تفاصيل 3 ساعات عاصفة بين «الإمام» و«الوزير»: شيخ الأزهر طالب وزير الأوقاف بعدم الانفراد بالدعوة والعودة إلى هيئة كبار العلماء

كتب: وائل فايز

تفاصيل 3 ساعات عاصفة بين «الإمام» و«الوزير»: شيخ الأزهر طالب وزير الأوقاف بعدم الانفراد بالدعوة والعودة إلى هيئة كبار العلماء

تفاصيل 3 ساعات عاصفة بين «الإمام» و«الوزير»: شيخ الأزهر طالب وزير الأوقاف بعدم الانفراد بالدعوة والعودة إلى هيئة كبار العلماء

كشفت مصادر فى مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف عن كواليس لقاء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مع قيادات العمل الدعوى، وعلى رأسهم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمفتى الدكتور شوقى علام، وقيادات جامعة الأزهر ومجمع البحوث والمعاهد الأزهرية.

{long_qoute_1}

وقالت المصادر لـ«الوطن» إن اللقاء استمر لأكثر من ثلاث ساعات متصلة، وعرض «الطيب» خلاله مع دار فى اجتماعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، مطالباً القيادات بتنسيق الجهود والعمل الجماعى وعدم إصدار أى قرارات فى قضايا مهمة تمس الدعوة بشكل منفرد، والعودة إلى هيئة كبار العلماء ومشيخة الأزهر قبل إبداء الرأى الشرعى فى المستجدات، فضلاً عن ضرورة التنسيق بين مجمع البحوث الإسلامية و«الأوقاف» ودار الإفتاء بشأن القوافل الدعوية، واختيار موضوعات الدروس والخطب والمواعظ.

وأضافت المصادر أنه «تم خلال الاجتماع الاتفاق على عدم الحديث لوسائل الإعلام عن النقاط الخلافية أو الأزمات الناشبة بين أجنحة المؤسسة الدينية، والتركيز فى العمل لإنجاز المهام التى تقع على عاتق الأزهر بكل قطاعاته»، مشيرة إلى أن «الإمام الأكبر دعا إلى عملية اندماج بين الأئمة والوعاظ وأساتذة الجامعة فى القوافل التى تجوب المحافظات، والتنسيق بينهم فى مسألة تحديد الأماكن التى تسيّر إليها هذه القوافل والموضوعات التى يتم تحديدها لمناقشتها مع الجمهور».

ولفتت المصادر إلى أن «الطيب دعا كذلك إلى عدم الانفراد بالقرارات من قِبل قيادات الدعوة قبل الرجوع إلى المشيخة، لاختيار الأنسب والأصلح منها للدعوة ولمصلحة البلاد برؤية أشمل وأوسع»، منوهة بأن «الإمام الأكبر شدد خلال اجتماعه العاصف بالقيادات على ضرورة توحيد الجهود والتأكيد على أن كل هيئات المؤسسة الدينية يد واحدة، وعلى قلب رجل واحد، وليس كما يثار بشأن وجود أزمات وخلافات، وطالب الجميع بضرورة احترام كل ما يصدر عن هيئة كبار العلماء من قرارات، وآخرها ما يتعلق بالخطبة المكتوبة لإنهاء الجدل المثار حولها».

وشدد «الطيب»، خلال اللقاء، حسب المصادر، على أن كل الهيئات والمؤسسات الدينية تعمل تحت راية الأزهر، منوهاً بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد دعم الدولة الكامل للمؤسسة الأزهرية، مشدداً على ضرورة تنسيق الجهود بين «الأوقاف» و«الإفتاء» ومجمع البحوث الإسلامية وكل قطاعات الأزهر، لمواجهة التحديات وسد الثغرات، خصوصاً أن هناك لقاء سيعقد يوم الأحد المقبل بمقر المشيخة بين الإمام الأكبر وقيادات الوزارة والدار، لمناقشة عدد من الملفات ولإعلاء راية العمل المشترك وتوحيد جهود المؤسسة للتصدى للأفكار المغلوطة والتيارات المتشددة.

