«الداخل» الأمريكى: عنصرية ضد المسلمين والمهاجرين.. والقضاء على الحريات

09:02 م | السبت 11 يونيو 2016

منذ اللحظة الأولى لعودته للظهور بقوة مع انطلاق سباق الانتخابات التمهيدية فى الولايات المتحدة الأمريكية استعداداً لاختيار مرشح واحد من كل حزب لخوض الانتخابات الرئاسية، تبنى الملياردير الأمريكى دونالد ترامب خطاباً عدائياً تجاه المهاجرين والمسلمين على حد سواء.

العداء الهائل الذى أبداه «ترامب» تجاه المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك، واقتراحاته ببناء جدار عازل لمنع تسلل المكسيكيين إلى الحدود الأمريكية، دفع بعض وسائل الإعلام والمحللين إلى التهكم على سياسات «ترامب»، حتى باتت فكرة وجود هذا الجدار بمثابة مثار للسخرية من «ترامب» وتصريحاته، حتى وصفها موقع «ياهو نيوز» الإخبارى الأمريكى، بأن الولايات المتحدة سيكون لها نصيب من عجائب الدنيا، وهو «سور المكسيك العظيم». ويشير «ياهو نيوز» إلى أنه ليس سراً على أحد أن خطابات «ترامب»، التى تتسم بالكراهية، عززت من حالة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين فى الولايات المتحدة، وهو ما نتج عنه موجة عنف غير معتادة ضد المسلمين والمساجد فى الولايات المتحدة.

{long_qoute_1}

أما صحيفة «ميرور» البريطانية، فتؤكد أن وعود «ترامب» بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة ووقف هجرة المكسيكيين إليها، ستتسبب فى تهجير ما يقرب من 11 مليون مهاجر غير شرعى فى الولايات المتحدة، إضافة إلى أن المسلمين الأثرياء الذين يقضون عطلاتهم فى الولايات المتحدة، سيفضلون حينها قضاءها فى دول أوروبا، وهو ما يعنى أن الولايات المتحدة ستخسر ما يقرب من 600 مليار دولار على مدار 20 عام تقريباً من أموال السياحة. أما فيما يتعلق بقانون الرعاية الصحية، فإن «ميرور» ترى أن «ترامب» سيتجه إلى وقف العمل بالقانون الذى يوفر الرعاية المجانية لملايين الأمريكيين، وهو ما سيجعل الطبقة المتوسطة فى الولايات المتحدة تشعر بويلات أخطاء السياسة الداخلية لـ«ترامب». الملياردير الأمريكى أعرب أيضاً عن رغبته فى التخفيف من القيود التى فرضها الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما على حيازة الأسلحة، وقال «ترامب» إنه من حق كل مواطن أمريكى أن يمتلك سلاحه الخاص الذى يفضله، وهو ما اعتبرته «ميرور» إنذاراً بمدى حجم الجرائم والعنف الذى سيتعرض له الداخل الأمريكى فى حال تولى «ترامب» الرئاسة الأمريكية. لا تتوقف الأزمات التى قد تتعرض لها الولايات المتحدة داخلياً عند حد المسلمين والمهاجرين فقط، حيث إنه على الرغم من حرية الصحافة فى الولايات المتحدة، فإن «ترامب» استطاع أن يقضى على تلك الحرية من خلال استبعاد مراسلين بعينهم من تغطية مؤتمراته الانتخابية، وهو ما اعتبرته مجلة «ميك» الأمريكية بمثابة إشارة إلى ما سينتهجه «ترامب» ضد الإعلام والصحافة، خصوصاً بعد اتهامه لوسائل الإعلام أكثر من مرة بالتغاضى عن حجم الزخم والزحام الذى تحظى به مؤتمراته الانتخابية، والاكتفاء فقط بالتركيز على المظاهرات المعادية له وليست المؤيدة. وأضافت المجلة الأمريكية: «ترامب أظهر كذلك مدى حبه لاستخدام قوة الشرطة ضد المتظاهرين، حيث استغل وحشية الشرطة لمواجهة المتظاهرين المعارضين له، كما تعهد بإعادة الشرطة إلى عصرها الذهبى قبل أن يتم تحديد بعض صلاحياتها.