«الكهرباء»: الزيادة على شرائح محدودى الدخل بضعة جنيهات.. والدولار السبب

07:31 م | الخميس 11 أغسطس 2016

تسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه فى زيادة أسعار الكهرباء، ما يمثل مزيداً من الأعباء على محدودى الدخل، ووصف خبراء الزيادات الجديدة فى أسعار الكهرباء بـ«المجحفة»، وأنها تحتاج إلى مراجعة من جانب الحكومة، التى كان حرياً بها أن تنتهج أسلوباً تدريجياً فى رفع الدعم، مؤكدين أن من يملك «تكييف واحد» على الأقل فى منزله، لن تقل فاتورته الشهرية عن 400 جنيه.

{long_qoute_1}

وكانت الزيادات الأخيرة، التى شملت عدة شرائح، وصل سعر بيع الكيلووات ساعة فى الشريحة الأولى منها (استهلاك حتى ٥٠ كيلووات) إلى ١١ قرشاً، بدلاً من ٧٫٥ قرشاً، والاستهلاك من (٥١-١٠٠ كيلووات) يصل إلى ١٩ قرشاً بدلاً من ١٤٫٥، والاستهلاك حتى (٢٠٠ كيلووات) يصل إلى ٢١ قرشاً بدلاً من ١٦، والاستهلاك من ٢٠١-٣٥٠ كيلووات) يصل إلى ٤٢ قرشاً بدلاً من ٢٤، والاستهلاك من (٣٥١-٦٥٠ كيلووات) يصل إلى ٥٥ قرشاً بدلاً من ٣٤ قرشاً، والاستهلاك من (٦٥١- ألف كيلووات) يصل إلى ٩٥ قرشاً بدلاً من ٦٠، والاستهلاك لأكثر من ألف كيلووات يصل إلى ٩٥ قرشاً بدلاً من ٧٤ قرشاً.

وقال الدكتور إبراهيم هلال، أستاذ نظم القوى الكهربية بجامعة عين شمس، إن تعريفة التغذية التى أعلنتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مؤخراً تحتاج إلى شىء من المراجعة، خصوصاً فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية وارتفاع سعر الدولار، فكان لزاماً أن تنتهج الدولة أسلوباً تدريجياً فى رفع الدعم وليس مضاعفة قيمة الفاتورة بهذه الطريقة، وأضاف «هلال» لـ«الوطن» أن من يمتلك جهاز تكييف واحداً فى منزله، الذى أصبح من الضروريات وليس الكماليات، لن تقل فاتورته عن 400 جنيه، لأنه يحاسب وفق شريحة استهلاك تصل إلى 650 كيلووات ساعة التى يصل سعر بيع الكيلووات بها 50 قرشاً، ولفت إلى أن «الكهرباء» تعلن أن من بين أسباب الزيادة ارتفاع سعر الدولار، رغم أن التغذية الكهربية ما زالت تتمتع بدعم الدولة ولم تتحرر أسعار الكهرباء كلية من الدعم حتى الآن، لترتفع الفاتورة من 150 جنيهاً إلى 400 جنيه، خصوصاً أنه حتى الآن لم يدخل القطاع الخاص فى إنتاج الكهرباء، ما يجعلها سلعة تنتجها وتشرف عليها الحكومة، وعليها أن تراعى بدورها الظروف الاقتصادية للمواطن الذى يأمل فى تحسين معيشته.

وقال محمود العسقلانى، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إنه لا يجد سبباً موضوعياً لاستمرار انحياز الدولة لرجال الأعمال فى دعم سعر الكهرباء، وتخليها عن المواطنين بخاصة «الغلابة»، بحسب وصفه، وهى الفئة التى انتخبت الرئيس عبدالفتاح السيسى وبدلاً من أن تكافئها الدولة تتخلى عنها فى مقابل استمرار دعم رجل الأعمال.

ووصف «العسقلانى» فاتورة كهرباء سبتمبر المقبل بـ«المجحفة»، خصوصاً أن الحكومة تحاول أن تسد عجز الموازنة من خلال فرض هذه الزيادة، ومن الممكن القبول بتحرير سعر الكهرباء لكل من المواطن ورجل الأعمال، أما الانحياز لفئة عن أخرى يعد مخالفة للدستور الذى ينص على المساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات.

ويعتبر «العسقلانى» الأسعار الجديدة للكهرباء تمثل أعباء جديدة على المواطنين، وأُعلنت فى توقيت غير مناسب، ما يجعل الثورة المقبلة هى ثورة «المحبطين»، إذا استمرت الأوضاع على ما هى عليه دون علاج جذرى، يتمثل فى تحميل الدولة الأغنياء عجز الموازنة، ومكافحة التهرب الضريبى، وأن يكون هناك طرح سريع لفكرة العمل وزيادة حركة التصنيع لإيجاد فرصة عمل للمواطنين لمحاربة شبح البطالة.