وزراء خارجية مؤسسى «الاتحاد الأوروبى» يطالبون بريطانيا بـ«سرعة الانفصال»

كتب: رنا على، ووكالات

وزراء خارجية مؤسسى «الاتحاد الأوروبى» يطالبون بريطانيا بـ«سرعة الانفصال»

وزراء خارجية مؤسسى «الاتحاد الأوروبى» يطالبون بريطانيا بـ«سرعة الانفصال»

التقى وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبى فى «برلين»، أمس، لإجراء محادثات رُتبت على عجل فى أعقاب تصويت بريطانيا المباغت بالموافقة على الخروج من الاتحاد. وقال وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، إنه «من المهم النظر إلى التصويت باعتباره نداء استيقاظ»، معلناً، فى ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبى، أن «هذه الدول ترغب فى أن تبدأ بريطانيا فى أسرع وقت عملية الانفصال»، وطالبت فرنسا باختيار رئيس وزراء بريطانى جديد خلال «بضعة أيام». فى سياق متصل، وقع أكثر من مليون مواطن بريطانى عريضة على موقع البرلمان تطالب ‏بإجراء استفتاء آخر لعضوية الاتحاد الأوروبى، الأمر الذى سبب عطلاً فى موقع البرلمان بسبب زيادة الضغط على التصويت. وتنص العريضة على أن 48% من الناخبين الذين يرغبون فى البقاء فى الاتحاد ‏الأوروبى ‏يشعرون بالخزى من نتيجة الخروج ويطالبون بإجراء استفتاء آخر، ‏ وتنص قواعد البرلمان على أن أى عريضة يتخطى عدد الموقعين عليها 100 ألف ‏شخص ‏يتم تحديد جلسة للنظر فيها.‏ من ناحية أخرى، خفضت مؤسسة «موديز» للتصنيف الائتمانى، صباح أمس، ‏من تصنيف المملكة المتحدة من «مستقر» إلى «سلبى» بسبب حالة عدم اليقين التى صاحبت ‏نتيجة الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبى، ‏ وذكرت وكالة التصنيف الائتمانى أن عدم القدرة على التنبؤ بصنع القرار فى المملكة المتحدة ‏كان أحد عوامل قرارها بخفض تصنيف البلاد، إضافة إلى احتمال انخفاض النمو ‏الاقتصادى.‏ وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، فى مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، أمس، إن «برلين سيكون لها دور مركزى داخل الاتحاد الأوروبى بعد تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد»، وأضاف «يونكر» أن «ألمانيا ستواصل أداء دور مركزى، لا بل إن دورها سيكون أكثر أهمية داخل الاتحاد الأوروبى».

{long_qoute_1}

وفى تصريحات أوردتها قناة «سكاى نيوز» الإخبارية، أكد «يونكر» أنه يريد بدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فوراً، وأنه لا داعى للانتظار حتى أكتوبر، وهو الموعد الذى قال رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، إنه سيترك فيه منصبه ويسلمه لآخر يقود عملية الخروج. ووصف رئيس البرلمان الأوروبى، مارتن شولتز، قرار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ترك منصبه فى شهر أكتوبر بـ«المخزى»، وقال لشبكة التليفزيون «آى.آر.دى» الألمانية، إنه عندما أعلن كاميرون فى 2013 عزمه تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا بالاتحاد الأوروبى أو خروجها منه، فهو «سجن قارة بأسرها من أجل مفاوضاته التكتيكية».

وقال رئيس الوزراء اليونانى، ألكسيس تسيبراس، تعقيباً على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى: «نحترم قرار الشعب البريطانى ولكنه يؤكد وجود أزمة سياسية عميقة، فقد تعرض مشروع التكامل الأوروبى لضربة قاسية». واستبعد سفير بريطانيا لدى إسرائيل، ديفيد كوارى، حدوث أى تغيير ملموس فى العلاقات مع تل أبيب، وذلك فى أعقاب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبى، وقال «كوارى»، لراديو «صوت إسرائيل» أمس، إن «العلاقات البريطانية - الإسرائيلية لن تشهد أى تغيير جوهرى، والجانبان يتمسكان بعلاقاتهما سواء كانت بريطانيا ضمن الاتحاد أم خارجه». وقال محافظ مؤسسة النقد السعودى أحمد بن عبدالكريم الخليفى، إن «السعودية أجرت بعض التعديلات على الأصول المقومة بالجنيه الإسترلينى واليورو، تحسباً لآثار الاستفتاء الذى اختار فيه أغلب الناخبين فى بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبى»، بحسب وكالة «رويترز».

وقال خبراء تجاريون إن «إجراءات الطلاق التاريخى بين بريطانيا والاتحاد التى بدأها التصويت الذى أجرى الخميس الماضى، ستتسبب بدون شك فى المزيد من تأخير إحراز تقدم جوهرى فى اتفاق الشراكة فى التجارة والاستثمار عبر الأطلسى، فى الوقت الذى ستحاول فيه الدول الـ27 الباقية فى الاتحاد التوصل لصيغة لعلاقاتها الجديدة مع بريطانيا ذاتها». ويعبر مسئولون فرنسيون وألمان بشكل متزايد عن تشككهم فى فرص نجاح الاتفاق، فمن الممكن أن يقضى انسحاب بريطانيا من الاتفاق على الآمال فى إبرام الاتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى يناير المقبل.

وسلطت وكالة «تاس» الروسية، أمس، الضوء على تصريحات عدد من المسئولين الروس الذين أعربوا عن شماتتهم فى الخروج البريطانى، حيث اعتبر أليكسى بوشكوف، رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسى للشئون الدولية، خروج بريطانيا «إخفاقاً شخصياً لباراك أوباما»، ولمس فى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «هزة أرضية سياسية».

ولم تستبعد ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن تفكر بلدان أخرى فى الاتحاد الأوروبى فى الانسحاب من عضويته خلال السنوات المقبلة والسير على خطى بريطانيا، فيما قال مايكل ماكفول السفير الأمريكى السابق لدى موسكو، على حسابه فى «تويتر»: «أتقدم بالتهانى لبوتين على الفوز فى الاستفتاء البريطانى»، ويؤكد الروس أن «بوتين لم يكن مذنباً فى ما حدث».


مواضيع متعلقة