هدوء حذر فى «كوم اللوفى» بالمنيا بعد ضبط 27 متهماً فى أحداث الفتنة.. وخدمة أمنية 24 ساعة

09:48 م | الجمعة 01 يوليو 2016

شهدت قرية «كوم اللوفى»، التابعة لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، أمس، هدوءاً حذراً بعد السيطرة على أحداث الفتنة التى اشتعلت أمس الأول، إثر حرق العشرات من المسلمين منزلاً تحت الإنشاء لمواطن قبطى وشقيقه، بعد انتشار شائعات عن تحويل المنزل إلى كنيسة عقب الانتهاء من بنائه.

وقال اللواء جمال قناوى، رئيس مركز سمالوط، إن الأهالى استنكروا الواقعة ورفضوها تماماً، لافتاً إلى أن تلك الأوضاع تتسبب فى عدم الاستقرار، وأكد أن «القرية كانت تعيش فى سلام وأمان منذ عقود طويلة، يقطنها نحو ٨ آلاف نسمة، ومنذ نشأتها والطابع الريفى والبساطة عنوان سكانها، وكانت مثلاً للقرى المجاورة فى المحبة والتعاون، وما حدث لن يمر بسهولة وسوف يعاقَب المخطئ على الجرم الذى ارتكبه».

{long_qoute_1}

وأشار نادى على، مزارع، من أهالى القرية، إلى أن «كوم اللوفى» يعيش فيها الجميع، مسلمين ومسيحيين، فى ترابط منذ عشرات السنين ولم تحدث بينهم أى مشكلات سابقة، وأضاف أن «ما حدث من المتشددين لا يقبله أحد ويجب معاقبة كل من أخطأ حتى لا يتكرر ذلك الموقف»، موضحاً أنه شاهد تجمع عدد كبير أمام منزل أيوب خلف فى ساعة متأخرة من الليل، وبعدها رأى النيران والدخان تتصاعد شرق القرية فى المنطقة الزراعية، ولفت إلى أن الأهالى لم ينتظروا حضور قوات الحماية المدنية، وقاموا بإخماد النيران. وأضاف علاء محمد، أحد أهالى القرية، أن ما تردد بين الأهالى هو شروع أيوب فى بناء كنيسة، وليس منزلاً، وتم تقديم بلاغ إلى مركز الشرطة، وبالفعل تم التعامل أمنياً مع موقع البناء، وتابع: «فوجئنا بأن أعمال البناء مستمرة، رغم أن الأمن وعدنا بوقف الإنشاء»، مضيفاً أن «الوضع هادئ، وعادت الأمور لطبيعتها، وقوات الأمن سيطرت على الأوضاع بشكل سريع».

وأوضح العميد عبدالفتاح الشحات، رئيس مباحث مديرية أمن المنيا، أن عدد المقبوض عليهم من المشتبه فى تورطهم بأحداث قرية كوم اللوفى 27 متهماً، وتم تعيين خدمة أمنية ثابتة 24 ساعة بالقرية التى يخيم عليها الهدوء، ومن المقرر إحالة المتهمين للنيابة العامة اليوم للبدء فى إجراء التحقيقات.

من جانبه أدان القس إسطفانوس شحاتة، وكيل مطرانية سمالوط، تجمهر العشرات من المسلمين بسبب شائعات، وقال إن غياب دولة القانون يدفع المتشددين إلى فعل ما يريدون.

كما استنكر الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، الأحداث، وقال فى بيان صادر عن المطرانية: «نطالب الدولة بتعويض وبناء منازل الأقباط التى تم حرقها، وعدم الاعتراف بالجلسات العرفية للتصالح إلا بعد تطبيق القانون، والموافقة على تصريح بناء الكنيسة، حيث إن الأقباط يذهبون للصلاة فى كنيسة القديس أبوسيفين بعزبة رفلة التى تبعد عن القرية بأكثر من ثمانية كيلومترات».