سبيل «على بك الكبير» يتحول إلى مأوى للحشرات

كتب: رفيق ناصف وأحمد فتحى

سبيل «على بك الكبير» يتحول إلى مأوى للحشرات

سبيل «على بك الكبير» يتحول إلى مأوى للحشرات

طوال ما يقرب من 200 عام، استمر سبيل على بك الكبير فى خدمة رواد المقام الأحمدى فى مدينة طنطا، حتى قررت الحكومة هدمه فى بداية ستينات القرن الماضى، لاستغلال مساحته فى أعمال توسيع المسجد المجاور، ثم أعادت بناء السبيل الأثرى مرة أخرى بعد 7 سنوات، لكن دون أن تعيد إليه المقتنيات الأثرية المهمة، فتحول السبيل الجديد إلى مأوى للحشرات، بعدما نسيه الجميع.

{long_qoute_1}

فى عام 1184 الهجرى، أمر على بك الكبير ببناء السبيل كـ«وقف» لخدمة مريدى السيد البدوى، بحسب مفتش الآثار، حمادة رمضان، الذى قال لـ«الوطن» إن السبيل يحتوى على العديد من الزخارف الإسلامية، ويتكون من 3 غرف، الأولى تحت الأرض، وكانت تعرف بغرفة الصهاريج، لتخزين المياه، أما الثانية، ففى مستوى سطح الأرض، وهى مكان حصول المواطنين على المياه. فيما تقع الغرفة الثالثة فى الطابق العلوى، وكانت تستخدم كُتّاباً لتحفيظ القرآن، وتعليم القراءة والكتابة. وأضاف مفتش الآثار أن «السبيل ظل يؤدى الغرض المنشأ لأجله بتوفير مياه الشرب لمريدى وزوار السيد البدوى حتى عام 1962، عندما تعرض للهدم حتى يدخل ضمن توسعات المسجد الأحمدى، وتم تشوين محتوياته فى المخازن 7 سنوات».

وأوضح «أعيد بناء السبيل عام 1969 فى الجزيرة الوسطى بمنطقة الجلاء، وألحقت به حديقة متحفية تضم 86 قطعة أثرية متنوعة، بالإضافة لمكتبة كانت تضم عدداً كبيراً من أمهات الكتب والموسوعات والدوريات النادرة، التى يرجع تاريخها إلى عشرات السنين، إلا أنها تعرضت للنهب والحرق خلال فترة الانفلات الأمنى التى تلت ثورة 25 يناير. وقال أحد المسئولين عن السبيل، طلب عدم ذكر اسمه، إن «السبيل أصبح خرابة تسكنها الحشرات، وتدفنها الأتربة، بسبب الإهمال الذى تعرض له خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة لتكرار عمليات السرقة، بسبب ضعف الإجراءات الأمنية، سواء من جانب الخدمات الأمنية أو الموظفين، وفى النهاية صدر قرار بإغلاق السبيل تماماً، ونقل جميع القطع الأثرية إلى مخزن رشيد».

وأشار إلى أن «السبيل كان يضم 86 قطعة أثرية نادرة، إلا أنه تعرض للسرقة مرتين، الأولى خلال أحداث ثورة 25 يناير، وشهدت تكسير 7 قطع أثرية، وسرقة 3 شبابيك من النحاس الخالص، بالإضافة لحرق المكتبة، التى تضم أمهات الكتب، أما الثانية فكانت منذ 3 سنوات، وتم خلالها سرقة 3 قطع من الحديقة المتحفية تحمل أرقام 813 و814 و837، وعثر عليها محطمة أسفل أحد المنازل. ومنذ إغلاق السبيل، لا يجد الموظفون عملاً، حيث تحول من مكان أثرى إلى مقر إدارى لتجمع 140 موظفاً، وبحسب أحد الموظفين «يذهب إلى السبيل 30 موظفاً يومياً، دون أن يجدوا ما يقومون به طوال السنوات الثلاث الماضية، وكلنا ننتظر أعمال التطوير التى تم ذكرها فى قرار الإغلاق، دون أن تبدأ حتى الآن».


مواضيع متعلقة