سفير المغرب فى مصر: موقع البلدين يفرض عليهما التكامل والتنسيق مستمر فى «مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية»

كتب: بهاء الدين عياد

سفير المغرب فى مصر: موقع البلدين يفرض عليهما التكامل والتنسيق مستمر فى «مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية»

سفير المغرب فى مصر: موقع البلدين يفرض عليهما التكامل والتنسيق مستمر فى «مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية»

«تحيا مصر.. يحيا المغرب» كانت هذه هى الكلمات التى استهل بها السفير المغربى بالقاهرة محمد سعد العلمى حديثه خلال احتفال السفارة مؤخراً باليوم الوطنى «عيد العرش» الذى أكد أنه يمثل مناسبة خاصة تجسّد التلاحم بين العرش والشعب المغربى. وقال السفير فى حواره لـ«الوطن» إن العلاقات بين مصر والمغرب لها جذور تاريخية عميقة وموقع البلدين يفرض عليهما التكامل، مشدداً على أن كل الآفاق أضحت تبشر حالياً بانخراط بلدينا الشقيقين فى مرحلة جديدة متقدمة من التعاون فى أفق الوصول إلى شراكة فعلية بين البلدين. وتحدّث عن تعزيز التنسيق بين البلدين فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة وغيرها من القضايا. واعتبر السفير أن العلاقات عندما تكون واسعة وعميقة بين بلدين كما هو الشأن بالنسبة للمملكة المغربية وجمهورية مصر العربية فقد تحدث أحياناً أن تمر بعض الغيوم لتعكر الصفو، غير أنها سرعان ما تنقشع بحكم طبيعة تلك العلاقات، فى إشارة إلى بعض الأزمات التى وقعت نتيجة لممارسة إعلامية «غير مسئولة» فى البلدين، معتبراً أن الأجندات المكثفة لزعيمَى البلدين لم تسمح حتى الآن بتبادل الزيارات بينهما.. وإلى نص الحوار:

■خلال السنوات التى قضيتها فى القاهرة شهدت العلاقات الثنائية بين المغرب ومصر العديد من التطورات الهامة، فكيف تصفون لنا الوضع الراهن لتلك العلاقات؟

- أود التأكيد أولاً على أن العلاقات بين مصر والمغرب اتصفت دائماً بأنها علاقات جيدة وجذورها عميقة فى التاريخ، تقوم على المحبة الخالصة التى تجمع الشعبين الشقيقين وعلى الاحترام المتبادل بين الدولتين. وعندما قدمت إلى القاهرة للشروع فى ممارسة مهامى أحسست كأننى لم أغادر المغرب لما وجدته من ترحيب من مختلف مكونات المجتمع المصرى بجميع أطيافه. وقد اعتبرت نفسى محظوظاً، من جهة لما حظيت به من ثقة موصولة لجلالة الملك محمد السادس بتعيينى سفيراً لجلالته بمصر، ومن جهة أخرى بالنظر إلى أن الفترة التى اضطلعت فيها بمهامى بأرض الكنانة تُعتبر فترة فى غاية الأهمية، إذ عشت عن قرب خلال ما يقرب الآن من 4 سنوات ما شهدته مصر من أحداث متلاحقة وتطورات حاسمة فى ظل حكم 3 رؤساء. ويسرنى أن أغتنم هذه المناسبة لأؤكد بأن كل الآفاق أضحت تبشر حالياً بانخراط بلدينا الشقيقين فى مرحلة جديدة متقدمة من التعاون فى أفق الوصول إلى شراكة فعلية بين البلدين.

{long_qoute_1}

■ ما أبرز الملفات التى شهدت تعاوناً مكثفاً خلال الفترة الأخيرة، فالمغرب معنىّ بالتهديدات الإرهابية التى تشهدها المنطقة ومنخرط مع مصر فى عمليات «التحالف العربى» فى اليمن وغيرها، فأى من هذه المجالات له أولوية؟

- كل المجالات التى ذكرت تُعتبر حيوية تحظى باهتمام متزايد من البلدين، ومن الطبيعى التشاور والتنسيق بينهما فى شأنها بشكل متواصل. بعبارة أخرى، إن التشاور والتنسيق بين البلدين قائم ومستمر فى مختلف المجالات، سواء منها السياسية والأمنية أو غيرهما من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن بلدينا يرتبطان بعشرات الاتفاقيات التى تغطى جميع المجالات، وينكبّ البلدان خلال هذه الفترة الأخيرة على تحديث تلك الاتفاقيات وتطوير مضامينها وتوسيع مجالاتها بما يستجيب لطموحات البلدين الشقيقين فى الوصول بتعاونهما الثنائى إلى أرقى المستويات.

