«عربات المترو».. أسرع وسيلة لانتقال الأمراض والروائح الكريهة

كتب: محمد سعيد

«عربات المترو».. أسرع وسيلة لانتقال الأمراض والروائح الكريهة

«عربات المترو».. أسرع وسيلة لانتقال الأمراض والروائح الكريهة

قطارات قديمة ما زالت تسير حتى الآن بمراوح، وقطارات أخرى تعمل بفتحات تهوية أو تكييف يعمل كمروحة فقط، وقطارات جديدة تعمل بالتكييف والجميع ينتظرها على الرصيف لاستقلالها.. تلك هى أنواع قطارات مترو الأنفاق التى تسير داخل محطات القاهرة الكبرى، والتى لم يتم تجديدها بشكل كامل حتى الآن وما زالت القطارات القديمة المشوهة من الداخل تعمل حتى الآن.

المشهد داخل العربة يتلخص فى الإعلانات التى تشوه الجوانب والزجاج أيضاً وكثرة القمامة واللمبات المحروقة، والحلقات التى يمسك بها الركاب مقطوعة، بالإضافة إلى غياب التهوية بداخلها نظراً لأن النوافذ الخشبية مُعلقة وبالتالى تزداد فرصة انتقال الأمراض بين المواطنين.

فور أن تطأ قدمك عربة المترو تشاهد «شقق للبيع»، «وظائف بمرتبات مجزية»، «احجز مصيفك»، امتلأت بها عربات مترو الأنفاق من الداخل، فالإعلانات الكثيرة المتنوعة تغرق الأجناب والشبابيك من داخل العربات، شوهت تلك الإعلانات غالبية العربات فى ظل عدم وجود من يقوم بإزالتها. ومما يزيد تشوه حالة العربات أكثر غياب تنظيف العربات بصفة مستمرة على مدار اليوم، وفى منتصف اليوم ونهايته تتكون الكثير من الأوراق والمهملات والصفائح المعدنية للمياه الغازية تزيد المشهد من الداخل سوءاً.

{long_qoute_2}

وما زالت هناك عربات مترو بالخط الأول غير مكيفة وتعمل بالمراوح فقط وثابتة لا تتحرك يميناً ويساراً وتوجه الهواء فى المنطقة التى أمامها فقط وهذا ما يزيد الأمر صعوبة فالشخص الذى ليس أمامه مروحة يغرق فى الحر والعرق، ويتراوح عدد المراوح بين 9 إلى 14 مروحة فى العربة الواحدة، أما عن العربات المكيفة قديماً فيستخدم التكييف كمروحة فقط أى يتم ضخ هواء إلى المواطنين داخل العربة وليس هواءً بارداً.

أما عن طفايات الحريق، التى من المفترض أن توجد فى كل عربة من عربات مترو الأنفاق تحسباً لحدوث أى حرائق داخل العربات فحالها ومظهرها لم يكن على الوجه الأمثل وتوجد تحت المقاعد وتملأها الأتربة والغبار، هذا أسفل المقاعد ولكن بالنظر إلى أعلى تجد اللمبات النيون التى تنير العربات من الداخل بعضها يعمل وبعض اللمبات الأخرى محروقة ولم يتم استبدالها بأخرى جديدة وبالتالى تقل الرؤية داخل العربات.

وبالنسبة لـ«المسّاكات»، وهى عبارة عم حلقات يتشبث بها الراكبون أثناء وقوفهم داخل عربات المترو حتى لا يفقدوا توازنهم ويقعوا أثناء سير القطار أو توقفه بشكل مفاجئ فمعظمها تقطع من كثرة الاستخدام وعدم تركيب بديل لها، وأصبح كبار السن والسيدات لا يجدون ما يتمسكون به أثناء سير المترو. أما عن النوافذ الزجاجية فى العربات غير المكيفة والنوافذ الخشبية التى تحمى المواطنين من أشعة الشمس فالكثير منها لا يتم فتحه ولا تستطيع أن تفتحه وبالتالى تقل التهوية داخل العربات ولا يتم تجديد الهواء فى الداخل ومع شدة الازدحام تصبح عربات مترو الأنفاق بيئة خصبة لنقل الأمراض من فرد إلى آخر. وصفارات الإنذار بالعديد من قطارات مترو الأنفاق وبالتحديد الخط الأول «المرج- حلوان» لا تعمل وهى التى تقوم بتنبيه الركاب أثناء فتح أبواب العربات وغلقها، وبالتالى يفاجأ المواطنون أثناء غلقها أو فتحها وبالفعل تغلق الأبواب على المواطنين أثناء مرورهم من خلالها.

أشرف مصطفى، 27 عاماً، يعمل مندوب مبيعات بإحدى الشركات، ويستقل الخط الأول لمترو الأنفاق يومياً من محطة «حدائق حلوان» حتى محطة «السادات»، يقول: «العربيات كلها عاملة زى علبة السردين ومن كتر الزحمة اللى داخل العربية وكمان مبيبقاش فيه تهوية خالص داخلها وبيبقى كلنا فى وش بعض ونَفَسنا فى نَفَس بعض، ومع كل ده بيبقى سهل جداً انتقال الأمراض من مواطن إلى التانى، وبسبب إن فيه عربيات مكيفة وعربيات متهالكة بدأ معظم الناس تستنى القطارات الجديدة المكيفة وبالتالى الزحمة زادت جداً فى العربيات المكيفة، ولكن على الرغم من الزحمة الشديدة دى ببقى لازم أركب أول واحد يوصل الرصيف عشان ألحق شغلى».

ويضيف «أشرف»: «زى ما كل حاجة ماشية بالعكس عندنا المترو كمان كدة يعنى فى الشتاء بيبقى التكييف عالى جداً وبتبقى الناس بردانة جداً وعلى العكس فى الصيف مش بنبقى حاسين بالتكييف خالص، وحتى لو شغال بيبقى فى معظم الأوقات شغال كمروحة بس، وكمان فيه عربيات وبالتحديد العربيات القديمة الشبابيك بتاعتها منخفضة وبالتالى بتكتر حوادث السرقة فى القطارات دى وبالأخص فى المحطات الفاضية زى طرة البلد وطرة الأسمنت وهى إن الحرامى بيستنى الباب يقفل وبيخطف بعدها الموبايل من أيادى الركاب والموضوع ده حصل قدامى مرتين».


مواضيع متعلقة