أقدم بائع فوانيس يتراجع عن مهنته: مش جايبة همّها

كتب: سهاد الخضرى

أقدم بائع فوانيس يتراجع عن مهنته: مش جايبة همّها

أقدم بائع فوانيس يتراجع عن مهنته: مش جايبة همّها

بعد 50 عاماً من العمل فى بيع الفوانيس، قرر الحاج حافظ محمد النجيرى، أقدم بائع فوانيس فى محافظة دمياط، التخلى عن هذه المهنة لأول مرة منذ بدأ مشواره فيها شاباً، جلس الرجل السبعينى فى محله بشارع المراغى فى سوق التجارى، يرشف قهوته ويستمع لأغانى رمضان القديمة مقلّباً فى دفتر ذكرياته: «خلاص المهنة ماعدتش جايبة همها، أكثر من نصف قرن قضيتهم فى بيع الفوانيس الشمع والكهرباء والسنة دى قررت أسيب المهنة خالص، بسبب ارتفاع الأسعار المبالغ فيه»، أكد «النجيرى» أن الأسعار زادت بنسبة تتراوح بين ٥٠ و٢٠٠٪ فى الوقت الذى يدبر فيه المواطن قوت يومه بالكاد.

يرجع «النجيرى» أسباب ارتفاع أسعار الفوانيس إلى ارتفاع الجمارك على السلع المستوردة بنسبة بلغت ٢٠٠٪، إلى جانب تحكم التجار، وهو ما دفع العديد من بائعى الفوانيس وهو منهم إلى التوقف عن المهنة وبيع أى سلعة أخرى، حيث لم يتبق من بائعى الفوانيس سوى ٥٠ بائعاً فى مختلف أنحاء المحافظة ويتركزون فى مناطق الشهابية وسوق التجارى والشرباصى وسوق الحسبة.

بدأ «النجيرى» العمل فى بيع الفوانيس منذ 50 عاماً، بدأها بالفانوس المصنوع من الزجاج ثم الصفيح الذى يتوسطه حامل، والذى كان مصدر بهجة للأطفال، وعمل أيضاً فى الفانوس المصنوع من الحجارة والذى لاقى إقبالاً فى الثمانينات، ثم الفانوس الصينى الذى كان مصدر إبهار للمواطنين خاصة رسوماته وألوانه. وحسب «النجيرى»، فإن الرومان هم أول من أدخلوا الفانوس لمصر عن طريق الفوانيس التى كانوا يستخدمونها فى المراكب لإنارة الطريق للبحارة ثم سرعان ما قام الفاطميون بنشر الفكرة خاصة فى منطقة الجمالية، أكبر مناطق بيع الفوانيس وتصنيعها بمصر.

وطالب «النجيرى» المسئولين بالتدخل والرقابة على التجار وخفض الرسوم الجمركية على مستلزمات صناعة الفوانيس لعودة المهنة كما كانت.


مواضيع متعلقة