عربات الكادحين فى شوارع المحروسة تحمل توقيع «الزعبلاوى وعبدالغنى وعباس»

عربات الكادحين فى شوارع المحروسة تحمل توقيع «الزعبلاوى وعبدالغنى وعباس»
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
ماذا لو سُئلوا عن أعمالهم؟.. إنها إجابة واحدة تتردد على ألسنتهم جميعاً: «إحنا على باب الله»، الباب الذى يتسع للجميع، خاصة أولئك الذين لا يملكون أدوات سوى ذراع صلبة تتحمل الشدائد، وعربة تحمل كل ما يملكون من رأس مال، عرباتهم التى تحمل ماركات خاصة، لم يسمع بها غيرهم من قبل، يكفى أن يسير أحدهم بعربة ماركة «الزعبلاوى» أو ماركة «عباس عبدالعزيز»، أو «أحمد عبدالغنى»، لو تعطلت إحداها ستجد من يمد يده بإصلاحها، لكن لو تعطلت صحتهم فلن يجدوا إلا باب الكريم يطرقونه طلباً للعلاج ورجاءً للشفاء.. افترشوا الأرض وسكنوا الأرصفة وتنقلوا من مدينة لمدينة ومن شارع لآخر، وتهالكت نعالهم من احتكاكها بالشوارع الأسفلتية، وتظل إشكاليتهم الأبدية، هم فى عيون الناس «أرزقية» وفى عيون الأمن «بلطجية» وفى أعين بعضهم البعض رفاق المهن الصعبة التى لا يعرف باطنها سواهم، ألفتهم الشوارع واحتضنتهم ببضاعتهم، تارة بطاطاً وأخرى ترمس وثالثة دوم وحرنكش، ولا مانع من صندوق ورنيش، ولا يضر عربة كارو سواء جرها صاحبها أو استأجر لها حماراً.
كلهم أرزقية، من عملوا على عربات كارو أو صناديق ورنيش أو أفران بطاطا، ومعهم أيضاً من صنع لهم هذه العربات، أو شارك بإصلاحها، ورغم انتشار منتجاتهم فى الشوارع وشهرتها التى تخطت عربة التين الشوكى إلى عربات الفول، فإنهم ظلوا خلف ستائر ورشهم التى يقبعون بها طيلة اليوم لصنع عربة صغيرة «ما تجيبش همّها».
{long_qoute_1}
كان صغيراً يحلم بامتلاك سوق كبيرة يعرض فيها صنوف السلع المختلفة، يعمل تحت يديه ألف عامل، ويشترى العشرات من عربات النقل الكبيرة لتوريد السلع إلى سوقه الخاصة، لكن أحلام الطفولة تقلصت شيئاً فشيئاً لتقف عند حدود امتلاك عربة بطاطا قبل أن يتم عامه الـ15، لتعود له الأحلام مرة أخرى لكنها أكثر قرباً من الواقع وأبعد عن عالم الطفولة الذى عاش فى جلبابه، وأصبح حلمه امتلاك عربات يد يؤجرها للباعة، ليتحقق الحلم ويمتلك شادى محمد 20 عربة خشبية مناصفة مع ابن عمه لا يتعدى ارتفاعها متراً ونصف المتر، قبل أن يتم عامه الثلاثين، فى البدء لم يكن يعرف كيف السبيل إلى شراء عربته الأولى لكن الأيادى أشارت إلى الجيزة، تحديداً قرية ترسا التابعة لمركز أبوالنمرس، مهد صناعة العربات الخشبية التى يود الحصول عليها، كعربات الكارو والفول والبطاطا والكشرى والآيس كريم والتين الشوكى، القرية التى تميزت بصناعة تلك العربات منذ القدم، ولا تزال حتى الآن محط أنظار هؤلاء الأرزقية، حيث يأتيها العديد من كل مكان طلباً لعربة جاهزة أو إصلاح عربة لحق بها ضرر.
