تسريب امتحان التربية الدينية قبل بدء اللجان بـ90 دقيقة

تسريب امتحان التربية الدينية قبل بدء اللجان بـ90 دقيقة

تسريب امتحان التربية الدينية قبل بدء اللجان بـ90 دقيقة

فشلت وزارة التربية والتعليم فى التصدى لظاهرة الغش الإلكترونى فى أول أيام امتحانات الثانوية العامة أمس، حيث حقق صاحب صفحة «شاومينج» المفاجأة التى وعد بها الطلاب خلال حواره لـ«الوطن» أمس الأول، ونشر امتحان مادة التربية الدينية قبل بدء الوقت الأصلى للامتحان بنحو 90 دقيقة كاملة، ما استدعى إلغاء الامتحان وإعادته مرة أخرى يوم 29 يونيو الحالى، وإحالة الأمر إلى الجهات المعنية للتحقيق فى الواقعة ومحاسبة المتسببين فيها، كما سربت الصفحة امتحان مادة اللغة العربية بعد مرور الوقت الأصلى بنصف ساعة، وكتب «شاومينج» توقيعاً على الامتحان «إهداء لوزير التربية والتعليم».

وأجمع طلاب الثانوية العامة على سهولة مادة اللغة العربية، بالرغم من طول الأسئلة. و وشهدت مدرسة نبيل فرج بإدارة كرداسة التعليمية تزاحم عشرات الطلاب والأهالى، حول رمضان صبحى لاعب النادى الأهلى، الذى توجه لأداء الامتحان. ومن وجهة نظر خبراء «الحكومة لا تستطيع غلق صفحات مواقع التواصل الاجتماعى التى تسرب أسئلة وأجوبة الامتحانات، بسبب عدم وجود اتفاقية بين الحكومة ومسئولى الموقع»، طبقا لما أكده المهندس عادل عبدالمنعم، الخبير الدولى فى مجال أمن المعلومات.

{long_qoute_1}

تعمّد مؤسس أكبر صفحة للغش الإلكترونى على «فيس بوك» أن يقوم بتسريب امتحان مادة التربية الدينية قبل موعده لإظهار فشل الوزارة فى مواجهة ظاهرة الغش، والرد على كل التهديدات التى ساقها الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم طوال الفترة الماضية من أن «الوزارة مستعدة تماماً للثانوية العامة ولن يكون هناك تسريبات». وضاعفت صفحات الغش الإلكترونى من تحدِّيها للوزارة وتأكيد فشلها فى مواجهة الظاهرة بنشر صورة من ورقة الإجابة النموذجية الخاصة بامتحان مادة اللغة العربية، ما يوحى بأن الامتحان كان بحوزتهم قبل موعده الأصلى، وهو ما تسبب فى صدمة لم تحدث فى الامتحانات السابقة بأن يتم تسريب الإجابات النموذجية.

وقال «شاومينج»، مسرّب امتحان اللغة الدينية، إن الهدف من تسريب الامتحان إظهار الخلل فى المنظومة التعليمية، معتبراً أن امتحان الدين كان الدرس الثانى للوزارة، واصفاً نفسه بأنه «بدأ رسم الطريق لكل طالب مصرى.. شاومينج بيطلع وقت ما الوزارة تبيع أحلامه وتتاجر بيها».

وأضاف فى بيان له: «حان الوقت الذى يجب أن تتغير فيه المنظومة الفاشلة، وأن يتوقف اللعب بأحلام الطلاب، وهدفى باختصار أن يتم الاهتمام بالمدرس وإلغاء التصنيف الطبقى للكليات بإلغاء التنسيق وتفعيل امتحانات القدرات، مع تطوير المناهج الرقمية وإلغاء الاعتماد على الورق ويشمل ذلك الامتحانات كافة، مع إثبات قدرات العقلية المصرية». وقال: «أعدكم بأنه فى حال تنفيذ هذه المطالب سأختفى تماماً وللأبد، وعلى الوزارة أن تدرك أنها لو تساهلت مع أبنائها واحتضنتهم واستوعبتهم لرأت أجيالاً من علماء ومهندسين وأطباء، فإن لم يأتوا الآن لن يأتوا بعد ذلك».

واعتبر بشير حسن، المستشار الإعلامى للوزارة، أن إلغاء امتحان مادة التربية الدينية «يُحسب للوزير» لأنه لم يتم الاستعانة بامتحان بديل عن الامتحان الذى تم تسريبه لأنه مشكوك فيه ومن الممكن أن يكون مسرباً، بالإضافة لأنه لم يكن هناك وقت لطباعته خلال وقت قصير لا تتجاوز مدته نصف ساعة فقط. ومن جانبه تفقّد الوزير سير أعمال امتحانات الثانوية العامة (نظام حديث) بلجنة مدرسة المعصرة الثانوية بنات بإدارة المعصرة التعليمية، ومدرسة طه همام الرسمية للغات بإدارة البساتين ودار السلام، خلال أداء امتحان مادة اللغة العربية. واطمأن الوزير، خلال الجولة، على سير الامتحانات وانتظامها داخل اللجان، كما اطمأن على مستوى الامتحان وعدم وجود أى شكاوى منه.

