بعد ارتفاع أسعاره.. الحاج ناصر يرفض شراء الدواء: "خليني أموت زي مراتي"

كتب: مها طايع

بعد ارتفاع أسعاره.. الحاج ناصر يرفض شراء الدواء: "خليني أموت زي مراتي"

بعد ارتفاع أسعاره.. الحاج ناصر يرفض شراء الدواء: "خليني أموت زي مراتي"

ينزوي في أحد أركان مستشفى المنيرة العام بمنطقة السيدة زينب، مُنكس الرأس، كأنه يحمل تلالًا من الهموم، ولا يرفعه سوى لرد السلام على الدكاترة والممرضين، فتدرك حينها أنه ضمن العاملين بالمستشفى، حيث إنه يقضي أغلب ساعات يومه في سبيل الحصول على الأدوية بأسعار مخفضة نسبيًا من خلال صيدليات المستشفى، إلا أنه منذ غلاء أسعار الدواء لم يحصل على حصته من العلاج، نظرًا لارتفاع أسعارها.

لم ينسَ ناصر رشاد (54 عامًا) الحجرة التي رحلت فيها زوجته عن عالمه منذ عدة أشهر، فيجلس أمام آخر مكان ظلت فيه زوجته قبل أن تتوفى بسرطان المستقيم، حيث لم يستطع إسعافها نظرًا لارتفاع أسعار الحقن اليومية التي كانت تتلقاها للشفاء، ليقول: "إزاي بقى يغلوا علينا العلاج وأنا حتى شوفت مراتي بتموت قدام عيني ومعيش فلوس أجبلها الحقن.. وسابتلي 3 أولاد"، موضحا أنه لم يشترِ دواءه الخاص بمرض الصراع والجلطة الدماغية، التي يعاني منهما منذ عام 2013.

معاشه لم يتعدَ الـ800 جنيه، في نظير ذلك يتكبد ما يقرب من 605 جنيهات لأدويته الشهرية، حيث قال إنه يتلقى علاج "كلوبيكس" بـ60 جنيها، وذلك علاجا لمنع السكتات الدماغية ونوبات القلب، حيث وصل سعر "الأسبرين" بدل من 2 جنيه أصبح بـ3 جنيهات، وعلاج "الرويثان" ارتفع من 17 جنيها أصبح بـ19.5 جنيه، وعلاجه الخاص بالصرع "تيجريتول" الذي أصبح بـ20 جنيها بدلا من 18 جنيه، موضحا أنه يتلقى بعض الأدوية الخاصة بالقلب والصرع والتي ينقص سعرها عن الـ30 جنيها فتزيد 20% على سعرها إضافيا عقب قرار مجلس الوزراء بزيادة أسعار الأدوية التي يقل سعرها عن 30 جنيها بنسبة 20% الباب من جديد للجدل حول سوق الأدوية في مصر فالحكومة تؤكد أنها اتخذت القرار لتعاود الشركات المنتجة.

الاتكاء على الله، وانتظار النصيب، ذلك رد الفعل الذي اتبعه الحاج ناصر عقب علمه بقرار رفع أسعار الدواء، قائلا: "أنا أمانة الله في الأرض.. وربنا يتصرف فينا بقى زي ما هو عايز.. محدش هياخد أكتر من نصيبه"، ليضيف أنه لم يلجأ إلى العلاج على نفقة الدولة، نظرًا لحصوله على المعاش الاجتماعي 750 جنيها، حيث خرج مبكرًا عقب إصابته بالجلطة الدماغية منذ عام 2000، حيث أثرت على ذراعه فأصبحت ساكنة، علاوة على عينه اليسرى التي انعدمت الرؤية بها، الأمر الذي جعله يوفر نفقات العلاج الزائدة في سبيل الإنفاق على أبنائه الثلاثة الذي تركتهم له زوجته.

فبعد أن تركته زوجته عقب موتها، لم يطمح الحاج ناصر سوى بتلقي العلاج، لكي يُساند أبناءه في مواجهة نفقات الحياة اليومية، إلا أن غلاء أسعار الدواء، كأدت أن تكون بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير"، فترك جسده المريض لله، لتوفير الأموال لحياة أفضل لأبنائه الصغار.


مواضيع متعلقة