عربات كارو عن اليمين والشمال، متراكمة بعضها فوق بعض فى انتظار الإصلاح، وعجلات من حديد وضعت بداخل دولاب كبير على الأرض، وإلى جواره العديد من قطع الكاوتش الممزقة، يقع ذلك فى ورشة لصناعة العربات الكارو معرشة بعروق من خشب تسلقت عليها نبتة العنب لتمنح لمن تحتها بعض الظل، وبفرشاة ألوان صغيرة جلس حامد محمد، الرجل الخمسينى، على الأرض ليضفى على العربة بعض البهجة بالألوان بعدما أتم صنعها على أكمل وجه: «بقالى 30 سنة فى الصنعة دى ومن ساعة ما اتعلمتها مسبتهاش، وعملت عربيات كتير وجددت أكتر». ككل أبناء «كاره» يعرف «حامد» أصل كل قطعة وفصلها، ويميز العربة من بعيد ويعرف نوعها وهى تسير على الطريق، مشيراً إلى أن أسعار العربات تتفاوت من 5 آلاف جنيه إلى 7 آلاف تشمل أتعابه، تفاوت السعر يعود إلى تفاوت الخامات المستخدمة ونوع العربة من حيث الحجم فهى تنقسم إلى «خيّالة» وهى عربة كبيرة الحجم للخيل وعليها ينقل الأثاث وهدم البيوت والأشياء الثقيلة كخشب المسلح والحديد، ومنها «السبوبة» التى يقل حجمها وهى أكثر العربات انتشاراً، اختصت بنقل الفاكهة والخضار وتتميز بأنها خفيفة شيئاً ما، ومنها «الحمارى» وتلك أقل العربات وجوداً نظراً لأنها لا تتناسب مع الباعة قدر تناسبها مع الفلاح الذى يعتمد عليها فى نقل الأشياء من وإلى أرضه التى يزرعها، وهى تعتمد على عجلتين فقط دون بقية الأنواع التى تعتمد على أربع. {left_qoute_1}
يسرد «حامد» كيف يبدأ فى صنع عربة كارو من بدايتها وحتى تلوينها وزخرفتها، التى لا تقل فى صعوبتها عن أى عمل يعتمد على نظريات هندسية: «ده علم ومش أى حد بيفهمه ويشتغل بيه، بجيب الخشب بالكيلو من المغالق والحديد والصاج والمسامير من السبتية، وأقطع الخشب فى ورشة خاصة بينا والحديد والصاج نفس الكلام، والعجل ده فيه منه نوعين الأول خاص بالمدافع القديمة وده مبقاش فى جديد منه لكن بنصلح القديم وبيتباع الاتنين بـ200 جنيه، والتانى زيه زى أى كاوتش عربية، بنجيبه ونوديه لخراط خاص بينا يعمل لها صرة عشان تركب على الكارو»، مشيراً إلى أن عجل المدافع لا يحتاج إلى نفخ ولا يتعرض إلى ثقوب لكنه أصبح محدوداً، مبيناً أن عملية صنع عربة تستغرق منه 20 يوماً فى حالة تفرغه الكامل لها.
