"العلمي": المغرب انسحب من "الاتحاد الأفريقى" بعد التآمر عليه.. وأسباب عدم استضافة القمة العربية شفافة

كتب: بهاء الدين عياد

"العلمي": المغرب انسحب من "الاتحاد الأفريقى" بعد التآمر عليه.. وأسباب عدم استضافة القمة العربية شفافة

"العلمي": المغرب انسحب من "الاتحاد الأفريقى" بعد التآمر عليه.. وأسباب عدم استضافة القمة العربية شفافة

قال السفير المغربي بالقاهرة، محمد سعد العلمي، حول انسحاب المغرب من منظمة "الوحدة الأفريقية" (الاتحاد الأفريقي الآن) إن بعض التطورات وقعت أدت بالمغرب، وهو الذى عمل على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، إلى الانسحاب منها وذلك حينما تم اللجوء إلى التآمر على المغرب فى نطاق مناورة محبوكة استهدفت إقحام كيان وهمى، في إشارة إلى إقليم البوليسارو، لا يتوفر على أى مقوم من مقومات الدولة كعضو ضمن أعضاء منظمة الوحدة الأفريقية، فكان الرد الطبيعى لبلادنا أن احتجت بقوة على ما وقع من خرق سافر للشرعية، مقررة الانسحاب من هذا التنظيم إلى أن يقوم بإصلاح ما ارتكبه من خطأ شنيع بالعودة إلى احترام الشرعية.

وأوضح السفير المغربي بالقاهرة: "من المعلوم أن الأوضاع الأفريقية كانت مغايرة لما عليه الأوضاع الآن. ومن سنة 1984، وهى السنة التى انسحب فيها المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الآن، برزت عدة معطيات جديدة، حيث ولّى زمن الأيديولوجيات، وتغير النظام الدولى، وشهدت القارة الأفريقية نفسها ودخل معظم أقطارها تطورات إيجابية، ولم تعد هناك سوى قلة قليلة لا يتعدى عددها 10 دول هى التى لا تزال لم تسحب بعد اعترافها بالكيان الوهمى، وتبعاً لذلك فإن أصدقاء المغرب ما فتئوا، ومنذ سنوات، يطلبون إلى المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقى حتى يسترجع مكانته الطبيعية ضمن أسرته المؤسساتية".وتابع "العلمي": "فى نطاق الاستجابة إلى تلك الدعوة المستندة إلى كل ما أشرنا إليه من تطورات، يأتى القرار التاريخى والشجاع لجلالة الملك محمد السادس المعبَّر عنه فى الرسالة التى وجّهها إلى القمة الـ27 للاتحاد الأفريقى التى انعقدت مؤخراً بالعاصمة الرواندية كيجالى". وأضاف: "المغرب لم ينقطع فى أى يوم من الأيام عن قارة أفريقيا، حتى وإن انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية، بل إن دوره بعد ذلك الانسحاب تزايدت أهميته، حيث يعتبر المغرب اليوم هو المستثمر الأفريقى الأول على مستوى دول غرب القارة الأفريقية، وهو المستثمر الثانى على مستوى القارة بمجموعها، كما أن حضوره بارز فى مختلف القطاعات، وتعاونه مع مختلف الدول الأفريقية تعاون ملموس من خلال ما يقدمه من دعم وخبرة فى مختلف المجالات. لقد عبّر المغرب عن استعداده للعودة إلى التنظيم الأفريقى ليساهم بدوره فى الجهود التى تُبذل من أجل نهضة وتطور وتنمية القارة الأفريقية، معبّراً فى هذا الصدد عن اقتناعه بإمكانية علاج الجسم المريض من الداخل بنجاعة أكبر من علاجه من الخارج، ومؤملاً فى أن تتغلب الحكمة فتتسارع الدول الأفريقية إلى تصحيح ما وقع من تجاوزات وأخطاء".وعن علاقة الموقف المغربى إزاء المنظمة الأفريقية واعتذار المملكة عن عدم استضافة القمة العربية، قال "العلمي": "موقف المغرب كان موقفاً شفافاً ومسئولاً، وتم توضيحه فى بلاغ رسمى صادر عن وزارة الشئون الخارجية والتعاون حين ذاك، حيث أعلن المغرب أن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية فى حد ذاتها أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع عادى تقتضيه المناسبة، لأن العالم العربى يجتاز مرحلة عصيبة ويواجه أخطاراً تحدق بمختلف أقطاره، وهو الأمر الذى يفرض معالجة جديدة للواقع العربى فى مختلف تجليات ما يتخبط فيه من أزمات، وهذا يقتضى اتخاذ قرارت ملموسة وفى نطاق استراتيجية عربية جماعية وتضامنية تتصدى لرفع ما يواجهنا من تحديات مصيرية".وتابع: "كان هذا هو موقفنا، وكنا نعتبر أن هذا الموقف رسالة مفتوحة إلى كل القوى العربية، وليس فقط إلى القادة الذين نقدرهم جميعاً، يدعو فيها المغرب كل النخب العربية إلى التفكير الجماعى فيما ينبغى القيام به لمواجهة كل هذه الأخطار التى تحدق بالأمة العربية، ولكن مع كامل الأسف فإننا لا نلمس حتى الآن أى توجه نحو هذا المنحى، ونتمنى مخلصين أن يتبلور شعار (قمة الأمل) الذى اختير لقمة نواكشوط ليؤشر فعلاً على انطلاق مرحلة جديدة تحفظ للشعوب العربية الأمل فى المستقبل".


مواضيع متعلقة