مئات الأمهات يقطعن «الكورنيش» بعد امتناع «المصرية للأدوية» عن صرف اللبن المدعم.. ووزير الصحة: توجهوا للمنافذ الخطأ

كتب: سحر المكاوى ومحمد سعيد وريهام عبدالحافظ

06:43 م | الخميس 01 سبتمبر 2016

سيطرت حالة من الغضب على المئات من المواطنين، بعدما أغلقت الشركة المصرية لتجارة الأدوية نوافذها، ممتنعة عن توزيع الحصص الأسبوعية للبن المدعم، بمعهد ناصر بشبرا، وهو ما دفع الأمهات الموجودات لقطع طريق كورنيش شبرا أمام الحركة المرورية، للمطالبة بصرف حصصهم المقررة أسبوعياً، وتسببت الاحتجاجات فى شلل مرورى تام على طريق الكورنيش، ومطلع كوبرى المظلات، كما تجمع عشرات الأهالى فى منطقة شبرا، وقطعوا شارعى شبرا وجسر البحر، ما تسبب فى شلل مرورى أيضاً بشبرا والشوارع المحيطة بها. وتدخلت بعض القيادات الأمنية لفض المظاهرة، بعدما أكدوا للمواطنين والأمهات بأن المشكلة تم حلها، وطالبوهم بالتوجه لشارع شركة الأدوية لصرف الحصص الأسبوعية، وتم فتح طريق الكورنيش أمام السيارات، ولكن بمجرد وصول الأهالى والأمهات للمنافذ وجدوا أن الأزمة ما زالت قائمة، مما دفعهم للعودة مرة أخرى، ولكن تصدت لهم قوات الأمن المركزى، وأغلقت كل الطرق المؤدية للكورنيش.

{long_qoute_1}

ويقول وسام محمد، 38 عاماً، يعمل بإذاعة البرنامج العام بماسبيرو، أحد المتظاهرين، إنهم جاءوا فى السادسة صباحاً كعادتهم الأسبوعية لصرف اللبن المدعم ولكن فوجئوا بامتناع منفذ الشكاوى بمعهد ناصر عن الصرف، وأبلغوهم بأن وزير الصحة هو صاحب قرار وقف صرف اللبن المدعم من تلك الشركة، وهو ما تسبب فى تملك الغضب من الكثير منهم والذين توجهوا لقطع طريق الكورنيش، حتى أقنعتهم القيادات الأمنية بأن الأزمة تم حلها وهو ما لم يتحقق، ويضيف: «إن سعر اللبن فى الأسواق وصل لـ70 جنيهاً للعبوة، وغير متوافر». من جهتها، قالت نوال فوزى، سيدة أربعينية من المتظاهرين، إن هناك سيدات يوجدن باستمرار بالقرب من منافذ توزيع اللبن المدعم يتحكمن بالسوق السوداء التى تدار بالقرب من مراكز توزيع اللبن، وهو السبب الحقيقى فى الأزمة، ويبعن العبوات التى تتوافر فى المراكز بـ3 جنيهات، بـ16 و17 جنيه للعبوة، كما يباع لمحال الألبان «وإحنا مش نقدر نشترى العبوة بـ70 جنيه من الصيدليات وياريت موجودة أصلاً».

والتقى مدير الإدارة العامة بمباحث القاهرة بالمحتجين، وأبلغهم أن اللبن المدعم موجود بثلاثة فروع، وهى: مركز طبى نوبار بشارع شبرا، ومركز طبى عثمان بشارع أحمد عرابى بعزبة عثمان، ومركز طبى حجازى بجوار المعهد الدينى بالشيخ خالد بشبرا الخيمة، وهى مفتوحة حتى الساعة السادسة مساءً، حتى توفير منافذ أخرى.

من جانبه أعلن الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، أن اليوم الأول لتطبيق منظومة ميكنة صرف ألبان الأطفال الصناعية المدعمة شهد تجمعاً صباح أمس لأولياء أمور الأطفال أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية ويعود ذلك إلى أن الأماكن التى توجهوا إليها لم تكن منافذ لصرف الألبان، وبالفعل تم توجيههم إلى 8 منافذ تابعة لوزارة الصحة فى محيط الشركة لصرف الألبان المستحقة لهم.

{long_qoute_2}

وأوضح وزير الصحة أنه تم صرف الألبان لعدد 22 حالة من المستحقين من مركز عثمان بأغاخان الكائن بجوار الشركة المصرية، كما تم صرف الألبان لعدد 7 آخرين من منفذ نوبار الكائن بجوار الشركة أيضاً، فيما تم صرف الألبان للبعض الآخر من منفذ حجازى الكائن بجوار الشركة المصرية أيضاً. وأكد وزير الصحة والسكان أن صرف ألبان الأطفال المدعمة يتم حالياً عن طريق منافذ وزارة الصحة فقط البالغ عددها 1005 منافذ بوحدات الرعاية الصحية الأساسية والأمومة والطفولة بجميع محافظات الجمهورية.

وناشد وزير الصحة والسكان أولياء أمور الأطفال المستحقين لصرف ألبان الأطفال المدعمة التوجه إلى المنافذ التى خصصتها الوزارة لصرف احتياجات الأطفال من الألبان والبالغ عددها 1005 منافذ، منها 109 منافذ بالقاهرة وحدها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستخراج الكارت الذكى المخصص لذلك. وأضاف أن منافذ توزيع ألبان الأطفال المدعمة التابعة لها تعمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثامنة مساءً. وأشار إلى أنه قد تم تجهيز 1005 منافذ على مستوى الجمهورية، بأجهزة حاسب آلى، وقارئ كروت، حيث تم تجهيز كل منفذ بثلاثة أجهزة كمبيوتر، و3 قراء كروت لكل منفذ أيضاً، إضافة إلى خطوط ربط داخلية فى دوائر مؤمنة للبيانات، لضمان سرية وأمان البيانات.

من جهته علق الدكتور أحمد أبودومة، المتحدث الإعلامى باسم نقابة الصيادلة، قائلاً: «إن بيع الصيدليات ألبان الأطفال المدعمة لا يحقق مكاسب مالية كما يردد البعض، فالصيدليات تحصل على الألبان بسعر الجمهور ونسبة مكسبها ضعيفة جداً، فربح العلبة الواحدة لا يتجاوز 2 جنيه، وكل صيدلية تحصل على 20 علبة وبالتالى فالربح الناتج عن بيع الألبان المدعمة للصيدلية لا يتعدى 40 جنيهاً على هذه الكمية»، لذلك تلك المنظومة ستؤدى إلى التكدس الشديد وسترهق المواطن.