ورش متخصصة للخشب وأخرى لإصلاح عربات الكارو والفول واليد

كتب: عبدالله عويس

ورش متخصصة للخشب وأخرى لإصلاح عربات الكارو والفول واليد

ورش متخصصة للخشب وأخرى لإصلاح عربات الكارو والفول واليد

نشارة خشبية ارتفعت عن الأرض نصف متر لا يسلم من يمشى فوقها من دخولها فى حذائه وتعلقها بملابسه، وقطع خشبية كبيرة الحجم وضعت أمام منشار كهربائى كبير فى مدخل الورشة، وأمام إحدى الآلات وقف محمد سنقر، الذى ورث الورشة عن والده «إحنا اللى بنعمل الخشب الخاص بعربيات الكارو واليد وخلافها، كل الناس من الجيزة بيجولنا هنا عشان إحنا متخصصين فى خشب العربيات دى»، مشيراً إلى أن والده حين أنشأ الورشة وجد أغلب ورش المنطقة تعمل فى صنع عربات الفول والكشرى والكارو، فقرر أن تقتصر الورشة على تقطيع الأخشاب وتجهيزها لها فحسب «بنجيب الخشب من مزادات، فى خشب الكافور والسرسوع والكازورنيا واللبخ والسنت وفى خشب زان، وكل حاجة وليها استخدامها» يأتى أصحاب الورش لمحمد طالبين منه خشباً لعربة كاملة أو قطعاً معينة يحتاجونها فى إصلاح واحدة «بنبيع للورش اللى بتطلب مننا وبنبيع بالقطعة الواحدة وبأجزاء العربية كاملة حسب ما يحب» حصل محمد على دبلوم تجارة واستمر فى مهنة والده بالورشة «خلاص مش هسيبها بقت كل دخلى ومليش صنعة غيرها والعلام والدبلوم مش هيفيدنى بحاجة».

{long_qoute_1}

«المراية والقماقم والدواسة والعالفة والعرشان» قطع يصنعها «سنقر» كل يوم حسب مقاس كل عربة، متخذاً من إحدى الكراسات عوناً له فى تذكر الأحجام والمقاسات المطلوبة «كل حاجة وليها مقاس لو جت زيادة أو أقل تبقى باظت منى وهتسبب لى مشكلة، وممكن تبعد عنى زباينى وهبقى خسرت كتير عشان كده التركيز سمة أساسية فى شغلنا».

إلى جواره ورشة أخرى عتيقة، وضع أمامها عربة كارو بغية الإصلاح، بابها خشبى قديم ولا يوجد بداخلها سوى الآلات التى يعمل بها أحمد الشاعر إلى جوار أبيه الذى تخطى عامه السبعين «والدى صاحب الورشة وأنا شغال معاه ودى أقدم ورشة فى ترسا لصيانة عربيات الكارو»، مبيناً أن أعطال الكارو قليلة وتصليحها غير مكلف «واحد مثلاً العجلة بتاعته فوتت بنصلحها أو نعمله عجلة من جديد، أو نغير بلى العجل أو نشحمله العربية أو نربطله مسمار فاكك أو نغيّرله صامولة، وكل دى حاجات رخيصة مش غالية»، «الشاعر» ليِّن فى معاملته حسب زبائنه «لو حد جالى بعربيته يصلحها بعملهاله وباخد منه فلوس آخر اليوم لو استرزق، لكن لو معاه يدفع فى أول اليوم يبقى زى الفل».

«الورشة التى أصابها الشحم من داخلها وخارجها لها 50 عاماً فى المكان لم تكف عن العمل يوماً واحداً، ومحمد صاحب الورشة لم يرد لنفسه الجلوس بالبيت بعد كبر سنه «والدى أصم ومابقاش يقدر يشتغل بس مش راضى يسيب الشغل ومُصِرّ يفضل شغال لحد السن ده»، كلتا الورشتين أجمعت على أن العدو الذى يخشيانه التروسيكل «ناس كتير بقى عندها تروسيكل فى مقابل الكارو، وللأسف ده عاملنا مشكلة كبيرة» يقولها «سنقر»، مضيفاً «كنت بطلع خشب عشان العربيات دلوقتى لما كله هيجيب تروسيكل هعمل إيه، أكيد هغير شغلى وأنا معرفش غيره للأسف والوحيد المستفيد منه هيبقى الميكانيكى»، يوافقه الرأى «الشاعر» الذى يبدى امتعاضه من «التروسيكل»، موضحاً أنه خراب بيوت «التروسيكل ده صينى والصين دى مش عايزة لينا غير خراب البيوت، أنا دلوقتى لما تروسيكل يعطل أو مايعطلش أنا مش هشتغل والورشة اللى بقالها 50 سنة دى هتتقفل ومش هيبقى ليها لازمة، وبدل ما كنا بنصلح أعطال العربيات الكارو هندورلنا على شغلانة تانية أو شغلنا هيقل على أحسن تقدير».


مواضيع متعلقة