المفتى الشرعى لـ«سُنَّة العراق»: ما يحدث فى «الفلوجة» حرب طائفية بامتياز.. و«الحشد الشعبى» و«داعش» يذبحان السنة

كتب: محمد حسن عامر

المفتى الشرعى لـ«سُنَّة العراق»: ما يحدث فى «الفلوجة» حرب طائفية بامتياز.. و«الحشد الشعبى» و«داعش» يذبحان السنة

المفتى الشرعى لـ«سُنَّة العراق»: ما يحدث فى «الفلوجة» حرب طائفية بامتياز.. و«الحشد الشعبى» و«داعش» يذبحان السنة

قال مفتى أهل السنة والجماعة الشرعى للعراق الدكتور رافع الرفاعى، إن هناك تبادلاً للأدوار بين ميليشيات «الحشد الشعبى» وتنظيم داعش الإرهابى لقتل وذبح السنة فى العراق وسوريا وغيرهما.

{long_qoute_1}

وأضاف الرفاعى فى حوار لـ«الوطن» أن المعركة الجارية فى «الفلوجة» حالياً حرب طائفية بإمتياز وأن إيران تخطط لضم العراق إلى إمبراطوريتها الفارسية، بالتعاون مع جهات داخلية، ووضعت خطة لتهجير سنة العراق، ودفعت بالفرس والأفغان إلى البلاد وأقامت لهم معسكرات التدريب لنقلهم إلى سوريا، مشيراً إلى أن الإيرانيين كانوا يريدون إعادة الدولة الفاطمية إلى مصر فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، لكن الأزهر الشريف درع مصر الحصين منع ذلك.وإلى نص الحوار:

■ فضيلة المفتى، ما الذى يجرى فى «الفلوجة» الآن؟

- الذى يحصل فى «الفلوجة» الآن حرب طائفية بامتياز، جمعت الميليشيات الطائفية التابعة لقاسم سليمانى (قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى) كلها فى مدينة «الفلوجة»، وأرسل «خامنئى» (على خامنئى مرشد إيران) هذه الميليشيات التى توحّدت على الحقد الطائفى، وأعلنوا حقدهم ذلك تجاه أبناء «الفلوجة»، فقبل بدء معركتهم قالوا إنها «رأس الأفعى»، وقالوا إنها «ورم خبيث يجب استئصاله». {left_qoute_1}

■ تداولت تقارير إخبارية قيام تلك القوات، خصوصاً «الحشد الشعبى»، بأعمال سلب ونهب فى «الفلوجة»، فما حقيقة ذلك؟

- نعم هذا هو ما حدث، وبناءً على ما قلته فى ردّى على السؤال السابق، حين دخلت تلك الميليشيات إلى بعض المناطق فى أطراف «الفلوجة»، مثل مدينة «الكرمة»، اعتقلوا الشباب، وذبحوا 17 شاباً بالسكين ووضعوهم فى «طشت غسيل» ونشروا تسجيلاً لذلك، وهناك 73 شاباً لا نعرف مصيرهم كذلك، هدموا المساجد، كل المساجد التى يقابلونها يهدمونها، ثم دخلوا بسيارات كبيرة وسرقوا المنازل وأثاثها وممتلكاتها، ثم قاموا بحرقها.

■ لكن القوات الحكومية والميليشيات الداعمة لها تقول إنها تتحرك لتحرير المدينة من سيطرة «داعش»، ما موقفك من ذلك؟

- وهل نُخرج «داعش» من «الفلوجة» ونأتى بالميليشيات الطائفية؟ هل نُخرج مُجرماً ونأتى بمجرم أكثر جُرماً منه؟ فى الحقيقة أنه إذا قُورنت جرائم تنظيم داعش بجرائم الميليشيات فى «الفلوجة»، فإن جرائم الميليشيات تفوق جرائم «داعش» آلاف المرات.