■ هل معنى التنسيق والتشاور المستمر أن بعض سحب الصيف التى مرت سريعاً فى العلاقات المصرية - المغربية لم يكن لها تأثير؟

- حينما تكون العلاقات واسعة وعميقة بين بلدين، كما هو الشأن بالنسبة للمملكة المغربية ومصر، فقد تحدث أحياناً أن تمر بعض الغيوم لتعكر صفو سمائهما، غير أنها سرعان ما تنقشع بحكم طبيعة تلك العلاقات، وبالتالى ينبغى أن لا نعطى لهذا الأمر أكثر من الحجم الذى يستحقه. نعم، لقد كانت هناك بعض الممارسات الإعلامية المسيئة للمغرب، ولكن أعتقد أن هذا الأمر قد تجاوزناه بصفة أكاد أقول إنها كاملة، وأرجو أن يكون الأمر كذلك، حيث نلاحظ أن هناك اهتماماً أكثر بالشأن المغربى، وقد يكون كثير من الأخطاء التى تقع إنما تحدث نتيجة للجهل بالحقائق، وربما كان ذلك حافزاً للكثير من المنابر الإعلامية على مزيد من التحرى والتقصى بغاية فهم قضايا المغرب ومشاغله ومطامحه، وهذا كله نعتبره تطوراً إيجابياً بهذا الخصوص. هناك من يقول إن المغاربة يعرفون الكثير عن مصر فى حين تبقى معرفة المصريين بقضايا المغرب محدودة، وأعتقد أن هذا شىء بدأ إخواننا فى الإعلام المصرى ينتبهون إليه، حيث نسجل اهتماماً متزايداً بالشأن المغربى واقتراباً نحو مزيد من المعالجة الموضوعية لهذا الشأن.

■ كان هناك بعض المواقف التى أثارت أيضاً تحفظات من الجانب المصرى على المستوى غير الرسمى والإعلامى مثل بعض التصريحات لبعض السياسيين والبرلمانيين المغاربة بوصف ما حدث فى مصر بـ«الانقلاب».. كيف تقيّم ذلك؟

- هذا حدث بعيداً عن المؤسسات الرسمية، المؤسسات الرسمية كلها ملتزمة بالموقف المغربى المعروف والمعلن عنه منذ البداية، هناك بعض الأشخاص الذين ربما كانت لهم بعض التصريحات التى تعبّر عن وجهات نظر خاصة، وهى تصريحات تبقى محدودة. أما الموقف المغربى فهو موقف واضح كل الوضوح فيما يتعلق بقضايا مصر فى جميع المراحل التى اجتازتها، وسيظل موقف المغرب مسانداً لمصر فى كل ما تواجهه من تحديات وما تسعى إلى إرسائه من مؤسسات ديمقراطية تستجيب لمطامح الشعب المصرى فى الحرية والكرامة والتقدم والازدهار. {left_qoute_1}

■ هناك العديد من التحديات المشتركة مثل «مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب فى شمال أفريقيا»، كيف ترى التعاون فى مثل هذه المجالات تحديداً؟

- التنسيق قائم فى هذه الموضوعات كما هو قائم فى موضوعات أخرى، والموقع الجغرافى للبلدين ينيط بهما مسئوليات دولية كذلك، فالمغرب هو البوابة الشمالية الغربية للقارة الأفريقية نحو أوروبا، ومصر هى بوابتها الشرقية، فالتنسيق فيما بين البلدين يتعين أن لا يقتصر على مجال مقاومة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والإرهاب، بل يجب أن يمتد إلى تنسيق جهود البلدين وسياستهما تجاه القارة الأفريقية، على اعتبار أن المغرب هو المدخل نحو كل أفريقيا الغربية ووسطها، ومصر هى المدخل نحو دول حوض النيل وشرق أفريقيا وجنوبها، فالبلدان مهيآن للاضطلاع بدور مهم على مستوى القارة الأفريقية، وهو دور يمكن للبلدين أن يتكاملا فى القيام به على الوجه المطلوب، وموقعهما يفرض عليهما التكامل.

