«لعنة العطش» تجبر أهالى 176 قرية بالشرقية على تجرع «مياه الصرف»

كتب: نظيمة البحراوى

«لعنة العطش» تجبر أهالى 176 قرية بالشرقية على تجرع «مياه الصرف»

«لعنة العطش» تجبر أهالى 176 قرية بالشرقية على تجرع «مياه الصرف»

«شربة الميّه مش لاقيينها، إحنا عايشين زى الأموات ومفيش حد حاسس بينا ولا بيسأل علينا، هو إحنا مش بنى آدمين ولا إيه؟»، تساؤلات تكررت على ألسنة الآلاف من أهالى عشرات القرى التابعة لمركز «صان الحجر» بمحافظة الشرقية، بعدما أصابتهم «لعنة العطش»، التى جعلت مجرد تفكيرهم فى الحصول على كوب مياه نظيفة حلماً ممنوعاً بعيد المنال. المأساة التى يعيشها ما يقرب من 750 ألف مواطن، يعيشون فى 176 قرية بدائرة المركز، عبرت عنها «ماجدة حسن عبدالحليم»، 55 سنة، ربة منزل، بقولها: «إحنا عايشين فى مرار، محاطين بالصرف من كل ناحية، وكمان الميّه ملوثة، بنضطر نجمعها فى براميل ونتركها ترسّب لغاية لما الشوائب تنزل فى القاع، وبعدين نشربها، بدل ما نموت من العطش». أما «إبراهيم أحمد عوض»، 55 عاماً، أحد أبناء قرية «الفشايشة»، فاستنكر تزايد حدة العطش الذى يضرب معظم القرى فى شمال محافظة الشرقية، قائلاً: «إحنا فى 2016 ولسه فيه ناس مش لاقية كوباية ميّه نضيفة»، وأضاف أنه يعمل مقاولاً ويسافر إلى مدينة «القنطرة»، بمحافظة الإسماعيلية، عدة مرات أسبوعياً، وفى كل مرة يأخذ معه عدداً من «الجراكن» ليملأها بالمياه ويحضرها إلى أسرته.

{long_qoute_1}

وقال «وائل عبدالعال»، 40 سنة: «بنشترى جركن الميّه بـ2 جنيه، فيه ناس بتشتريه من الدقهلية، أو من أى مكان قريب فى الشرقية»، مشيراً إلى أن غالبية الأهالى يقومون أيضاً بشراء المياه التى يتم إحضارها إلى القرى باستخدام مقطورات، تجرها جرارات زراعية، من خزانات تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحى، يتم ضخ المياه إليها بواسطة خطوط مياه من محطة «حجير». وأضاف أن «الجرارات مدون عليها عبارات تفيد بتوزيع المياه على الأهالى مجاناً، ومع ذلك نشترى المقطورة الواحدة بأكثر من 170 جنيهاً»، وأكد أن الأهالى يضطرون لدفع الأموال للحصول على المياه، رغم عدم جودتها وعدم صلاحية الجرارات التى كانت فى الأصل مخصصة لكسح مياه الصرف.

وقال «حسن البرادعى»، 36 سنة، تاجر طيور: «منزلى يعوم على بركة من مياه الصرف، وفى النهاية اضطريت أعمل حفرة بره البيت، لتجميع مياه الصرف والرشح فيها، وكتير من الأهالى عملوا كده». وحذر «سمير بدوى»، مدير مدرسة صان الحجر الابتدائية، من كارثة تهدد تلاميذ المدرسة، حيث لا توجد بها مياه للشرب أو للصرف الصحى، مشيراً إلى أنه تم إنشاء خزانين أعلى أحد المبانى، يتم جلب المياه لهما باستخدام المقطورات والجراكن، وأكد «فهمى البلتاجى»، أحد أبناء صان الحجر، أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين، وفى مقدمتهم محافظ الشرقية، اللواء خالد سعيد، لحل مشكلة نقص مياه الشرب بقرى المركز، ولكن دون جدوى، لافتاً إلى أن صان الحجر يُعد أكثر مراكز المحافظة فقراً، ويضم نحو 750 ألف نسمة، يعيشون فى 176 قرية، أكثر من 80% منهم لا يحصلون على احتياجاتهم من مياه الشرب وخدمات الصرف الصحى.

من جانبه، أكد محافظ الشرقية أنه تلقى العديد من الشكاوى من الأهالى بشأن تلك المشكلات، وأكد أنه يجرى حالياً بحث تلك المشكلات للعمل على حلها فى أسرع وقت، على حد قوله.


مواضيع متعلقة