دبلوماسيون: وضع الولايات المتحدة أمام مسئوليتها

كتب: بهاء الدين عياد

دبلوماسيون: وضع الولايات المتحدة أمام مسئوليتها

دبلوماسيون: وضع الولايات المتحدة أمام مسئوليتها

اعتبر دبلوماسيون أن ما جاء فى حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، تضمّن رسائل مهمة إلى الخارج، رغم كونه موجهاً بالأساس إلى الداخل المصرى، موضّحين أن رسائل الرئيس ركّزت على إظهار صورة مصر كدولة مسئولة ودولة مؤسسات قادرة على البناء والتنمية ومكافحة الفساد واحترام حقوق الإنسان وإقامة علاقات متوازنة مع العالم.

{long_qoute_1}

وخلص السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الرئيس وجّه رسائل محدّدة إلى الخارج، حتى بدا فى شكلها الظاهرى أنها موجّهة إلى الداخل. وأضاف لـ«الوطن»: الرئيس وجّه حديثه إلى الخارج لتعزيز الثقة فى مصر، وتحسين صورتها. وأوضح أن مصر فى مرحلة إعادة بناء الدولة وأننا قطعنا شوطاً كبيراً فيها، وأصبحنا دولة مؤسسات، ورئيس الجمهورية يعمل ضمن هذه المؤسسات، والسياسة الخارجية تعتمد على استقلال القرار المصرى دون مواجهات أو الإضرار بمصالح الغير، وبالنسبة لحقوق الإنسان، لدينا مفهوم أكثر شمولية عن مفهوم حقوق الإنسان التى يقصرها البعض فى البعد السياسى، وأن الأوضاع الحالية فى مصر تتطلب وضوح الرؤية والأولويات، وخصّ الرئيس، فى حديثه عن العلاقات الخارجية، دولة بعينها، وهى الولايات المتحدة، كدولة عظمى، ووضع واشنطن أمام مسئوليتها فى دفع عملية السلام بالشرق الأوسط.

وقالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس خاطب الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، بخصوص عملية السلام وإعادة تشكيل العلاقات مع الولايات المتحدة. وأعرب عن تقدير مصر للدول الأوروبية التى قدّمت مساعدات اقتصادية وصفقات عسكرية، خاصة فرنسا، ومبادرتها لحل القضية الفلسطينية، وحاول توضيح الكثير من الجوانب المتعلقة بحرية الرأى والتعبير فى مصر.

وأكدت «علام» أن الرئيس يحاول أن يُشكّل صورة لمصر باعتبارها دولة مسئولة داخلياً وخارجياً، خصوصاً إقليمياً، وترسيخ أركان الدولة، وتأكيد هذا المفهوم لدى الآخرين. واعتبرت أن الاهتمامات الحياتية والشئون الداخلية كانت أكثر أولوية لديه من الأوضاع الخارجية، رغم أن المواطنين لم يشعروا بعد بنتاج الجهود الكبيرة التى تحقّقت داخلياً، لذلك لا بد من وجود حملات للإعلام لإظهار التغيير، وجهود الحكومة لمواجهة ارتفاع الأسعار «الرهيب».

وأوضحت أن الرئيس حرص على تأكيد أن العلاقات الخارجية المصرية تنوّعت. ولفت النظر إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تستمر كما كانت لعقود، حيث استخدم كلمة أدبيات العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة خلال الثلاثين عاماً الماضية، وأضافت: «هناك تطور جديد فى العلاقات مع الولايات المتحدة بالذات، ولا بد من إعادة الدراسة السريعة للعلاقات مع واشنطن، فى ظل الانتخابات الأمريكية التى أخذت شكلاً غير عادى لأول مرة فى تاريخ الانتخابات الأمريكية فى القرن الواحد والعشرين، نتيجة الصدام فى الرُّؤى مع المرشحين، ولا بد للمؤسسات المعنية فى مصر أن تعيد دراسة وتنظير ما تحدّث عنه الرئيس حول أدبيات العلاقات المصرية - الأمريكية، فلم يعد من الممكن أن نظل متمسكين بها».

أما فى ما يتعلق بطرح الرئيس مفهوم «امتلاك القدرة»، أوضحت «علام» أن المفهوم عامّ وشامل يرتبط بالقدرة الاقتصادية والقدرة على اتخاذ القرار ومكافحة الفساد، والقدرة العسكرية والتسليح، بغرض الردع وعدم إتاحة الفرصة لصراعات جديدة.


مواضيع متعلقة