استمرار «العطش» فى المحافظات.. والمواطنون يُهدّدون بعدم دفع الفواتير.. والحكومة تلجأ إلى «الآبار»

استمرار «العطش» فى المحافظات.. والمواطنون يُهدّدون بعدم دفع الفواتير.. والحكومة تلجأ إلى «الآبار»

استمرار «العطش» فى المحافظات.. والمواطنون يُهدّدون بعدم دفع الفواتير.. والحكومة تلجأ إلى «الآبار»

استمرت أزمة العطش فى مختلف قرى ومراكز المحافظات، وسط انتشار حالة من الغضب والاستياء بين الأهالى، جراء تجاهل المسئولين للأزمة، واضطر الأهالى إلى تخزين المياه فى «براميل» بعد جلبها من القرى المجاورة أو شراء المياه المفلترة.

فى الشرقية، انقطعت مياه عن قرية الغزالى ومنطقة مدرسة عرب درويش بمركز فاقوس، واضطر الأهالى إلى الاعتماد على المياه الارتوازية، وسرت حالة من الغضب والاستياء بين الأهالى. وقال محمد عبدالسلام، أحد أهالى قرية الغزالى، إنهم فوجئوا بانقطاع مياه الشرب منذ نحو 8 أيام بشكل متواصل، مما اضطرهم إلى استخدام المياه الجوفية، التى يتم سحبها بواسطة الطلمبات الحبشية، مشيراً إلى أن المياه كانت عادة ما تنقطع طوال اليوم ويتم توصيلها لمدة ساعة واحدة، إلا أنه منذ 8 أيام انقطعت مياه الشرب بشكل نهائى.

وأضاف أنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى لشركة مياه الشرب والصرف الصحى ومجلس مدينة فاقوس، دون جدوى، مشيراً إلى أن الأهالى هدّدوا بعدم دفع فواتير المياه حال استمرار الأزمة، ومضى قائلاً: «مش لاقيين شوية الميه نشربهم، حرام ده إحنا فى شهر رمضان، يرضى مين الستات كل يوم يحملوا الجراكن على رؤوسهم والسير مسافات طويلة لجلب المياه من الطلمبات، عاوزين المسئولين يقعدوا معانا بس يوم واحد ويشعروا بمعاناتنا».

{long_qoute_1}

وفى منطقة عرب درويش، استمر انقطاع مياه الشرب فى الوقت الذى تصل فيه المياه إلى باقى الأهالى بالمدينة، مؤكدين أنهم تقدموا بشكوى إلى رئيس المدينة بشأن انقطاع المياه. وقال السباعى عبدالرحمن، رئيس مركز ومدينة فاقوس، إنهم تلقوا بالفعل شكاوى من الأهالى بشأن انقطاع مياه الشرب، وتم عقد اجتماع أمس الأول، مع عدد من المسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، وتم إلزام الشركة بعمل مناوبات بين القطاعات والوحدات المحلية لتوصيل المياه إلى الأهالى، حتى لو كان ذلك لمدة ساعات محدّدة فى اليوم، تفادياً لانقطاع المياه بشكل متواصل طوال 24 ساعة، وأن تكون التغذية دورية بين المناطق بعضها البعض.

وأضاف أن أحد أسباب انقطاع مياه الشرب وجود مبانٍ فى مناطق ذات ارتفاعات أكثر من المناطق المحيطة بها، كمنطقة مدرسة عرب درويش، فالمياه عادة ما تكون متوافرة فى المناطق ذات المنسوب المنخفض أكثر من المرتفعة، مشيراً إلى أنه يجرى العمل على التغلب على تلك المشكلة، مؤكداً أنه من المتوقع أن يتم حل المشكلة بشكل عام فى نهاية يونيو الحالى بافتتاح المرحلة الثالثة من توسعات تطوير محطة المياه بفاقوس، فيما تواصلت أزمة انقطاع مياه الشرب بقرية إبراهيم حسن التابعة لمركز أولاد صقر، واعتمد الأهالى على شراء مياه الشرب فى «جراكن» من محافظة الدقهلية، والاعتماد أيضاً على مياه بحر حادوث المختلطة بمياه الصرف الصحى.