إلى جواره فتحى عبدالمعطى، شاب ثلاثينى، تعلم المهنة فى ورشة والده، يشرح أجزاء العربة التى تبدأ بـ«الطبلية» وهى الجزء العلوى منها الذى يضع عليه «العربجى» ما يريد، وهى عبارة عن مجموعة من الخشب متراصة إلى جوارها وبها خطان عريضان من الصاج لتثبيت المسامير بها، تحت «الطبلية» يقع عرقان من الخشب يطلق عليهما «الفخدان» وهما أساس العربة ويشترط فيهما أن يكونا من أقوى أنواع الخشب، وفى المقدمة يجلس العربجى على «الدواسة» وهى قطعة مستطيلة من الخشب، يقع تحتها «الآلة» وهى محور العربة وسبب تحركها يمنة أو يسرة من خلال ربطها بماسورة حديدية بـ«العريش» الذى يُربط به الحمار، وهى عبارة عن 6 قطع من الخشب تحت السائق مباشرة يقع بينها «الحلة» وهى عبارة عن إطارين دائريين من الحديد مثبت بوسطهما مسمار «البرونى» ليسمح للعربة بالتحرك يمنة أو يسرة، وفى آخر العربة «المراية» وهى جزء خشبى يكتب عليه ما شاء صاحب العربة من كتابة وتتزين بقطع من الخشب الملون، ويقع تحت «الطبلية» 5 من السوست التى تستخدم فى العربات العادية، لتكون قيادة العربة سهلة ومرنة كى لا تصيب ظهر السائق بأذى، وتحتها العجلات الأربع يتوسط الخلفية منها الصندوق الذى يحمل البضائع.
«تويوتا ومرسيدس ونيسان وفولفو وهامر»، ماركات للسيارات يعرفها الجميع من علامتها الخاصة ويحددها من ظهر العربة من بعيد، «محمد الزعبلاوى، عباس عبدالعزيز، أحمد عبدالغنى» مسميات أخرى لكنها تلك المرة للكارو، يعرفها الشخص من ظهر كل عربة وهى -حسب «فتحى»- مسميات للأشخاص الذين برعوا فى صناعة الكارو وتم تخليد ذكراهم عليها، وأصبح لزاماً على كل مصنع أن يكتب اسم أحد هؤلاء على العربة: «أحمد عبدالغنى ده كان من ترسا وعشان كده إحنا بنكتب اسمه على العربية، وكل عربية ليها لون معين بيحدد هى تابعة لأى مدرسة من المدارس الثلاثة، وبنعرفها من بعيد من لونها».. عربة «الزعبلاوى» تتميز برسم المثلثات عليها بينما «أحمد عبدالغنى» رسوماتها على شكل مربعات وتتميز بوجود اللون البرتقالى فيها، لكن «عباس عبدالعزيز» تتميز عربته برسومات متقاطعة تحمل أربع ألوان هى الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر.
يمر على الطريق أمام «فتحى» عربة كارو صغيرة جلس فى مقدمتها شاب بدا عليه التعب واضعاً على عربته أجولة مغلقة فى طريقها إلى أحد مقالب القمامة، يشير «فتحى» لها قائلاً: «دى عربية كارو بس متأجرة وده مش صاحبها، وفيه ناس كتير ابتدت تؤجر الكارو القديم عندها»، مشيراً إلى أن العديد من الأشخاص يبحثون عن استثمار مالهم فيدفعون مبالغ لأصحاب الورش فى مقابل صنع خمس عربات وتأجيرها لمن يريد مقابل مبالغ مالية تختلف حسب نوع العربة، لا تقل عن 500 جنيه شهرياً، مؤكداً أن إقبال الشباب عليها أصبح أقل بعد اعتمادهم على «التروسيكل» الذى أصبح عدوهم الأول والأخير: «الشباب اللى مش لاقى شغل ومعاه فلوس بيشترى عربية كارو مستعملة بـ3 آلاف جنيه وياكل بيها عيش أو يؤجر واحدة حسب فلوسه، والتروسيكل ابتدى يسحب من تحت إيدينا البساط بس بعد ما أعطاله بتكتر صاحبه بيسيبه ويرجع تانى للكارو عشان أعطالها أقل وصيانتها أرخص».
