أسرة تواجه «المرض اللعين»: «زهقنا من الحكومة ونأمل فى لقاء الرئيس»

01:13 ص | الثلاثاء 05 يوليو 2016

4 أشقاء تجمعهم صلة الدم، وصلة المرض أيضاً، أسرة كاملة أصابها السرطان فرداً فرداً فى مواضع مختلفة، لم يعاف من بينهم إلا الشقيق الأصغر حسن، بعد استئصال إحدى كليتيه، فيما تحاول البنات الثلاث التخلص من المرض، لكن أبواب الحكومة المغلقة فى وجوههم لا تساعدهم على هذا الخلاص، دون أى ذنب سوى أنهم من مرضى الإصابة المتكررة بالسرطان، الذين يخرجون من دائرة بروتوكول العلاج على نفقة الدولة. {left_qoute_1}

فايزة محمد السيد، الشقيقة الكبرى ذات الـ52 عاماً، تعانى من سرطان فى النخاع العظمى بمنطقة الظهر، فى المرة الأولى أجرت بنجاح عملية زرع نخاع، وتبعتها بـ15 جلسة إشعاع على الظهر: «اشتريت الكيماوى على حسابى بـ16 ألف جنيه، 8 حقنات، إخواتى وأصحابى جمعوهم من بعض، لكن للأسف المرض راح ورجع تانى».. تأخرت حالة «فايزة» مع مرور الوقت، واحتاجت لإجراء عملية زرع نخاع أخرى، وجلسات كيماوى جديدة: «بندفع فلوس إكراميات ورشاوى علشان ورقنا يمشى، ومابيمشيش برده، كل حاجة عطلانة، الفقرات تآكلت فى ظهرى، قالوا لى اعملى إشعاع على فقرات الضهر، تجنباً لتعرضى لشلل رباعى، رُحت معهد ناصر قالوا لى الجهاز عطلان استنى شهر، رُحت بعد شهر قالوا لى الجهاز لسه عطلان»، تضيف فى غضب: «أنا بحارب المرض وبحارب الجهل والسلبية وبحارب قلة الضمير وبحارب الوقت، اللى بيموت مننا كأنه كلب وراح، إحنا ليه رخاص كده؟!».

لدى السيدة الخمسينية ثلاثة أبناء، أكبرهم عمر الذى يؤدى خدمته العسكرية، ويصغره عبدالرحمن الحاصل على ليسانس حقوق، وزياد الطالب بالمرحلة الثانوية، بعدما طرقت العديد من الأبواب قررت أن تتوجه بمناشدة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى: «تحية شكر وتقدير واحترام.. بكل حب وود أتقدم لحضرتك بطلب من كل أصحابى وإخواتى محاربات السرطان، بقبول مقابلة حضرتك لرفع الظلم عنا جميعاً لأنك الأب والمسئول عن البلد وعنا جميعاً، يعنى حضرتك ولى أمرنا، وإن رب العزة اختص بعض خلقه بقضاء حوائج الناس، أتمنى من ربى أن تكون أنت من هؤلاء وأتمنى قبول طلبنا بالمقابلة ونتشرف بيك.. دى أمنية غالية ياريت حضرتك تقبلها، وشكراً جداً لسعة صدركم»، مناشدتها للرئيس التى نشرتها على صفحتها الخاصة، جاءت بعد أن فاض بها الكيل، ليس وحدها، لكن لأشقائها كذلك.

شقيقتها «عفاف» عانت فى إصابتها الأولى من سرطان بالثدى، وبعد شفائها واستئصال الورم، عاد السرطان ليصيبها فى الغدد الأنثوية، والدم أيضاً: «عملنا كل الفحوصات والتحاليل على نفقتنا الخاصة، وقدمنا ورق طلب العلاج على نفقة الدولة وكل مرة يترفض فى المجالس الطبية المتخصصة. قُلنا لهم إيه الحل: قالوا ولا حاجة، قدموا شكوى، أو اعملوا اللى تعملوه»، تضيف: «طبيب قال لأختى عفاف شوفى جمعية خيرية تعالجك، إيه الإهانة دى، وهما ربنا، علشان يقولوا حالة ميئوس منها»، تسعى «عفاف» للحصول على علاج على نفقة الدولة منذ حوالى عام، لكن دون جدوى، «بتاخد علاج مؤقت بديل، واستجابتها لهذا العلاج 40% فقط».

ثالثتهم «وفاء»، أصابها المرض اللعين فى منطقة الرحم قبل 6 سنوات، ونجحت فى استئصال الورم بالمنظار، لكنه عاد من جديد، فتم استئصاله أيضاً، حتى عاد للمرة الثالثة، تقول شقيقتها الكبرى: «دلوقتى السرطان انتقل للعضم، وماشية بالمسكنات، خدت كيماوى وخلصته، وبعدين خدت كيماوى أقراص»، الحالة تأخرت بمرور الوقت، ومع زيادة آلام المرض، وعدم توافر سبل أكثر فعالية للعلاج، قررت وفاء ألا تذهب للمستشفى مجدداً وتتوقف عن تلقى الدواء، وتمكث فى المنزل وسط أسرتها دون أن تعرف ماذا يخبئ لها القدر: «دلوقتى بقالها 5 شهور مبتاخدش العلاج ومراحتش المستفشى، زهقت من الألم ومن عدم الرعاية والروتين واللف والدوران علشان ورقة».

من النخاع والثدى والرحم والعظام والدم، أصيب «حسن» الأخ الوحيد لشقيقاته الثلاث، بسرطان فى إحدى كليتيه، قام باستئصالها، تقول شقيقته: «الحمد لله، بعد ما شال الكلية، حالته بقت مستقرة، وشفى ومرجعلوش المرض تانى الحمد لله»، لم يقتصر الأمر على الأشقاء الأربعة، فالوالدة كذلك كانت تعانى من السرطان أيضاً فى منطقة الغدة الدرقية، قبل أن تتوفى منذ حوالى 16 عاماً، تحديداً فى عام 2000: «عملت عملية وبقت كويسة فى آخر عمرها، لكن قضاء ربنا ماتت فى الآخر بشوية برد مع تعب عادى».

تعود «فايزة» لتخاطب الرئيس السيسى بقولها: «إحنا مش شعب رخيص يا سيادة الرئيس، حضرتك بتتكلم عن كرامة المصرى، لكن فين كرامتنا، يعنى إيه العلاج للمرة الأولى بس، واللى يجيله المرض تانى يموت، وليه الإجراءات بطيئة، وليه ماحدش حاسس بينا»، تضيف: «إحنا عايزين نقابلك، عايزين نعزمك على كوباية شاى بالنعناع، نشرح لك حالنا وتسمع شكوانا».