كما اشتكى أهالى قرى الجرو ومنشأة الشركة بمركز ناصر وقرية «مناشى أبوصير» وتوابعها بمركز الواسطى شمال بنى سويف، من استمرار انقطاع مياه الشرب لمدة تجاوزت الـ30 يوماً، رغم ارتفاع درجة حرارة الجو، والصيام فى شهر رمضان، وعبّر الأهالى عن استيائهم من عدم حصولهم على أبسط حقوقهم فى مياه شرب نقية تصل إلى منازلهم، وتوفر عناء ومشقة الانتقال إلى القرى المجاورة يومياً، للحصول على المياه. وقال أحمد ممدوح، أحد أهالى قرية الجرو بمركز ناصر شمال بنى سويف: «لم تصل مياه الشرب إلى قريتنا منذ شهور، ويومياً ننتقل إلى القرى المجاورة لتعبئة جراكن المياه وحملها إلى منازلنا، فى حين لجأ بعض الأهالى إلى استعمال الطلمبات الحبشية لتوفير المياه، وبعضهم لجأ إلى مياه الرى لاستخدامها فى الاستحمام وتنظيف الأوانى، ولا نعلم السبب فى انقطاع المياه، وتقدّمنا بعدة شكاوى إلى شركة المياه دون استجابة أو رد منهم». وفى قرية منشأة الشركة التابعة للوحدة المحلية بأشمنت، مركز ناصر، استمرت أزمة انقطاع المياه، واضطر الأهالى إلى تخزين المياه فى «جراكن وبراميل»، وفى مناشى أبوصير وتوابعها بمركز الواسطى، دخل انقطاع المياه بالقرية يومه السبعين وسط تجاهل المسئولين التنفيذيين ومسئولى شركة المياه استغاثات الأهالى.

وفى الدقهلية، لجأت شركة مياه الشرب والصرف الصحى إلى تركيب روافع مياه للقرى المتضرّرة من النقص الشديد فى المياه، وتغيير خطوط بعدد من القرى لتزويدها بالمياه، فى ظل تحرك بعض النواب مع الأهالى لحل الأزمة، حيث قامت الشركة بتركيب «موتور» رفع مياه كبير لقرية «ديسط»، مركز طلخا وقرية عرب محجوب، مركز تمى الأمديد، وغيّرت خط سير مياه قرية «كفر الحاج شربينى»، مركز شربين، بعد احتجاجات الأهالى على نقص المياه، وسادت حالة من الغضب قرى البشمور، والكمال، والربيعات، وعزب ليسا الجمالية، نتيجة العجز الشديد فى مياه الشرب، وتحويل المياه إلى القرى والمدن الكبيرة. وقال السيد مصطفى، من الأهالى المتضررين، إن الشركة تعمل حالياً بنظام المناوبات بين القرى، وتعطى أوقاتاً أكبر للقرى الكبيرة، أما العزب فلا تصلها المياه إلا نادراً.

وأضافت هند السيد، ربة منزل، أنه عندما حضر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، وزار محطة مياه منية النصر وعد بافتتاحها فى نهاية شهر مارس، وقبل دخول الصيف، وإلى الآن لم يتم الانتهاء من العمل بها. وتابعت: «متى يرحموننى من حمل جراكن المياه الثقيلة من القرية المجاورة على رأسى لأوفرها لأسرتى، إلى جانب استئجار (توك توك) لجلب المياه من القرى المجاورة مقابل 5 جنيهات عن كل فرد». وفى أسيوط، قرر المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، تشغيل 5 آبار ارتوازية جديدة بمحطتى مياه «الشبان المسلمين والتشيكى» المغذيتين لمنطقة الوليدية، على أن تقوم الأجهزة المعنية بمديرية الصحة بسحب العينات اليومية والدورية اللازمة لتأكيد مطابقة نتائج المياه المنتجة من المحطات للمواصفات القياسية المصرية. وأشار «الدسوقى» إلى أن هذه الخطوات تأتى فى إطار متابعة الموقف التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة أسيوط والاستجابة السريعة إلى طلبات المواطنين وسد احتياجاتهم، خصوصاً شكوى بعض المواطنين بمنطقة الوليدية من وجود ضعف فى مياه الشرب بالمنازل، خاصة فى أوقات الذروة.

وأضاف المحافظ أن عدم الانتهاء من مشروع محطة المياه المرشحة بالوليدية فى الموعد المحدد سابقاً فى 30 يونيو 2016 تسبّب فى حدوث أزمة فى مياه الشرب، مما أجبر المحافظة على تشغيل بئرين ارتوازيتين بمحطة الشبان المسلمين بمنطقة الوليدية و3 آبار بمحطة مياه التشيكى بمنطقة شرق، وسيتم هذا بصفة استثنائية لحين الحصول على الموافقة الدائمة من الجهات المعنية بمعرفة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ولاستغلال الطاقات الموجودة وتعظيم الاستفادة منها، خصوصاً فى فصل الصيف شديد الحرارة.

وقال المهندس محمد صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظتى أسيوط والوادى الجديد، إنه نظراً إلى تكرار شكاوى المواطنين بمدينة أسيوط، خاصة منطقة الوليدية من وجود ضعف فى مياه الشرب وعدم تشغيل محطة مياه الوليدية فى الموعد المحدّد لها.


مواضيع متعلقة