من عربات الكارو إلى عربات الفول، التى تملأ ربوع مصر والمنتشرة فى الأماكن الشعبية والراقية على حد سواء.. بداخل ورشته الخاصة يقف عبده متولى بين العديد من أعماله التى تتنوع ما بين عربة فول وكشرى وعربة يد، ويفوح منها رائحة الخشب القديم ونشارته التى ملأت الأرض، ضارباً بمطرقته على رؤوس المسامير لتثبيت الخشب بعضه ببعض، الرجل الذى يبلغ 52 عاماً له فى المهنة باع طويل، يحكى عن نفسه: «بقالى 37 سنة فى المهنة واتعلمتها على إيد أحمد عبدالغنى الأب الروحى لشغلانتنا دى، ورغم إنى بدأت بالكارو إلا إنى دلوقتى شغال فى الفول والكشرى والبطاطا».
عربة الفول الواحدة تستغرق فى صناعتها 15 يوماً فى حال التفرغ لها بشكل كامل، ولها أربعة أشكال فقط، حسب عبده: «الإسكندرانى» وهى أصغرها حجماً، و«الثلثين» وهى متوسطة الحجم، وأكبر الأحجام «الكاملة» لكنها صنعت خصيصاً للمطاعم الكبرى حيث تظل ثابتة فى مكانها، وتتراوح أسعار العربات ما بين 4 آلاف وصولاً إلى 9 آلاف حسب الحجم ونوع الخشب والإستانلس الداخل فى صناعتها، والنوع الأخير «العجلتين» نظراً لكونها بعجلتين فقط وهى تناسب الباعة المتنقلين طيلة اليوم لكنها أقل العربات بيعاً وطلباً، نظراً لوجود باعة فول كثر فى أماكن متنوعة يعرفها الجميع، لكن العدو الجديد الذى أصبح حاضراً فى بعض الأماكن يشغل بال عبده: «بقى فيه عربيات دلوقتى ستانلس بشكل كامل، وألوميتال وده خلى فيه عندنا مشكلة والطلب ابتدى يقل، بس السعر بتاعنا اللى مخلى الناس لسه بتشترى الخشب، وبرضه العربية الخشب أقرب لقلوب المصريين عشان اتعودوا عليها».
يقف «عبده» إلى جوار إحدى العربات التى صنعها موضحاً ابتكاره الجديد بها: «العربيات كلها كانت بتتقلب عشان القدرة تدخل جواها وبالتالى مكانش البياع بيقدر يحط حاجة على الأرفف، لكن أنا خليت الجزء الخاص بالقدرة يتقلب لوحده، وبالتالى مفيش حاجة على العربية هتتأثر»، مشيراً إلى أن عربة الفول لها ثلاثة أرفف على جوانبها خاصة بأكل الزبائن، ورفين علويين لعرض المخللات والباذنجان المقلى والبطاطس المقلية، وتحتوى على أدراج خاصة بأرغفة الخبز وأخرى لأسطوانة الغاز التى يحتاجها فى تدفئة المواد الغذائية عنده، «همّا دُرجين، واحد للعيش والتانى للأنبوبة ولو فيه واحد عايزنى أعمل له درج للفلوس بعمل له بس فى الغالب محدش بيطلب درج فلوس وبيشيلها فى البالطو الأبيض اللى بيبقى لابسه».. وبعد انتهائه من صنعها يقوم الرجل الخمسينى بتلوينها بثلاثة ألوان ثابتة فى كل عربات الفول: «أحمر وأصفر وأخضر، دى الألوان الأساسية لكل عربية فول، الناس اتعودت على شكلها ده وبجيب خطاط يكتب عليها اللى صاحب العربية عايزه، ومصنعيتى فى العربية الواحدة ألف جنيه تقريباً».
يقف إلى جواره محمد ابنه، صاحب الـ17 عاماً، الذى تعلم المهنة على يد والده، محاولاً إصلاح إحدى العربات الصغيرة الخاصة ببيع الذرة المشوى، محمد تعلم على يد والده صناعة عربة الكشرى أيضاً التى يرى أنها أصعب العربات صنعاً وتستغرق شهراً كاملاً فى صناعتها، ويليها صعوبة عربة الكرشة: «أكتر عربية بتتباع هى عربية الفول يليها عربة اليد اللى الناس بتسترزق من وراها ببيع أى حاجة».