وعن أزمة «الخطبة المكتوبة»، قالت المصادر إن «وزارة الأوقاف أعلنت أنه لم يَصدر قرار رسمى من جانبها بشأن تعميم هذه الخطبة الموحدة المكتوبة، كما وعدت الوزارة ببحث الأمر مع الأزهر، فيما شدد الحاضرون على أن المسائل والقضايا الدعوية لا تُحسم برؤى فردية أو عبر الانفراد بالقرار فى القضايا الشائكة، خاصة فيما يتعلق بالدعوة، وإنما لا بد من وجود رؤية جماعية للخروج بالرأى الأنسب لخدمة الدعوة والأمة، تحت راية الأزهر وهيئة كبار العلماء».

من جانبه، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن «أكاديمية الدعاة المزمع إنشاؤها لتدريب العاملين فى مجال الدعوة ستكون إلزامية من حيث الالتحاق بها لكل من يتم تعيينه سواء فى وزارة الأوقاف أو دار الإفتاء أو الأزهر»، مؤكداً أن «الداعية لن يُمارس عمله إلا بعد الالتحاق بهذه الأكاديمية».

وأوضح «شومان»، فى تصريحات، أمس، أن «الدراسة بالأكاديمية ستكون أمراً ملزماً بالنسبة للمعينين الجدد من الدعاة والأئمة والوعاظ»، لافتاً إلى أن «الأكاديمية ستقدم دورات موحدة لرفع كفاءة العمل فى مجال الدعوة، من خلال أساتذة متخصصين بجامعة الأزهر، وستكون مدة الالتحاق بها 6 أشهر، وسيشهد الأسبوع المقبل اجتماعاً لرسم جميع التجهيزات والتحضيرات من أجل إنشائها، والوقوف على منظومة وطرق العمل بها»، وأن «وزارة الأوقاف أبدت خلال الاجتماع، تفهمها، لموقف هيئة كبار العلماء بشأن الخطبة المكتوبة، وأن وزير الأوقاف نوه بعدم صدور قرار رسمى بشأنها».

من جهة أخرى، قال الدكتور «جمعة» لـ«الوطن»، إن «الفترة الحالية تشهد مزيداً من التنسيق بين المؤسسات الدينية بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب»، لافتاً إلى أن «زمن القهر انتهى، وكل الأمور تتم الآن بالتشاور والتحاور».

وأكد وزير الأوقاف أن «المؤسسات الدينية بينها تنسيق كامل، ولن نسمح لأحد أن يوقع بيننا، وقد تم التنبيه على قيادات الوزارة بعدم الإدلاء بأى تصريحات شفوية حتى لا يُساء فهمها»، موضحاً أن «خطبة الجمعة ستكون عن الأمن الغذائى لمجابهة الجشع والاحتكار للسلع، وتوضيح الرأى الشرعى فى أهمية الأمن الغذائى للمواطنين».

يأتى ذلك فيما شددت «الأوقاف»، فى بيان لها أمس، على جميع الأئمة بـ«الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضبط الوقت ما بين 15 و20 دقيقة كحد أقصى للخطبة، مع التأكيد على حرمة احتكار السلع وحرمة رفع أسعارها جشعاً واستغلالاً، وأن الاستغلال والاحتكار يكونان سبباً فى هلاك ودمار صاحبهما فى الدنيا والآخرة، كما أن الإسلام حرم كل ما يؤدى إلى التلاعب بالأمن الغذائى، ومن ذلك الغش بجميع صوره، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق الأمن الغذائى لغير القادرين من المواطنين، وأهمية تضافر جهود الجميع فى التعاون والتكافل».

وتحذر خطبة الجمعة اليوم من «خطورة افتقاد الأمن الغذائى لما له من مفاسد وجرائم متعددة، كالسرقة والسلب والنهب وقطع الطرق والغصب والرشوة والاحتيال والتربح والابتزاز»، مشيرة إلى أن «الشريعة حرصت على حماية المجتمع من كل مظاهر الجشع والاستغلال، وحرمت التلاعب بأقوات الناس وحاجاتهم الأساسية، كما حثَّ الشرع الحنيف على أهمية السعى فى تحصيل المال الحلال، مع أخذ مسألة الأمن الغذائى فى حياة الأفراد والأمم بعين الاعتبار، لما له من ارتباط وثيق بالأمن والاستقرار المجتمعى، بشكل عام».


مواضيع متعلقة