«السيسى» لـ«رئيس وزراء المجر»: المصريون لديهم إرادة لتحقيق «التنمية الشاملة».. وعازمون على دعم الشراكة

كتب: سماح حسن

«السيسى» لـ«رئيس وزراء المجر»: المصريون لديهم إرادة لتحقيق «التنمية الشاملة».. وعازمون على دعم الشراكة

«السيسى» لـ«رئيس وزراء المجر»: المصريون لديهم إرادة لتحقيق «التنمية الشاملة».. وعازمون على دعم الشراكة

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفيكتور أوروبان، رئيس وزراء المجر، قمة مصرية - مجرية، أمس تضمّنت جلسة مباحثات ثنائية ثم موسّعة، بحضور وفدى البلدين. {left_qoute_1}

واستهل «السيسى»، كلمته خلال مؤتمر مشترك بالترحيب برئيس وزراء المجر فى مصر، ضيفاً عزيزاً عليها، كما رحّب بالوفد المرافق له، الذى يضم الكثير من الوزراء وكبار المسئولين ورجال الأعمال المجريين، وهو ما يعكس حجم اهتمام المجر بدعم وتطوير العلاقات مع مصر والسعى للارتقاء بهذه العلاقات، وهو اهتمام متبادَل، حيث تتطلع مصر إلى العمل الوثيق مع الجانب المجرى خلال الفترة المقبلة، لترجمة جهود الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى نتائج عملية ملموسة، على صعيد التعاون المشترك بين بلدينا الصديقين. وأضاف الرئيس: لقد استعرضتُ خلال المباحثات مع رئيس الوزراء المجرى مختلف سُبل تطوير العلاقات بين البلدين فى عدد من المجالات، ومن خلال مشروعات مُحدّدة، ستكون محل متابعة من مسئولى البلدين فى الفترة المقبلة، بما يُسهم فى تحقيق نقلة نوعية كبيرة فى العلاقات، ويعكس الصداقة الممتدة بين البلدين ويبنى على ميراث تاريخى طويل من التعاون البنّاء فى مختلف المجالات، مدعوماً بفرص اقتصادية واستثمارية واعدة فى إطار تنفيذ مصر خطة تنموية مستقبلية طموحة، وتناولت مباحثاتنا التطورات فى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، حيث توافقنا فى الرؤى على أهمية الاستمرار فى التشاور على جميع المستويات الرسمية لتنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الكبيرة التى تواجهنا، كما تبادلنا الآراء مع رئيس الوزراء حول عدد من القضايا الإقليمية الملحة والمؤثرة على الاستقرار والأمن فى منطقتىّ الشرق الأوسط وأوروبا، وعلى رأسها الأزمة السورية، والأوضاع فى ليبيا، بما فى ذلك جهودنا، للمساهمة فى عودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق. وتابع «السيسى»: تناولت المباحثات رؤيتنا لمواجهة خطر الإرهاب والتطرُّف، باعتبارهما التحدى الأساسى، الذى يواجه تطلعات شعوب المنطقة لمستقبل أفضل، كما تطرّقت إلى عدد من التحديات المشتركة، وفى مقدمتها ظاهرة الهجرة غير الشرعية وسُبل مكافحتها، حيث أكدتُ فى هذا الصدد أهمية البُعد التنموى فى معالجتها، وأهمية القضاء على أسبابها الأساسية بتضافُر الجهود الدولية للتوصُّل إلى تسويات سياسية لأزمات عدد من دول المنطقة، بما يُحافظ على وحدتها الإقليمية.

وقال: استعرضتُ خلال المباحثات تطورات الأوضاع على الساحة المصرية، لا سيما على صعيد عملية التحول الديمقراطى والإصلاح الاقتصادى، حيث أكدتُ إرادة الشعب فى تحقيق التنمية الشاملة على جميع الأصعدة. وأود أن أُعرب عن تقديرى لما لمسته من اهتمام دولة المجر الصديقة بالمشاركة فى عملية التنمية الجارية بمصر، بتكثيف العمل المشترك وتعزيز علاقات التجارة والاستثمار، بما يُحقق المصلحة المشتركة للشعبين. واختتم الرئيس بتأكيده لرئيس وزراء المجر، عزمه على مواصلة العمل بكل قوة خلال الفترة المقبلة، لتعزيز وتفعيل جميع أوجه الشراكة. وتقدّم «أوروبان»، خلال كلمته، بعزاء الحكومة المجرية والشعب لأقارب ضحايا حادث الطائرة المنكوبة، وأن زيارته إلى مصر جاءت تقديراً للرئيس، ولدوره، لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وأوروبا. وأكد أن نجاح الرئيس المصرى يصب فى مصلحة أوروبا والمجر، مشيراً إلى أن هناك صداقةً قديمةً بين البلدين، وكانت كل دولة تدعم الأخرى فى المحافل الدولية ومشاركتهما فى تدريب طلاب وتخريجهم، موضحاً أن العلاقات التى امتدت خلال 70 عاماً لم تشُبها أى خلافات، معرباً عن شكر المجر للخطوات التى يتخذها الرئيس. وأشار إلى أن التعاون بين مصر والمجر يضم 3 نقاط مهمة هى التعاون فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب الذى يُهدد الجميع، والتعاون فى مجال الاقتصاد، مشيراً إلى أن هناك اقتصاداً جديداً خيّم على العالم، وعلى مصر والمجر أن تحتلا مركزهما فى العالم الاقتصادى الجديد.

