كساد اللحوم بالشرقية قبل العيد.. والمربون يلجأون للتسمين بأعلاف الدواجن

كتب: نظيمة البحراوى

كساد اللحوم بالشرقية قبل العيد.. والمربون يلجأون للتسمين بأعلاف الدواجن

كساد اللحوم بالشرقية قبل العيد.. والمربون يلجأون للتسمين بأعلاف الدواجن

«الدولار» هو المتهم الأول، عند سؤال أحد الجزارين أو مربى الماشية فى الشرقية عن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم، تأتى هذه الإجابة بكل تلقائية، ثم تليها عشرات الشكاوى من أسعار الأعلاف، وغشها، وضعف الرقابة البيطرية، وانتشار الأوبئة، وجشع التجار، وقلة المراعى، وبعدها مطلب واحد بأن تتدخل الدولة لحماية الثروة الحيوانية، وفرض الرقابة على الأسواق، وتوزيع الأعلاف فى منافذ حكومية.

فى رحلتها للبحث عن أسباب أزمة اللحوم فى الشرقية، والمتواصلة منذ قرابة الـ4 أشهر، بالتزامن مع بدء «جنون الدولار»، التقت «الوطن» عدداً من التجار والمربين، فقال التاجر تامر فايد، المقيم فى مركز بلبيس، إن «أسعار الماشية ارتفعت بشكل كبير مؤخراً، مقارنة بالأشهر الثلاثة الماضية، وهى مرشحة للزيادة مع اقتراب موسم عيد الأضحى».

{long_qoute_1}

ارتفع سعر الخروف، وزن 50 كيلوجراماً، من ألفين إلى 3 آلاف جنيه، والخروف وزن 80 كيلوجراماً من 3 آلاف إلى 4 آلاف جنيه، وبحسب «فايد»، فإن «سعر الماعز وزن 40 كيلوجراماً ارتفع من 1500 إلى ألفى جنيه، ووزن 30 كيلوجراماً ارتفع من ألف إلى 1700 جنيه، كما ارتفع سعر العجل الجاموسى، وزن 300 كيلوجرام، من 8 إلى 10 آلاف جنيه، ووزن 500 كيلوجرام ارتفع من 12 إلى 15 ألف جنيه».

وأضاف أن «سعر العجل البقرى، وزن 300 كيلوجرام، ارتفع من 11 إلى 13 ألف جنيه، والعجل البقرى وزن 500 كيلوجرام من 16 إلى 20 ألف جنيه»، موضحاً أن «هذه الزيادة تسببت فى ارتفاع سعر كيلو اللحوم البقرى من 37 إلى 40 جنيهاً قبل الذبح، ويضطر التاجر إلى رفع السعر عند البيع إلى المواطن، لأن الوزن الصافى للحوم العجل البقرى، وزن 500 كيلوجرام، هى 250 كيلوجراماً فقط، ويفترض أن يصل الكيلو إلى 62 جنيهاً عند الوصول إلى الجزار، الذى يحمل الكيلو مصروفات المحل، من كهرباء ومياه وإيجار وعمالة.. إلخ».

وأدى ارتفاع الأسعار إلى انخفاض الإقبال على اللحوم فى هذا الوقت من العام بنسبة 50%، بحسب «فايد»، الذى أوضح أن «الأهالى كانوا يحجزون لحوم عيد الأضاحى من شهر رمضان، بينما لم نتلق حتى الآن أى طلبات حجز كالمعتاد، فالزبون الذى كان يأتى فى السابق لشراء العجل، أصبح يشترى خروفاً، وكل هذا يرجع إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، الذى أشعل سوق الأعلاف ومستلزمات الإنتاج الأخرى».

وقال تاجر الأعلاف الحيوانية، عيد عبيد، المقيم فى مركز صان الحجر، إن «سعر جوال الأعلاف، وزن 50 كيلوجراماً، والمكون من ذرة صفراء، ومضادات سموم، ومضادات أكسدة، وإضافات بروتين وطاقة، قفز من 150 إلى 240 جنيهاً خلال الثلاثة أشهر الماضية، كما ارتفع سعر كيلو فول الصويا، العنصر الأساسى فى الأعلاف، من 11 إلى 20 جنيهاً»، مشيراً إلى لجوء مربى الماشية إلى خلط الأعلاف الحيوانية بأعلاف الدواجن، التى قفز سعرها من 3100 إلى 4 آلاف جنيه، رغم أنها تؤدى إلى انخفاض جودة اللحوم.

