آمنة نصير: النقاب «عادة يهودية» لا علاقة لها بالإسلام.. ومن حق رئيس العمل منعه

كتب: وائل فايز

آمنة نصير: النقاب «عادة يهودية» لا علاقة لها بالإسلام.. ومن حق رئيس العمل منعه

آمنة نصير: النقاب «عادة يهودية» لا علاقة لها بالإسلام.. ومن حق رئيس العمل منعه

 أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، أن النقاب عادة وليس عبادة، وأن المطالبين بفرض ارتداء النقاب يسعون لفرض أيديولوجيتهم، مشيرة إلى أن قرار جامعة القاهرة وغيرها من الهيئات بمنع النقاب من حق رئيس العمل وهو أمر لا يتعارض مع الشرع. وأضافت نصير لـ«الوطن»: «لا أحب خلط الأمور، ولا بد من تبرئة الشرع من كل ما علق به من شوائب».. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ لماذا تصديت لقضية النقاب؟

- أنا تحدثت من باب العلم بالعقائد والعهد القديم واحتفاء الأحبار اليهود بترسيخ مفهوم النقاب لديهم، وبعد معايشة القبائل العربية لليهود قبل الإسلام انتقل النقاب إلينا كعادة يهودية، ولا علاقة للإسلام به من قريب أو بعيد، وعلى المدلسين ضرورة التوقف عن ربط النقاب بالشرع.

■ ولكن البعض يرى أن النقاب فرض؟

- قال الله تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن»، وقوله تعالى: «وليضربن بخمرهن على جيوبهن» يؤكد أن وجه المرأة ليس عورة، والقرآن لم يطلب تغطية الوجه وإلا لقال وليضربن بخمرهن على وجوههن وليس جيوبهن، والجيوب تعنى غطاء الصدر، وللمرأة أن ترتدى زياً لا يصف ولا يشف وترتدى لبساً محتشماً، وأذكر أن الإمام ابن الطبرى قال فى القرن الرابع الهجرى: «إن مخالفة زى القوم ليس من المرءوة ما لم يكن به إثم».

■ ماذا عن المطالبات بفرض النقاب؟

- المطالبة بفرض النقاب مطلب أيديولوجى بدافع الاستقطاب والشهرة ولا علاقة له بالإسلام، أما التشديد فى الشريعة اليهودية على النقاب فكان من باب ما يعرف لديهم بـ«اللعنات التسعة» وبالتالى وجب إخفاء المرأة، كما يقول الأحبار اليهود.

{long_qoute_2}

■ البعض اتهمك بمحاربة الدين بسبب رأيك فى النقاب؟

- أنا أتكلم عن علم وليس لى علاقة بالآخرين، وأقول هاتوا برهانكم، وأنا أقول إنه عادة يهودية، وهى عادة وليس عبادة، وهذا ما أكده الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الراحل رحمه الله.

■ كيف ترين قرار جامعة القاهرة بمنع عضوات التدريس المنتقبات من عملهن؟

- هذا حق رئيس العمل، فمن حق رئيس العمل وضع القوانين المنظمة للعمل، وقرار منع النقاب بجامعة القاهرة لا يمس الشريعة الإسلامية كما يدعى البعض.

■ لكن هل أنت ضد كل من ترتدى النقاب؟

- كل شخص حر، ولست ضد من ترتدى النقاب، فمن تريد فلها ذلك، ولكن لا تدعى أنها ترتديه بوازع من دين، ونحن شعب أمى وعواطفنا الهوجاء هى التى تحكمنا دون عقل أو فكر.

■ توجد حملات مع وضد النقاب، فكيف ترين ذلك؟

- قال الله تعالى: «لست عليهم بمسيطر»، أنا لست مسيطرة على أحد، وإنما أقول ما لدىَّ من علم، ومن شاء أخذ به ومن شاء امتنع.

■ ما أبرز المشكلات التى تواجهنا فى هذا الصدد؟

- للأسف بعض الدعاة يخشون الناس ولا يقولون الحقيقة فى موضوعات وقضايا مثل النقاب.

■ فى اعتقادك، هل قضية النقاب تستحق كل هذا الجدل؟

- الأمم عندما تفرغ من الأمور الناضجة والقوية تنشغل بتوافه الأمور.

■ يتهمك البعض بأنك ضد الحجاب أيضاً، فما مدى صحة ذلك؟

- هذا كذب وتدليس، فالحجاب أمر لا يخضع للنقاش فهو مفروض، والبعض يحاول الزج باسمى بدعوى أننى أربط النقاب بالحجاب وهذا قمة الخبث، فأنا لست ضد الحجاب، وعلى هؤلاء مراعاة أمانة الكلمة ووقف الكذب والتدليس لأن عقابهم عظيم يوم القيامة.

■ ما ملاحظاتك على الخطاب الدينى فى هذا الشأن؟

- الخطاب الدينى ليس جاداً فى الرد على القضايا العالقة، ولا بد من جرعة شجاعة وإبداء الحقيقة وعلى الدعاة ألا يخشوا فى الله لومة لائم، وأذكر أن ابنى طلب منى التوقف عن الحديث فى مسألة النقاب، فكان ردى عليه أننى أقول علماً.

■ ما حقيقة اتجاهك لتقديم مشروع قانون بمنع النقاب؟

- هذا غير صحيح، وأنا لا أنشغل بهذه الأمور، ودورى قاصر على توضيح العلم للناس فمن شاء أخذ به ومن شاء رفضه.

■ كيف ترين من يرتدين النقاب كعادة؟

- السيدات فى الصعيد والبدو يرتدين البرقع وهو أشبه بالنقاب وهذا من باب العادة والتحشم وليس على أساس عقدى.

■ إذن أنت لا تمانعين فى ارتداء النقاب كعادة وليس زياً شرعياً؟

- أنا لا أحب خلط الأمور، ولا بد من تبرئة الشرع من كل ما علق به من شوائب، فنحن نعانى من أيديولوجية مريرة تضر بأمن وسلامة المجتمع.

■ فى رأيك، لماذا كثر الحديث مؤخراً عن النقاب؟

- كثر الحديث فى الآونة الأخيرة حول قضية نقاب المرأة، واتسعت شقة الخلاف بين الفقهاء حولها، فذهبت طائفة إلى أقصى اليمين قائلةً بالوجوب، وذهبت الأخرى إلى أقصى اليسار قائلة بأنه بدعة وعادة جاهلية، ولا بد من التأكيد على أن رسالة الأزهر الشريف عالمية من ألف سنة ويزيد، وهى قائمة على نشر الإسلام محلياً وعالمياً بمنهج الوسطية والاعتدال؛ أخذاً من قوله تعالى «ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» الجاثية 18، مما جعله ينال احترام العالم وثقة المسلمين.


مواضيع متعلقة