وأوضح رئيس الوزراء المجرى أنه تم التوافق حول أهمية استقرار ليبيا، باعتبارها مسألة محورية للمجر والاتحاد الأوروبى، مشيراً إلى أن الدولتين ستعملان جدياً، لوجود حكومة موحّدة، وإيقاف الدعم المادى والعسكرى للجماعات المتطرّفة، ودعم الجيش الليبى، منوهاً بأن ملف مكافحة الإرهاب يُعد من أهم الملفات التى سيتم التعاون فيها بين الدولتين بالمستقبل. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على التعاون الاقتصادى، وأنه سيتم مضاعفة التبادل التجارى بين البلدين وبين المؤسسات والشركات، مضيفاً أنه حضر إلى مصر بوفد يضم أكثر من 70 شركة مجرية، لمناقشة فرص الاستثمار بمصر، وأنه تم الاتفاق على التعاون فى المجال الزراعى، معرباً عن سعادته بالمشروعات القومية الجديدة بمصر، كما تم الاتفاق على تقديم الخبرات المجرية فى مجال تحديث عربات القطارات. وقال: «نحن بلد لا يملك تاريخاً إمبريالياً، ولا نعيش على حساب دول غيرنا، ولا نقوم بمشروع فى مصر لا يتناسب مع التطلعات المصرية»، معرباً عن تهنئته لمصر بمناسبة بناء أول مفاعل نووى، وأنه اقترح على الرئيس مساهمة الخبراء المجريين فى تأهيل خبراء مصريين لتشغيل المفاعل، خصوصاً أن المجر تقوم حالياً ببناء مفاعل نووى جديد. وأضاف «أوروبان»، أنه تم الاتفاق على التعاون فى مجال معالجة المياه، وأنه اقترح على الرئيس الاستفادة من الخبرات المجرية فى تشغيل أنظمة معالجة المياه والصرف، منوهاً بأن المستقبل هو الشباب، مضيفاً أن الصداقة المستدامة بين البلدين يجب أن تقوم على دعم التعاون فى هذا القطاع، وأنه تم الاتفاق على تقديم 100 منحة تعليمية للطلاب المصريين واستعداد بلاده لزيادتها، إضافة إلى إرسال طلاب مجريين للتعلم فى مصر. وأشار إلى أن المفاوضات مع «السيسى» كانت بنّاءة للغاية، مضيفاً أنه استفاد بشكل كبير من استماعه إلى الرئيس فى ما يخص الأحداث بالمنطقة.

وشهد «السيسى» و«أوروبان» توقيع 5 مذكرات تفاهم وخطابات نوايا بين مصر والمجر، حيث وقّعت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، رئيسة اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى، مذكرة تفاهم بين حكومتى مصر ودولة المجر، فى التعاون الاقتصادى، ووقّع عن الجانب المجرى، وزير الخارجية والتجارة بيتر زيجارتو.

ووقّعت «نصر»، وكل من عمرو الجارحى، وزير المالية، والدكتور جلال السعيد، وزير النقل، خطاب نوايا مع الجانب المجرى، يشمل إطار التعاون مع «اكسيم بنك المجرى»، لتمويل شراء 700 عربة قطار، ووقّع عن الجانب المجرى، زولتان اربان، رئيس أكسيم بنك المجرى. وقالت إنه فى إطار مذكرة التفاهم سيتم التعاون فى عدد من المجالات، أبرزها الصرف الصحى والصوب الزراعية ومحطات معالجة المياه. وأشارت إلى أن الجانب المجرى سيتولى تمويل وتوريد 700 عربة قطار، لصالح هيئة سكك حديد مصر ويبلغ إجمالى الاتفاق مليار يورو، تنقسم إلى 900 مليون يورو، لتمويل شراء العربات، إضافة إلى منحة تُقدّر بـ100 مليون يورو.

 


مواضيع متعلقة