■ على ذكر أفريقيا.. ملك المغرب وجّه رسالة لقمة الاتحاد الأفريقى وأعلن عن توجه جديد نحو القارة السمراء، كيف تابعتم ذلك؟

- المغرب لا أحتاج أن أقول إنه دولة أفريقية، وعلاقاته مع القارة الأفريقية جذورها عميقة فى التاريخ، فالمغرب يحتل منطقة مهمة فى شمال غرب أفريقيا، وعبر مختلف مراحل تاريخه كان للمغرب تواصل حضارى وثقافى ودينى مع مختلف أنحاء القارة لا تزال آثاره جلية حتى اليوم. ولذلك من الطبيعى بعد حصول المغرب على استقلاله، وهو يستشعر واجباته نحو القارة الأفريقية، أن يدعو سنة 1961 إلى انعقاد مؤتمر الدار البيضاء، وهو المؤتمر الذى شارك فى أشغاله قادة وزعماء التحرير فى مختلف أقطار القارة الأفريقية، وكان بينهم كما هو معلوم الرئيس جمال عبدالناصر. لقد كان هناك شعور مبكر لدى المغرب بأن استقلاله لن يكون مكتملاً إلا بعد أن تتحرر كل الأقطار الأفريقية وفى مقدمتها الجزائر التى كانت لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال الاستعمارى.

وقعت بعض التطورات التى أدت بالمغرب، وهو الذى عمل على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، إلى الانسحاب منها وذلك حينما تم اللجوء إلى التآمر على المغرب فى نطاق مناورة محبوكة استهدفت إقحام كيان وهمى لا يتوفر على أى مقوم من مقومات الدولة كعضو ضمن أعضاء منظمة الوحدة الأفريقية، فكان الرد الطبيعى لبلادنا أن احتجت بقوة على ما وقع من خرق سافر للشرعية، مقررة الانسحاب من هذا التنظيم إلى أن يقوم بإصلاح ما ارتكبه من خطأ شنيع بالعودة إلى احترام الشرعية.

{long_qoute_2}

ومن المعلوم أن الأوضاع الأفريقية حينذاك كانت مغايرة لما عليه الأوضاع الآن. ومن سنة 1984، وهى السنة التى انسحب فيها المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الآن، برزت عدة معطيات جديدة، حيث ولّى زمن الأيديولوجيات، وتغير النظام الدولى، وشهدت القارة الأفريقية نفسها ودخل معظم أقطارها تطورات إيجابية، ولم تعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول هى التى لا تزال لم تسحب بعد اعترافها بالكيان الوهمى، وتبعاً لذلك فإن أصدقاء المغرب ما فتئوا، ومنذ سنوات، يطلبون إلى المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقى حتى يسترجع مكانته الطبيعية ضمن أسرته المؤسساتية.

وفى نطاق الاستجابة إلى تلك الدعوة المستندة إلى كل ما أشرنا إليه من تطورات، يأتى القرار التاريخى والشجاع لجلالة الملك محمد السادس المعبَّر عنه فى الرسالة التى وجّهها إلى القمة الـ27 للاتحاد الأفريقى التى انعقدت مؤخراً بالعاصمة الرواندية كيجالى. {left_qoute_2}

■ وهل تأثر دور المغرب فى أفريقيا بذلك الانسحاب؟

- المغرب لم ينقطع فى أى يوم من الأيام عن قارة أفريقيا، حتى وإن انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية، بل إن دوره بعد ذلك الانسحاب تزايدت أهميته، حيث يعتبر المغرب اليوم هو المستثمر الأفريقى الأول على مستوى دول غرب القارة الأفريقية، وهو المستثمر الثانى على مستوى القارة بمجموعها، كما أن حضوره بارز فى مختلف القطاعات، وتعاونه مع مختلف الدول الأفريقية تعاون ملموس من خلال ما يقدمه من دعم وخبرة فى مختلف المجالات. لقد عبّر المغرب عن استعداده للعودة إلى التنظيم الأفريقى ليساهم بدوره فى الجهود التى تُبذل من أجل نهضة وتطور وتنمية القارة الأفريقية، معبّراً فى هذا الصدد عن اقتناعه بإمكانية علاج الجسم المريض من الداخل بنجاعة أكبر من علاجه من الخارج، ومؤملاً فى أن تتغلب الحكمة فتتسارع الدول الأفريقية إلى تصحيح ما وقع من تجاوزات وأخطاء.