ووجّه الهلالى رؤساء اللجان بضرورة توفير كل سبل الراحة داخل اللجان حتى يتمكن الطلاب من أداء الامتحانات بكل تركيز، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين أوراق الأسئلة والإجابة. وشدد الوزير على اتباع الإجراءات وتنفيذ التعليمات التى حددتها الوزارة بكل دقة لضمان حسن سير انتظام العمل وانتظامه. وأكد «الهلالى» أن هذه الجولات تأتى من منطلق حرص الوزارة على المتابعة المستمرة للعملية الامتحانية للتأكد من انضباطها وأنها تسير وفق الإجراءات التى حددتها الوزارة. ومن جهة أخرى قام الوزير بمتابعة الامتحانات على مستوى الجمهورية من داخل غرفة العمليات المركزية بالوزارة للاطمئنان على سير إجراءات العمل داخل الغرفة. وأكد الوزير أنه تتم متابعة جميع الامتحانات على مستوى الجمهورية من خلال غرفة العمليات المركزية بديوان عام الوزارة لتقديم الحلول العاجلة والسريعة حال وجود أى مشكلة طارئة خلال فترة انعقاد الامتحان. فيما بدأت نيابة شبرا الخيمة التحقيق مع صاحب صفحة «بالغش اتجمعنا» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» التى يستخدمها فى ترويج امتحانات الثانوية العامة واعترف بتسريب نجله امتحانات الثانوية العامة والأزهرية بـ150 جنيهاً للمادة، و900 جنيه لجميع المواد، وتم التحفظ على المضبوطات. وناقشت الجلسة البرلمانية أمس أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة، وطالب النواب بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق فى واقعة تسريب امتحانى اللغة العربية والتربية الدينية، وذلك على خلفية تقدم عدد من نواب البرلمان ببيانات عاجلة حول الموضوع.

وشهدت الجلسة مشادة بين النائب سليمان وهدان وكيل المجلس الذى ترأس الجلسة أمس وبين الدكتور أحمد سعيد عضو ائتلاف دعم مصر والذى طالب بضرورة عدم مناقشة هذه البيانات فى غياب الوزير المختص. ورد عليه «وهدان» قائلاً: ممثل الحكومة موجود وسيقوم بالرد.. وهو ما رفضه النائب أحمد سعيد قائلاً: أنا مش محتاج ممثل الحكومة، هذا الموضوع يجب مناقشته فى حضور الوزير.. وهو ما رفضه «وهدان». وانتقد الدكتور أحمد سعيد، عضو مجلس النواب، غياب وزير التعليم عن حضور الجلسة العامة قائلاً: «إيه دورنا كنواب، إحنا كده فى مكلمة، فغياب الوزراء سابقة برلمانية ليس لها مثيل».

وطالب النائب سلامة الجوهرى، وزير التربية والتعليم بأن يكون لديه إحساس بالمسئولية ويتقدم باستقالته فوراً من منصبه، مضيفاً: «بعد خمس دقائق من الامتحان ورقة الأسئلة تباع بخمسة جنيهات، وورقة الإجابة بـ30 جنيهاً، هذه حملة ممنهجة داخل الوزارة، هناك أياد خفية تعمل لهدم الدولة، فضلاً عن أن التعليم لدينا فاشل». وطالب النائب خالد عبدالعزيز شعبان بضرورة تشكيل لجنة تقصى حقائق حول تسريب الامتحان، وحضور وزير التربية والتعليم فى البرلمان لاستجلاء المعلومات، وفى الوقت نفسه طالب الوزير بتقديم استقالته كما يحدث فى الدول المحترمة.

وقال النائب عمرو أبواليزيد، «هناك جاسوس وفساد متغلغل داخل الوزارة»، مضيفاً: «إحنا مش كل ما نهاجم مسئول يتقال لنا إننا بنبحث عن مصالح خاصة، لا بد من وقفة لذلك».

وقال النائب مصطفى بكرى: «تسريب الامتحانات مسألة أمن قومى وهناك اختراق داخل وزارة التربية والتعليم، ولا يمكن تحميل الوزير المسئولية وحده.. ونحن مجتمع ينخر فيه السوس وهناك عناصر خائنة انتشرت أيام محمد مرسى وقبل مرسى، والحل مش إننا نشيل وزير، بل لا بد من حل الأمر من جذوره». وطالب النائب الدكتور على المصيلحى بإلغاء امتحانات الثانوية العامة التى تمت فى الفترة الماضية كما حدث عام 1967.

وقال النائب هيثم الحريرى: كيف يمكن المساواة بين طالب فاشل وطالب اجتهد وأسر بذلت قصارى جهدها؟ لافتاً إلى أنه لا توجد دولة فى العالم وعلى مدار ثلاث سنوات يتم تسريب امتحانات الثانوية العامة بها، وطالب بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق فى هذا الأمر وعرضه على الرأى العام. وقال النائب جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم، إن اللجنة ناقشت مع وزير التربية والتعليم منظومة منع تسريب امتحانات الثانوية العامة وظاهرة الغش. وقال: «إننا أمام مسألة تحتاج إلى استدعاء الوزير المختص لمساءلته»، ووصف ما حدث «بالإهمال الجسيم».

وأكد النائب أكمل قرطام أن الحكومة عليها أن تتقدم بسياسة واضحة حول تطوير التعليم فى مصر. وقال إن ظاهرة الغش فى مصر ليست مشكلة اختراق ولكن أخلاق. وقال النائب ياسين عبدالصبور: «نحن نتعرض لمخطط، فمصدر تسريب الامتحانات من تركيا». وطالب «عبدالصبور» بتطهير مديريات التربية والتعليم مما وصفه بفلول الإخوان، فضلاً عن ضرورة إقالة المشاركين فى وضع الامتحانات.

وقرر المجلس إحالة الموضوع إلى لجنتَى التعليم والدفاع والأمن القومى لمناقشته وإعداد تقرير حوله.


مواضيع متعلقة