين الشخصين، لأنهم كده يبقوا نصابين أو لصوص؟ وهكذا تناطح الهدوء مع الهدوء، وأجاب الوزير متجاوزاً تحدى الأستاذ خالد: هى الورقة دى فين؟ وأخذها ولاحظ الرقمين، وأنا قلت مغتاظاً أنا مطلبتش الرقمين ممكن حضرتك تطلب رقم منهم؟ فرد بهدوء ازداد عمقاً مالوش لازمة وشربنا القهوة وانصرفنا دون أية كلمة زائدة، وكأن شيئاً لم يكن، لكن الشخصين اختفيا وظللنا، الأستاذ خالد وأنا، لم نعثر على إجابة للسؤال المحير لماذا؟".

وروى موقف آخر قال فيه: "كنت ضمن وفد للشورى بالكويت، وكان أحد نواب مجلس الأمة الكويتى يتواصل بالعلاقة مع الوفد المصرى، وخلال زيارة مقررة لكل الوفود حيث صور بعض من كانوا يسمونهم الأسرى الكويتيين لدى العراق خلال فترة الغزو العراقى للكويت، وكانت الصور مؤلمة لأطفال وشباب وشابات وكهول.. وفيما يسود الألم المناخ العام سحبنى النائب الخرينج وكان أحد المسئولين فى لجنة الدفاع عن الأسرى، وسألنى: هل صحيح أنك صديق للقيادى الفلسطينى عبدالله حورانى؟، فقلت مندهشاً صحيح وهو صديق عزيز وشخصية محترمة، فقال الخرينج طبعاً طبعاً، وفى المساء دعيت إلى لقاء مغلق كان الخرينج حاضراً ومعه شخصان وطلبوا منى أن أرتب لقاء مع عبدالله حورانى، فهو وفق تعبيرهم واصل مع القيادة العراقية، ونريد وساطته لتفاهم حول الطلبات العراقية للإفراج عن الأسرى، وفى صباح اليوم غادرنا الكويت وفى الطائرة جلست إلى جوار د. مصطفى كمال حلمى وحكيت له، فقال يجب أن نبلغ الوزير عمر سليمان لنعرف رأيه هل تتدخل أنت فى هذا الأمر أم لا؟ وفور عودتنا ويبدو أن د. مصطفى كان متعجلاً فوجئ بمكالمة من الوزير (كانت مباشرة دون مرور عبر السكرتارية) كان ودوداً جداً وقال: الحقيقة إن معلوماتنا إن مفيش أسرى، لكن طالما هم طلبوا مساعدتنا أرجوك ساعدهم قدر الإمكان، واتصلت بعبدالله حورانى ورتبت له لقاء مع النائب الخرينج، جلسنا ثلاثتنا فى نادى السيارات. ولما عرف حورانى الموضوع بادرنا قائلاً: أنا لا أعرف إذا كان هناك أسرى أم لا، ولكننى كمسجون سابق أعرف أن فى كل سجن مهما كان يمكن أن يوجد ملاك أو حتى مرتشى يمكنه أن يسرب أخباراً عنهم، وقلت أنا على العموم أرجوك أن تحاول وأن تبذل جهدك، فقال أعتقد أن الشخص الذى يمكن سؤاله فى هذا الأمر هو الرفيق طارق عزيز، فقلت أنت تعرف أنه صديقى فانقل له رجائى، ولأن الأمر يتطلب ترتيبات متعلقة بنفقات السفر وغيرها وجدت أنه من الأفضل أن أكتفى أنا بذلك وغادرت، وبعدها جاء حورانى مرة أخرى إلى القاهرة ونقل لى رسالة من طارق عزيز يؤكد فيها هو لى شخصياً أنه لا يوجد أسرى.. وأن التعليمات هى عدم نفى وجود أسرى رسمياً ليبقى الأمر مربكاً للسلطات الكويتية، وسألت حورانى وماذا ستقول للأخ الخرينج قال: إن الإجابات التى اتفق عليها مع طارق عزيز هى: يقول العراقيون إن هذا الأمر ليس محل نقاش. وبعدها بنصف ساعة اتصل بى الوزير عمر سليمان، وقال ضاحكاً: لم أكن أعرف أنك صديق لطارق عزيز، وعرفت أنهم عرفوا التفاصيل، فقلت المهم أنا مش عارف حاقول إيه للأخ الخرينج: فقال اترك لى هذه المسألة، وتركتها".


مواضيع متعلقة