كولن لـ"العربية": الانتهاكات الحالية ستؤدي لعزلة تركيا

كتب: حسن معروف

كولن لـ"العربية": الانتهاكات الحالية ستؤدي لعزلة تركيا

كولن لـ"العربية": الانتهاكات الحالية ستؤدي لعزلة تركيا

قال فتح الله كولن مؤسس وقائد حركة حزمت التركية، إنه حتى لو التقيت بأردوغان مباشرة فلا أظن أنه سيستمع إلى رأيي، إنهم يعرفون جيدا أن "الخدمة" (الحركة التي يتزعمها جولن، ليست حركة إرهابية. لقد اعتقلوا آلاف الأبرياء وداهموا مئات المؤسسات، حطموا الأبواب والنوافذ، واعتدوا على العاملين فيها، تماما كما كانت تفعل الوحدات الوقائية التابعة لنظام هتلر. لقد رشّوا المياه وأطلقوا الغاز المسيل للدموع على أناس أبرياء لم يواجهوهم ولو بلكمة واحدة.

وتابع كولن، في مقابلة خاصة من مركز العبادة والاعتكاف للجيل الذهبي في مدينة سيلزبيرج مع قناة "العربية"، متحدثا عن الخدمة "هؤلاء الناس أصحاب قلوب راقية، منهجهم كما يقول يونس إمره: "لا يدَ لي أوجهها لمن ضربني، ولا لسان لي ضد من سبّني، لا ألطّخ بالانتقام قلبي". فوصمُ مثل هؤلاء بالإرهاب جهل بمعنى الإرهاب أو افتراء متعمَّد على أبرياء. لو حدث فعلا وواجههم هؤلاء ولو بحجر واحد لكنتُ أول من سيقبل اتهامهم بالإرهاب. لكن برغم الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له أبناء الخدمة الذين لا العنفُ ولا الإيذاءُ من شِيَمهم، فهم لم يقابلوا هذا الظلم ولو بأذيّة واحدة. لقد قبلوا بالسجون والمعتقلات وسلّموا أمرهم لله دون أن يردوا على الاعتداء باعتداء مثله. مع أن من حقهم العملَ بالجزء الأول من الآية القرآنية: "وإن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتهم به". لكنهم آثروا العمل بالجزء الثاني منها: (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)".

وأضاف "الذين يتهمون مثل هؤلاء الناس بالإرهاب هم الإرهابيون حقيقة. وهناك مثل شائع يقول: "ظُنون المرء من خُلُقه". قد يكون هناك أناس من شعوب "السلاف" اخترقوا الأناضول، وأظهروا أنفسهم يهودا مع اليهود أو نصارى مع النصارى، ومسلمين مع المسلمين. هؤلاء يمكن أن يكونوا إرهابيين حقا. أما أبناء الأناضول المسلمون الحقيقيون الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية في العالم، فلا يمكن أن يكونوا إرهابيين أبدا".

وتابع "من جانب آخر، نحن نتحدث هنا عن حركة مدنية انطلقت وانتشرت وفتحت مدارس ومراكز ثقافية في بلدان العالم منذ 24 سنة. لقد فعلوا هذا بالتعاون مع أبناء تلك البلدان، وقاموا بهذه الفعاليات بمشاركة أبناء تلك البلدان. أستسمحكم، إنّ أبناء هذه البلدان المختلفة ليسوا بأغبياء. لقد تابعوا في البداية هذه الفعاليات بعين الشك، وجسّوا نبض القائمين عليها مرات عديدة. ولحدّ الآن لم يظهر أن أحدا من أبناء الخدمة شارك أو تورط في أي عمل إرهابي في العالم ولو بنسبة 1 في الألف. لذلك فأصحاب السلطة في تركيا سيخفضون رؤوسهم في المستقبل خجلا مما يدّعونه اليوم".

واستكمل "أما حول المشاكل الراهنة، فستؤدي إلى تفاقم عزلة تركيا عن محيطها، وقد تُفرَض عليها عقوبات بموجب عضويتها في بعض المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وحلف ناتو. ومن الممكن أن تحدث انشقاقات داخل الحزب الحاكم. أما عن المظالم والانتهاكات التي يقومون بها، فأنا على يقين بأنها لن تستمر بإذن الله ورعايته. "إن الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِته"، ويقول الله عز وجل: وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ القُرى وهي ظالمة إنّ أخْذَه أليم شديد".


مواضيع متعلقة