وإلى جوار مهنته يمارس «عبده» هوايته فى صنع عربات كارو مكتملة، لا تتخطى المتر: «العربية الصغيرة دى كاملة فيها كل حاجة فى الكبيرة بالظبط بس على صغير، وعمايلها صعبة جداً مش سهلة وفيه ناس بتطلبها منى وبعملها بـ1000 جنيه لحبايبى»، موضحاً أنها تأخذ منه وقتاً أطول من العربة الكاملة الكبيرة: «زيها زى الكبيرة بالظبط مفيش فرق بينهم، وبييجى ناس تطلبها عشان تحطها ديكور عندها وشكلها بيجنن الناس».
عربات التين الشوكى المتنقلة فى الشوارع، والعربات التى تحمل السمسمية والعسلية والدوم والحرنكش، وعربات الذرة المشوى، وعربات اللب والسودانى التى تظهر فى الموالد، وعربات الفيشار، وعربات الكارو بكافة أشكالها، تخضع جميعها للإيجار، سواء كان صاحبها قد اشتراها فى الأساس بنيّة الاستثمار أو رغبته فى التجديد دون التخلى عن القديم، وللإيجار أحكام وقواعد وقانون عرفى بين المستأجر والمؤجر يعرفه الجميع، فأيمن بخيت له 15 عاماً فى البيع على عربات اليد، بدأ بالعسلية ومر بالدوم والحرنكش وصولاً إلى التين الشوكى: «كنت فى الأول عندى عربية واحدة دلوقتى عندى 16 وبأجّرهم، سواء لقرايبى أو لحد غريب، والإيجار ليه شروط بنتفق عليها زى أى عقد بس ده شفوى».. شروط الإيجار تتلخص فى أن يقوم المستأجر بشراء السلعة من المؤجر دون غيره، وإذا تبين قيامه بشرائها من آخر فإنه يسحب العربة منه متضمنة السلعة التى عليها أياً كانت: «طالما هتأجّر منى يبقى تاخد السلعة بتاعتى وساعتها مش عايز فلوس على الإيجار، بس لو هتأجرها ومش عايز شغل من عندى هديهالك بـ175 جنيه فى الشهر بشرط إنك تأجرها سنة كاملة، لكن لو هتأجر شهرين بس زى موسم التين الشوكى ساعتها هديهالك بـ350 جنيه فى الشهر».
محمد سلطان، أحد الذين بحثوا عن عربة يد لبيع العسلية، ليدله صديق له على أحد أصحاب العربات الذى يقوم بتأجيرها «جبتها من المعلم عبدالتواب فى روض الفرج، اداهالى إيجار سنوى بـ180 جنيه فى الشهر، وبشتغل عليها حسب الموسم، ساعات حرنكش، ساعات درة، ساعات تين.. أنا ونصيبى»، مشيراً إلى أنه ينوى شراء واحدة خاصة به بعد تجميع مبلغها: «عاوز أجيب واحدة بألفين مثلاً، لكن اللى بكسبه بيروح رزق للعيال فمبعرفش أحوّش منه، بس قريب أجيب واحدة إن شاء الله». لا شىء يضايق الرجل الأربعينى سوى نظرات الناس له وملاحقة الأمن: «إحنا فى عين الناس بلطجية وفى عين الأمن متسولين، وإحنا فى الحقيقة لا ده ولا ده إحنا مواطنين المر حدفنا على الشغلانة دى مش أكتر».
على ظهر عربة الكارو يجلس أيمن عبدالمعطى، عائداً إلى منزله بالمنيب، بعدما نقل الخضراوات إلى السوق الشعبية القريبة منه، لم يكن يملك سعر العربة الكارو فاستأجرها من أحد جيرانه مقابل 500 جنيه: «بَنقل خضار وفواكه للسوق، والناس بتتفق معايا قبلها على المبلغ، وجارى كبر فى السن وعرض عربيته عليّا واشتريت الحمار بألف جنيه والحمد لله؛ مِيت فل وعشرة».