■ البعض يقارن بين هذا الموقف المغربى إزاء المنظمة الأفريقية واعتذار المملكة عن عدم استضافة القمة العربية، كيف تشرحون لنا هذا الموقف وتقيّمونه حالياً فى إطار انعقاد قمة موريتانيا التى شهدت إقبالاً محدوداً من الزعماء العرب؟

- موقف المغرب كان موقفاً شفافاً ومسئولاً، وتم توضيحه فى بلاغ رسمى صادر عن وزارة الشئون الخارجية والتعاون حين ذاك، حيث أعلن المغرب أن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية فى حد ذاتها أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع عادى تقتضيه المناسبة، لأن العالم العربى يجتاز مرحلة عصيبة ويواجه أخطاراً تحدق بمختلف أقطاره، وهو الأمر الذى يفرض معالجة جديدة للواقع العربى فى مختلف تجليات ما يتخبط فيه من أزمات، وهذا يقتضى اتخاذ قرارت ملموسة وفى نطاق استراتيجية عربية جماعية وتضامنية تتصدى لرفع ما يواجهنا من تحديات مصيرية. كان هذا هو موقفنا، وكنا نعتبر أن هذا الموقف رسالة مفتوحة إلى كل القوى العربية، وليس فقط إلى القادة الذين نقدرهم جميعاً، يدعو فيها المغرب كل النخب العربية إلى التفكير الجماعى فيما ينبغى القيام به لمواجهة كل هذه الأخطار التى تحدق بالأمة العربية، ولكن مع كامل الأسف فإننا لا نلمس حتى الآن أى توجه نحو هذا المنحى، ونتمنى مخلصين أن يتبلور شعار «قمة الأمل» الذى اختير لقمة نواكشوط ليؤشر فعلاً على انطلاق مرحلة جديدة تحفظ للشعوب العربية الأمل فى المستقبل.

{long_qoute_3}

■ هل يمكن أن ترى مشروعات مثل القوة العربية المشتركة ومشروع إصلاح وتطوير الجامعة العربية النور؟

- الظروف العصيبة التى يجتازها العالم العربى تقتضى تعميق التشاور بين جميع الأطراف العربية حول مختلف هذه القضايا المطروحة، ولا أظن أن فسحة المؤتمر وحدها قد تكون كافية. لذلك ارجو أن يتم الاهتداء إلى آلية ناجعة تسمح بالتفكير المعمق.

■ بمتابعتكم للعمل كمندوب دائم للمملكة المغربية لدى الجامعة العربية ما هى المعوقات التى عرقلت تقدم هذه المشروعات؟

- المعوقات كثيرة، وأعتقد أن الأمر المهم أن تتوافر الإرادة العربية الواحدة فى العمل المشترك الفعال، فحينما ستتوافر هذه الإرادة لدى الجميع فإننا سنكون قد خطونا الخطوة الأولى الحاسمة فى هذا الشأن. {left_qoute_3}

■ حدثنا عن «عيد العرش» الذى تحتفل به المملكة حالياً، وكيف تصف لنا مثل هذه المناسبة؟

