نقاد عن غياب المسلسلات الدينية في رمضان: "الدولة عايزة كده"

كتب: محمود عباس

نقاد عن غياب المسلسلات الدينية في رمضان: "الدولة عايزة كده"

نقاد عن غياب المسلسلات الدينية في رمضان: "الدولة عايزة كده"

اتهامات كثيرة وجهت للعديد من الجهات حول مسألة اختفاء المسلسلات الدينية، بينها اتهامات لجهات الإنتاج أو أخرى المسؤولين عن الناحية الإخراجية، إضافة إلى توجيه تهمة الاستسهال لكتاب السيناريو بسبب احتياج الأعمال الدينية للمزيد من الجهد في البحث عن الحقائق والتناول الإبداعي.

 

الناقد الفني طارق الشناوي، أكد أن السبب الأول لاختفاء المسلسلات الدينية، هو موروث لدى العديد من القائمين على الدراما المصرية، يتمثل في اعتقادهم بأن أضعف ممثل وأضعف مؤلف ومخرج هم من يتصدون للعمل الديني، معتبرا أن ذلك غير صحيح تماما، وأن المسألة ليست مجرد إجادة لـ"اللغة العربية"، وإنما دراسة للشخصية وطبيعتها والتعمق الجيد في جوانبها.

 

وأكد الشناوي، لـ"الوطن"، أن السبب الثاني هو عدم وجود تفكير إخراجي متطور لدى صناع المسلسلات الدينية، وتعامل البعض معه على أنه خروج للممثل أمام الكاميرا وأداء ما حفظه من جمل دون أي مجهود مصاحب لتنفيذه، وهذا قد يجعل من تسويق هذا النوع من المسلسلات الدينية شيءا مأرقا لمنتجيه، في ظل العديد من المسلسلات الاجتماعية التي تتهافت عليها القنوات الفضائية، ولا تقترب من المسلسلات الدينية ضعيفة المستوى التي يتم إنتاجها في مصر.

 

وأضاف أن الأزهر الشريف يشارك بقدر كبير في مسألة غياب المسلسلات الدينية عن دراما "رمضان"، لتشدده في عملية عدم تجسيد الصحابة وأصحاب السير في الإسلام، وهذا يثني العديد من كتّاب الدراما عن تنفيذ أفكار تتعلق بأعمال دينية خوفا من تعنت الأزهر، رغم تنفيذ مسلسل مثل "عمر بن الخطاب"، وإظهار جميع الخلفاء الراشدين، مع العلم بإنه إنتاج سعودي ينتمي للدولة التي تعتبر أصل المذهب السني.

 

فيما أشار إلى أن إعادة المسلسلات الدينية، بحاجة إلى تغيير الفكر الديني والدرامي في تناول مثل تلك الأعمال، وتصدي كتّاب موهوبين إلى هذا الأمر من أمثال "مريم ناعوم" يغرد خارج السرب ويستقي أفكارا خارج الصندوق، إلى جانب طفرة ملحوظة في عملية الإخراج وإظهار المسلسل بشكل مقنع للمتفرج، فضلا عن ثورة داخل الأزهر على التشدد والممنوعات بدون حجة واضحة.

 

أما الناقدة علا الشافعي، فكانت رؤيتها رافضة لما يتصوره البعض من أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي يغني عن المعلومات والرسائل الوعظية التي يخرج بها المشاهد من المسلسلات الدينية، بل أننا في حاجة إلى مسلسل يجسد شخصية مثل الأمير العادل "عمر بن عبد العزيز"، أو يفقه المسلمين في دينهم، ويظهر سماحة الإسلام بحق مثل "محمد رسول الله".

 

وفي ذات السياق لامت الشافعي، على المنتجين الذين عدم اهتمامهم بمسلسلات رمضان سوى ما وصفته بـ"السبوبة"، التي تحظى بأكبر قدر من الإعلانات ويستطيعون تسويقها أيا كان محتواها وهدفها، علاوة على أن كل قطاعات الدولة شبه نائمة حاليا سواء قطاع الإنتاج أو صوت القاهرة أو مدينة الإنتاج الإعلامي، ولو أن "الفلوس بتطلع في الحاجات والوقت اللي عايزينه".

 

"المسألة تحتاج إلى إيمان حقيقي بدور الفن كقوة ناعمة في المجتمع".. بتلك الكلمات اختتمت الناقدة الفنية علا الشافعي تصريحاتها، مؤكدة أنه لابد من النظر لإنتاج مسلسل ديني بشكل جدي، غير التي تم إنتاجها بطريقة مضحكة في الملابس ومناظر الديكور و"المكياج".

 

أما الفنان محمد رياض، الذي قام ببطولة 3 مسلسلات دينية، أكد أن المشكلة ليست في الممثلين، وإنما أمر اختفاء المسلسلات الدينية يسأل عنه مسؤولي ماسبيرو، مستنكرًا عدم محاولة المسؤولين معالجة ذلك الأمر، رغم توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارا بضرورة تطوير الخطاب الديني، وتغيير الفكر الديني عند العامة، و هو دور الفن باقتدار.


مواضيع متعلقة