إلى جوار الباعة وسائقى الكارو فئة أخرى افترشت الأرض دون سلعة، لكنها تقدم خدمة تستلزم من صاحبها أن تتابع عيناه أحذية المارة من أمامه، حتى إذا لمح زوجاً من الأحذية فى حاجة إلى مسح ضرب بالفرشاة على صندوقه الخشبى لينتبه صاحبهما لوجود شخص يقوم له بالمهمة فى مقابل زوج من الجنيهات، وقد يأتى له أو يمضى فى طريقه كما يفعل الغالبية، وسادة صغيرة على الأرض جلس عليها رائد إبراهيم البالغ من العمر 33 عاماً، واضعاً صندوق مسح الأحذية أمامه عارضاً أدوات عمله التى لا تتعدى فرشاة وعلب ورنيش وصبغة، صندوق أحمر اللون فى الأساس لكن السواد أبى إلا أن يضع بصمته عليه من أثر الصبغة، ومُلئ عن آخره بمسامير حديدية عريضة الرأس لتلمع فى الشمس: «بقالى 5 سنين فى الشغلانة دى، كنت قبلها بشتغل فى البُنا وسبتها واستمريت فى تلميع الجزم».
الصندوق الخشبى له باب واحد يضع فيه صاحبه كل أدوات عمله، وله من الجانبين «براويز» ليضع بها زجاجات الصبغة، وأعلى الصندوق «طالونة» عبارة عن قطعة خشبية تناسب وضع الحذاء عليها: «الصندوق ده أنا اللى عامله بنفسى، جبت الخشب وقطعته ورُحت لورشة نجارة قصيته بس ورسمت له الطالونة على ورقة يعملها لى، بعد كده أنا ركّبته حتة حتة»، مشيراً إلى أن أغلب الذين يعملون بمسح الأحذية يصنعون بأنفسهم الصناديق الخاصة بهم: «مفيش نجار بيعملها لنا ولا حد معين، إحنا بنعملها بنفسنا ولو فيه حد مبيعرفش يعملها بنعلمه وفيه ناس مننا بتعمل كذا صندوق وتبيعه الواحد من 150 لـ300ج».
وإلى مقربة منه يجلس أحمد خالد وإلى جواره قطع من الأخشاب المبعثرة ومسامير ملأت الأرض ومطرقة صغيرة، ليصنع صندوقاً صغير الحجم لأحد الأشخاص: «أنا شغال فى المهنة دى وفى نفس الوقت بصنع صناديق للى يطلب منى وبأجر صناديق برضه»، مشيراً إلى أن أسعار الصندوق تتفاوت من واحد لآخر حسب نوع الخشب المستخدم فيه: «فيه خشب أبيض وفيه موسكى وفيه زان وحسب ما انت عايز أعمل لك، لكن أنا بعمل الأبيض عشان رخيص وبجيبه بسهولة وفى نجارين بيرموا حتت خشب أنا بستفيد منها والواحد بيبقى فى الآخر بـ200 جنيه فى المتوسط وبتاخده متلون».
قرب مسجد السيدة زينب يجلس عطا السيد أمام صندوق بدا عليه القدم، يضرب بفرشاته الصندوق ليلفت الأنظار له: «الصندوق ده مش بتاعى أنا جديد فى الشغلانة دى ولما سألت دلونى على واحد عنده صناديق وأجّر لى واحد بـ20 جنيه فى اليوم، واللى بكسبه بيبقى بتاعى أهم حاجة هو ياخد فلوس الصندوق».
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش
- أجر شهري
- أحمد خالد
- أحمد عبدالغنى
- أصحاب الورش
- الآيس كريم
- الأب الروحى
- البطاطس المقلية
- التين الشوكى
- الحمد لله
- آلة
- ورش