- عيد العرش فى المغرب بدأ فى البداية عيداً شعبياً تحرص مختلف فئات الشعب على الاحتفال به، وذلك قبل أن يصبح إلى جانب ذلك عيداً وطنياً رسمياً. ففى فترة الاستعمار حرص الوطنيون على أن يُبرزوا ويؤكدوا تلك الرابطة المتينة التى جمعت على مر التاريخ ما بين العرش المغربى والشعب المغربى من خلال الاحتفال بعيد العرش. وينبغى أن نستحضر فى هذا الصدد الدور الهام الذى اضطلع به ملوك المغرب باستمرار فى الدفاع عن حوزة تراب الوطن، حيث جعل كثير منهم عرشه على صهوة جواده وهو يتقدم المجاهدين لصد هجومات المعتدين المتكررة على الثغور المغربية. وقبل ذلك وبعده، فالملك أمير المؤمنين، وحامى حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشئون الدينية، وهو الممثل الأسمى للأمة، ورمز وحدتها، وضامن استقلال البلاد ووحدتها الترابية، والساهر على احترام الدستور وحسن سير المؤسسات الدستورية وعلى صيانة الاختيار الديمقراطى وحقوق وحريات المواطنين والمواطنات أفراداً وجماعات. نظر المغاربة باستمرار إلى الملك كرمز للأمة تتمثل فى شخصه كل المعانى المرتبطة بالعقيدة والسيادة والقيادة، كما شهد المغرب عبر تاريخه عدة محطات مضيئة تؤكد على ذلك الالتحام الوثيق القائم بين العرش والشعب. وإلى جانب ما تمتاز به ذكرى عيد العرش من مناسبة لتأكيد البيعة للجالس على العرش من مختلف مكونات الشعب المغربى، فإنها فرصة أيضاً يتوقف خلالها كل أفراد الشعب المغربى للتملى فيما يتحقق من منجزات رائدة فى ظل ما تشهده البلاد تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس من انبعاث نهضوى شامل ومشروعات كبرى للبناء والإصلاح والتحديث.

■ فى أبريل الماضى ترددت أنباء أن الملك محمد السادس سيزور القاهرة بعد الملك سلمان بن عبدالعزيز، لماذا لم تتم الزيارة حتى الآن؟

- ربما أن الأمر كان يتعلق بتوقعات لبعض وسائل الإعلام بمصر، ولم يصدر بيان رسمى فى الموضوع، لكن التواصل والتشاور مستمر بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس عبدالفتاح السيسى، ومع كامل الأسف فإن الأجندات المكثفة لم تسمح حتى الآن بتبادل الزيارات. إن العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما بدأنا هذا الحديث، علاقات متينة وراسخة تقوم على المحبة الخالصة بين الشعبين والاحترام المتبادل بين الدولتين.

مسألة السيادة الوطنية هي محدد أساسي للسياسة الخارجية المغربية وعلاقاتها بدول الجوار، فقد رأينا توتر حدث مع موريتانيا يمكن تم احتواءه حاليا أو تجاوزه، وأيضا شد وجذب بين الحين والآخر يحدث مع الجزائر، فإلى أي مدى وصلت هذه التوترات إلى حل في إطار السياسة المعهودة بالتعامل الحكيم من جانب المغرب؟

المغرب ينظر دائما إلى الأمام ويعتمد في كل سياساته استشراف المستقبل، كما يحرص على ألا يظل أسيرا للماضي. وفي هذا الاطار يرى المغرب أن العالم يتجه نحو بناء التكتلات الإقتصادية الكبرى، بالتالي فإن قوة أية دولة ومناعتها لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار تكتل كبير يحمي مصالح كل مكوناته. وفي هذا الاطار يعمل المغرب من أجل بناء اتحاد المغرب العربي اتحاد المغرب العربي وسيظل يسعى مخلصا من أجل ذلك، كما يعتبر أيضا أن إقامة الإتحاد المغاربي هو خطوة أساسية نحو وحدة أوسع هي الوحدة العربية.

- كيف تطلعنا تفصيلا على جهود المغرب في تجاوز الخلافات مع الجزائر وموريتانيا، فالكثيرون حاليا يرون أن هناك اتجاها نحو التصالح؟

نرجو أن تتوفر شروط ذلك الاتجاه، وارادة المغرب واضحة في ان تسود روح الاخاء والتعاون بين مختلف الاطراف، وهذا ما نسعى إليه ونعمل من أجل توفير المناخ الذي يمكن ان يهيئ لمرحلة جديدة نتجاوز فيها جميعا ما يحول دون بلوغ مساعينا من عراقيل. إننا في حاجة إلى استعادة الثقة بين الاطراف، والتي ستساعد الجميع على طرح المشاكل القائمة في حقيقتها وفي الإنكباب على معالجتها. فكل الدول المتجاورة لا تخلو علاقاتها من مشاكل، والمهم هو أن نجتهد في توفير مناخ الثقة الذي يساعد كل الاطراف على التعرف على حقيقة المشاكل وملابساتها للعمل على ايجاد الحلول الناجعة لها


مواضيع متعلقة