وزير «الأوقاف» يدخل معركة «الخطبة المكتوبة» من مسجد عمرو بن العاص: المال الحرام «سم قاتل»

وزير «الأوقاف» يدخل معركة «الخطبة المكتوبة» من مسجد عمرو بن العاص: المال الحرام «سم قاتل»

وزير «الأوقاف» يدخل معركة «الخطبة المكتوبة» من مسجد عمرو بن العاص: المال الحرام «سم قاتل»

دخل الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، معركة «خطبة الجمعة المكتوبة» لأول مرة، حيث ألقى الوزير خطبة «من ورقة» فى مسجد «عمرو بن العاص» بالقاهرة، أمس، فى حضور وزيرَى «الثقافة والآثار» والقائم بأعمال محافظ القاهرة.

{long_qoute_1}

وقال «جمعة» فى الخطبة إن «المال الحرام سم قاتل، ولا يمكن لعاقل أن يجادل فى أنه مدمر لصاحبه فى الدنيا والآخرة، وأنه نار تحرق جوف من يأكله، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)».

وأضاف «جمعة» أن «الإسلام نهى عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهياً قاطعاً لا لبس فيه، وأول صور ذلك هو الغش سواء أكان غشاً فى الكم أم النوع، أما الصورة الثانية فهى الرشوة والاختلاس وكل ألوان المحاباة والمجاملة والإكرامية وما يدخل فى باب إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، فالفساد المالى لا يقف عند حدود قبول الرشوة أو الاختلاس فقط، إنما يشمل أيضاً استغلال النفوذ وتربيح الغير أو تنفيعه أو إفادته بأى لون من ألوان النفع المادى أو المعنوى، فكل ما يحدث من ذلك هو عين الفساد، فإن استفاد القائم على أمر من وراء عمله هذا أى استفادة مادية أو معنوية تترجم إلى مادية فهو آكل للسحت، كما أن كل من يبيع طعاماً أو شراباً فاسداً أو لحوماً محرمة أو أطعمة منتهية الصلاحية فهو مجرم يأكل حراماً».

من جانبه، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالوزارة، لـ«الوطن» إن «رواد المسجد تفاعلوا مع الخطبة المكتوبة، خصوصاً أن وزير الأوقاف هو أول من نفذها بنفسه، فالتجربة لاقت نجاحاً وارتياحاً بين المصلين»، لافتاً إلى أن «الوزارة تدرس تعميم وتفعيل الخطبة المكتوبة على المساجد لضبط الخطاب الدعوى وإحكام السيطرة على المساجد ومنع صاحب أى فكر شاذ أو متطرف من اعتلاء المنابر، ما يصب فى صالح الدعوة والعباد ويضمن استقرار البلاد، وبالتالى لا يصح المزايدة على دور الأوقاف فى هذا الصدد، هذا أمر مرفوض».

من جهة أخرى، ألقى الدكتور عبدالناصر نسيم، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، خطبة الجمعة المكتوبة من على منبر مسجد «المرسى أبوالعباس»، كما التزم 15 إماماً فى مساجد المحافظة بقراءة الخطبة «من الورقة».

وقال «نسيم» إن «خطبة الجمعة المكتوبة طعنة لكل متشدد ومتاجر باسم الدين»، مؤكداً أن «الإسكندرية هى المدينة الأولى التى ألقى فيها 15 إماماً الخطبة من الورقة، للتأكيد على التزامهم بالقرار، والأمر سيكون إلزامياً فى حال صدور التكليف الرسمى من الوزارة».

وكشفت مصادر فى الوزارة عن أن «نسيم» قدم كشفاً للوزارة يحمل توقيعات ١٥٠ إماماً وخطيباً من المؤيدين لمقترح الخطبة المكتوبة باعتبار أنه قرار صائب وحكيم، واصفين ذلك بأنه «تدليس وافتراء»، حيث رفض عدد كبير من الأئمة موضوع الخطبة المكتوبة وتحفظ عليه البعض الآخر، خاصة أن وكيل الوزارة عقد اجتماعاً مع الأئمة لمناقشتهم فى الأمر، وتبين اعتراض عدد كبير منهم فى مقابل «بعض المؤيدين». فى المقابل، أعرب أحد قيادات مديرية أوقاف الدقهلية، رفض ذكر اسمه، عن «حزنه الشديد» بسبب قرار الأوقاف بشأن الخطة المكتوبة، معتبراً أن «الخطابة أساسها الارتجال والتحضير الجيد، وهو ما يجبر الإمام على الاستذكار والاطلاع بصفة دائمة لزيادة معلوماته وتنمية قدراته فى الخطابة، ولكن هذه الخطبة المكتوبة ستحوّل الأئمة إلى مجرد موظفين».

وقال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، إنه «لو طُبق قرار الخطبة المكتوبة فلن أخطب الجمعة مطلقاً وسأعتزل الخطابة نهائياً، لأنه لا يصح إهانة أهل العلم وكبار العلماء، وهناك إجماع بين كبار العلماء وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية على رفض مسألة الخطبة المكتوبة».

وأضاف «مهنى» لـ«الوطن» أن «هذا القرار غير مدروس، ويؤدى إلى تدمير الدعوة ونفور الناس من الإسلام، كما يسهم فى إلغاء دور الأزهر، وتدمير الخطاب الدينى مستقبلاً»، مشدداً على أن «كل كبار العلماء سيتركون الدعوة فى حال إصرار الوزارة على تنفيذ هذا القرار الجائر، ومنهم الدكتور نصر فريد واصل والدكتور أحمد عمر هاشم وغيرهما ممن يرفضون الخطبة المكتوبة لإضرارها بالدعوة وتسببها فى ضرب الإسلام».

 


مواضيع متعلقة