وزير الرى: أعمال البناء تسير أسرع من المفاوضات والسفير السودانى بالقاهرة يطالب بالصبر

كتب: محمد أبوعمرة

وزير الرى: أعمال البناء تسير أسرع من المفاوضات والسفير السودانى بالقاهرة يطالب بالصبر

وزير الرى: أعمال البناء تسير أسرع من المفاوضات والسفير السودانى بالقاهرة يطالب بالصبر

كشفت مصادر مصرية شاركت فى الاجتماع السداسى لسد النهضة أن مصر طالبت فى جلسات اليوم الثانى لمفاوضات سد النهضة بإرجاء استكمال بناء السد، أو إبطاء معدلات الإنشاء، ونقل الوفد المصرى جميع الشواغل وعناصر القلق للجانب الإثيوبى ورغبة مصر فى التوافق حول آلية جديدة لتنفيذ الدراسات الخاصة بالسد طبقاً لاتفاق المبادئ الذى تم توقيعه بالخرطوم مارس الماضى، فى إطار الاحترام والالتزام بما ورد فى الإعلان. {left_qoute_1}

وقال الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، إن إجمالى أعمال البناء فى سد النهضة بلغ 48%، أما بالنسبة لهيكل السد الذى سيتم فيه تخزين المياه فإن نسبة البناء لم تتجاوز 20%، موضحاً أنه سيتم خلال الاجتماع السداسى المقبل بحث وضع آلية لمتابعة عمليات البناء على الأرض لطمأنة الجانب المصرى بالتنسيق مع الأشقاء فى إثيوبيا بما لا يتعارض مع الدراسات الفنية وبما لا يمس سيادة الدولة، خاصة أنه موضوع فى غاية الحساسية والدقة.

وأضاف «مغازى» فى تصريحات صحفية أمس أنه «من الظلم وصف الاجتماع السداسى لسد النهضة الذى عقد يومى الجمعة والسبت الماضيين بالخرطوم بأنه فاشل»، مشيراً إلى أن هذا «أول اجتماع سداسى على مستوى وزراء الخارجية والمياه فى مصر والسودان وإثيوبيا، وكانت المفاوضات صعبة وشاقة». {left_qoute_2}

وأوضح «مغازى» أن «الاجتماع السداسى تناول الشواغل والقلاقل التى تسود الشارع المصرى وما يتم من هدر للوقت، حيث يجرى الاستمرار فى بناء سد النهضة بوتيرة أسرع بكثير من المفاوضات»، واصفاً الاجتماع السداسى بأنه تم فى «جو من الشفافية»، مشدداً على أن المفاوضات «صعبة»، حيث كنا نناقش قضايا تتعلق باتفاقية المبادئ وطرحت مصر كل ما يشغلها وسوف يتم الرد على هذه القلاقل فى الاجتماع السداسى المقبل الذى تم الاتفاق على عقده يومى 27 و28 ديسمبر الحالى فى الخرطوم.

وأشار إلى أن الاجتماع تناول أيضاً مناقشة المسار الفنى، حيث تم تكليف خبراء اللجنة الوطنية الثلاثية فى الدول الثلاث بطرح مكتب بديل للمكتب الهولندى الذى انسحب من القيام بالدراسات الفنية للسد ورفض العمل مع المكتب الفرنسى، مشيراً إلى أن الجانب المصرى بدأ المشاورات الخاصة باقتراح مكتب استشارى دولى بديل، لأن مصر هى المسئولة فى هذه الدورة عن القيام بالإجراءات والاتصالات مع المكاتب الاستشارية. {left_qoute_3}

فيما قالت مصادر سودانية إن تأجيل مفاوضات سد النهضة لاجتماع سداسى جديد ما هو إلا ترحيل للقضايا العالقة بين مصر والسودان وإثيوبيا، وستظل القضايا تفرض نفسها على مستقبل العلاقات المائية بين الدول الثلاث انتظاراً لحل نهائى، مشيرة إلى أن علاقات مصر وإثيوبيا ستكون على «المحك» ما لم يتدخل قادة الدول لحل الخلافات، وإلا تحولت إلى نزاع قد يكون باكورة حرب جديدة حول المياه، فيما أكدت المصادر أن الخلافات الرئيسية بين القاهرة وأديس أبابا خلال جولة الخرطوم تركزت على مصطلحين هما الإبطاء والإرجاء بهدف الحد من تسارع العمل فى المشروع ومراعاة حالة الغضب فى الشارع المصرى مع كسب رضا الشعب الإثيوبى.

وأضافت المصادر أن القاهرة تسعى للإسراع فى إنجاز دراسات سد النهضة حتى تتمكن من تحديد الآثار السلبية للمشروع على الأمن المائى لمصر، وعندها تستطيع أن تحدد خياراتها المستقبلية بشأن سد النهضة أو تصعيد الأزمة دولياً عبر مجلس الأمن الدولى استناداً إلى الفصل السابع التى تؤكد أن المشروعات المائية فى الأنهار المشتركة التى لم يتم التوافق حولها تؤدى إلى تهديد السلم والأمن الدولييْن وعندها يتم التدخل دولياً من خلال مبادرة لحل الخلافات برعاية الأمم المتحدة تمهيداً لإقرار اتفاقية دولية تحكم العلاقات المائية بين دول حوض النيل الشرقى.

فيما قال السفير السودانى بالقاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، إن عدم التوصل إلى حل خلال الاجتماع السداسى يعود إلى أنهم كانوا يعانون من شحن نفسى تجاه بعضهم البعض ولذلك لم يخرجوا بنتائج مرجوة، وهو ما نأمل بتلافيه خلال الاجتماع المقبل بالخرطوم، موضحاً أن قضية سد النهضة قضية «فنية» و«معقدة» مطالباً مصر بالمزيد من الصبر والثقة من أجل التوصل إلى حلول مرضية حتى تضمن الجولات المقبلة من المفاوضات عدم الإضرار بأى دولة فى مياه النيل وتحقيق الاستفادة المشتركة، وأنه يجب أن يعطى المصريون المفاوض المصرى قليلاً من الثقة حتى انتهاء جولات التفاوض لتحقيق المصالح المشتركة.

 


مواضيع متعلقة