«الخط الأول بالمترو».. أنظمة التحكم المتهالكة تعطل القطارات

08:57 م | الأحد 04 سبتمبر 2016

يعانى الخط الأول لمترو أنفاق القاهرة من مشكلات كثيرة جداً، من أهمها تهالك أنظمة التحكم والإشارات بعد انتهاء عمرها الافتراضى، ويبلغ طول الخط الأول نحو 43 كيلومتراً، بواقع 33 محطة يعمل به أكثر من 50 قطاراً و350 قائد قطار، وهو الأكبر كثافة من حيث نقل عدد الركاب يومياً، أما الخط الثانى فيبلغ طوله 20 كيلومتراً بواقع 20 محطة و200 قائد قطار، ويعمل بهذا الخط 35 قطاراً. وتعد مشكلات الخط الأول أكثر بكثير من الخط الثانى، نظراً لطول مسافة الأول وكثرة عدد محطاته السطحية، وكثافة عدد الركاب به، بالإضافة إلى قدم الخط الذى تعدى عمره 29 سنة، لم يشهد أى عمليات تغيير أو تطوير جذرى، ما تسبب فى حدوث أعطال متكررة، أدت إلى توقف حركة القطارات، وحدوث زحام كبير فى المحطات.

أحد مهندسى الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق يقول: «أنظمة التحكم والإشارات ومحطات الجر (محطات المعدلات) للخط الأول تم إنشاؤها فى أكتوبر 1987، وهو تاريخ افتتاح المرحلة الأولى من الخط الأول «حلوان- المرج»، ومن ذلك الحين لم يتم عمل أى تحديث أو تجديد لتلك الأنظمة سوى الصيانة الدورية الروتينية، والآن تعانى هذه الأنظمة من تكرار للأعطال نتيجة عدم توافر قطع غيار مثل الكروت الإلكترونية والكبائن بعد توقف خطوط إنتاج هذه المنظومة فى الدول المصنعة لها، ما يؤدى إلى حدوث مشكلات كبيرة يشعر بها المواطن العادى، لكنه لا يفهم حقيقة الأمر حيث يعتقد أن انقطاع الكهرباء هو السبب.

ويضيف: «أنظمة التحكم تعانى من مشاكل كثيرة أبرزها فصل وتعشيق التيار دون إصدار أوامر وهو ما قد يؤدى إلى كارثة -لا قدر الله- كما أن محطات الجر لا تستطيع توفير القدرة اللازمة لتشغيل القطارات الكورية المكيفة وهو ما قد يؤدى إلى تلف للقضبان والشبكة الهوائية، وهو ما تلاحظ فى الفترة الأخيرة من قطع للشبكة الهوائية نتيجة لسخونة الموصلات والتيار العالى المسحوب لتغذية القطارات الكورية المكيفة وسيؤدى إلى المزيد من التلفيات فى هذه المنظومة لو لم يتم رفع القدرة الإجمالية لمحطات الجر وزيادة مساحة مقطع الكابلات وموصلات الشبكة الهوائية بما يتناسب مع القدرة المسحوبة للقطارات الجديدة المكيفة وتم الاستعانة بأحد المكاتب الاستشارية الإسبانية (UTE Cairo Rail) لعمل دراسة حول منظومة القوى الكهربية للخط الأول وانتقدت الدراسة القيام بشراء القطارات المكيفة قبل تحديث منظومة الجر.

ويتابع: يوجد مشكلات كبيرة فى الخط الأول قد تؤثر على مستوى الحركة وتؤدى إلى تدهور حالته أو حدوث ما يشبه «السكتة القلبية» بعد انتهاء العمر الافتراضى لبعض الأجهزة والمعدات بالقطارات وأنظمة تشغيل الخط، ورغم تكليف وزارة النقل فى عهد الوزير محمد منصور أحد المكاتب الاستشارية العالمية لعمل دراسة لتطوير الخط الأول إلا أنه تم وضعها فى الأدراج بمجرد تغيير الوزير، الدراسة قدرت تكلفة التطوير وقتها بـ4 مليارات جنيه لتشمل تطوير التحكم والإشارات والقطارات، وإذا قررت وزارة النقل حالياً تنفيذ خطة تطوير شاملة سيزيد هذا المبلغ خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار لكن التكلفة ستزداد حتماً بعد مرور هذه السنين».

ويقول موظف آخر بالشركة: «غرفة التحكم الرئيسية الخاصة بالخط الأول تستخدم أجهزة كمبيوتر قديمة جداً فى نظام التشغيل ومراقبة القطارات، ولا يوجد لها نظير بالعالم، فى الوقت الذى تشتريها الشركة المصرية لتشغيل المترو بأسعار مرتفعة جداً، وأغلى من الحديثة، ومع ذلك تؤثر على كفاءة التشغيل وبطء حالة القطارات.