وأشار «عبيد» إلى أن «حركة البيع والشراء تأثرت بارتفاع الأسعار بشكل كبير، فتجار الجملة، كانوا يبيعون أطناناً من الأعلاف فى مثل هذا الوقت من العام، إلا أنهم يبيعون بالأجولة الآن، ففى الفترة السابقة على عيد الأضحى من العام الماضى، كان يمكن للتاجر أن يبيع 3 أو 4 أطنان أسبوعياً، أما فى الموسم الحالى فإن التاجر يكون محظوظاً إذا باع عدة أجولة.

«تدخل الدولة» هو الحل الذى يراه «عبيد» للسيطرة على ارتفاع أسعار الأعلاف، مطالباً بوضع خطة محكمة لإيقاف الارتفاع الجنونى لها، موضحاً أن «الأعلاف يتم استيرادها من عدة دول، منها الأرجنتين وتايلاند، بينما يتحكم المستوردون فى الأسعار بشكل كبير، وإذا تدخلت الدولة فى الاستيراد فإنها قد تنجح فى خفض الأسعار».

ربة المنزل، هدية عوض الله، المقيمة فى قرية هربيط، التابعة لمركز أبوكبير، أصيبت بصدمة كبيرة عندما فوجئت بارتفاع أسعار الأعلاف، موضحة: «توفى زوجى، تاركاً لى 3 أبناء، أربيهم من حصيلة تربية جاموسة وماعزتين، وزراعة 3 قراريط أرض، وقبل عيد الأضحى كنت أبيع الماعز، لكن مع ارتفاع أسعار الأعلاف، وكساد السوق، لا أعرف إذا ما كنت أستطيع بيع الماعز أم لا، فالظروف شديدة الصعوبة، خاصة أن العيد يأتى مع موسم المدارس».

وقال المزارع حسن رمضان، المقيم فى قرية هربيط، إن «ارتفاع أسعار الأعلاف دفع صغار المربين إلى العزوف عن تربيتها، فبعدما كانت مصدر دخل للفلاح، أصبحت عبئاً عليه، خاصة فى ظل تراجع فرص البيع»، مطالباً الحكومة بتوفير الأعلاف، خاصة أن «المحافظة فقيرة فى المراعى».

الجزار شحتة متولى، المقيم فى مركز الزقازيق، بدأ كلامه قائلاً: «نحن مغلوبون على أمرنا، نشترى بالغالى، ونضطر إلى زيادة السعر عند البيع»، مضيفاً: «سعر كيلو اللحم وصل إلى 97 جنيهاً، ما أدى إلى انخفاض المبيعات، فالمواطن الذى كان يشترى 2 كيلو، اكتفى بكيلو واحد، والزبائن الذين كنا نراهم مرتين أو أكثر شهرياً، أصبحوا يظهرون مرة واحدة».

من جهته، قال وكيل وزارة الزراعة فى الشرقية، المهندس علاء عفيفى، إن «المحافظة توجد بها 22 محطة لتسمين الماشية، منها 12 محطة تابعة لجمعيات الثروة الحيوانية، ويصل إنتاجها من الماعز والأبقار والجاموس والخراف إلى 5500 رأس، بالإضافة إلى 10 مزارع أخرى تابعة للإصلاح الزراعى، قد يكون إنتاجها أقل»، مشيراً إلى أن «دورة تربية الأبقار والجاموس تستغرق عامين، بينما الخراف تستغرق عاماً واحداً».

وأعلن مدير «الطب البيطرى» فى الشرقية، الدكتور أشرف توفيق، عن رفع حالة الطوارئ فى المديرية استعداداً لعيد الأضحى، مؤكداً، فى تصريحات لـ«الوطن»، بدء تنظيم حملات للرقابة على الأسواق ومحال الجزارة والمجازر، وفى حالة طرح وزارة الزراعة لأى كميات من الماشية المستوردة سيكون للمديرية نصيب منها، لتطرح فى الأسواق بأسعار مناسبة، تلبية لاحتياجات الأهالى خلال العيد».


مواضيع متعلقة