■ ربما يفهم ذلك بأنك تدافع عن «داعش»، فما ردك؟

- أنا أقول الحقيقة، ولا أدافع عن أى تنظيم، «داعش» لا يقتل إلا من يُعلن العداء له فقط، إنما هؤلاء الميليشيات والقوات الحكومية أتوا بالطائفية، ويريدون إبادة جميع أهل «الفلوجة»، الدواعش أجرموا بحق الناس، لكن جرم الميليشيات أكبر بكثير من جرائم «داعش»، وما يجرى الآن فى «الفلوجة» يؤكد أن من يحكم العراق حالياً لا يمكن أن يكونوا حكومة.

■ فى رأيك، ما الذى تقوله للدول العربية والإسلامية تجاه تلك الأحداث التى وصفتها فى «الفلوجة»؟

- على الأمة الإسلامية والعربية أن ينظروا إلى ما يحدث فى «الفلوجة»، هذه المدينة التى حُوصرت لـ6 أشهر، المسلمون يُقتلون فيها على أيدى ميليشيات قاسم سليمانى، هل يقبل المسلمون والعرب بذلك؟ لماذا لا تتوحّد الدول العربية وتكوّن جيشاً عربياً يطرد «داعش» وغيره؟ لماذا يتركون المجال للفرس وميليشياتهم الطائفية للقيام بهذه الأمور؟

{long_qoute_2}

■ فضيلة المفتى، كيف تصف الأوضاع حالياً فى العراق؟

- الحقيقة أن العملية السياسية التى أتى بها المحتل الأمريكى منذ غزو العراق فى 2003 فى تنازل وتراجع مستمر، إلى أن وصلنا إلى المرحلة التى نحن عليها الآن التى لا يحسد عليها العراق، وأعضاء الحكومة العراقية هم مجموعة من «اللصوص والقتلة والميليشيات» التى لا شغل لديها إلا نهب الأموال وإراقة الدماء والفساد، ليس العراق الآن هو العراق الذى كان ينظر إليه بموضع الإعزاز والإكبار، وإنما تحول إلى مرتع للأجندات الدولية، ومن يحكمون الآن ما هم إلا أذناب لأسيادهم فى الخارج، فى البداية نصبهم الأمريكان على حكم العراق ورعاهم فى ذلك، ثم تسلمت إيران العراق على طبق من ذهب، ومن يحكم العراق الآن هم الميليشيات التى تقتل الأبرياء وتحرق المساجد والمنازل الآمنة، والقضاء العراقى الحالى قضاء فاسد بكل ما تعنيه كلمة «فاسد»، فهناك آلاف السجناء الأبرياء فى السجون العراقية حالياً.

■ هل هناك بالفعل «عمليات تهجير» للسنة من أماكن وجودهم فى العراق؟

- نعم، هذا هو ما يحدث، وذلك ضمن خطة لتغيير ديموجرافيا العراق، وإيران هى التى وضعت هذه الخطة بالتعاون مع جهات داخلية فى العراق، ولننظر مثلاً إلى محافظة «ديالى» خاصرة العراق أقرب نقطة إلى «بغداد» فقد هُجّر أهلها، وهذه المدينة كانت تسمى لدى العراقيين «مدينة البرتقال»، لأنها كانت معروفة بالزراعة لدى العراقيين، المدينة الآن أصبحت بائسة، والميليشيات الشيعية استولت على الإدارة فى المدينة، والميليشيات التابعة للحرس الثورى الإيرانى التى يقودها هادى العامرى، الأمين العام لمنظمة «بدر»، هى التى استولت على المدينة الآن، وهى ذاتها الميليشيات التى نزلت إلى الشوارع بعد أن دخل المتظاهرون مجلس النواب واقتحموه، وهم الآن من يقومون بعمليات التفجير والقتل بعد أن استعر الخلاف بينهم وبين جماعة مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعى البارز، والأبرياء هم الضحايا لهؤلاء. {left_qoute_2}

■ قيل إن إيران تدفع أعداداً كبيرة من الفرس والأفغان لدخول العراق بهدف تغيير هويته العربية.. ما حقيقة ذلك؟

- نعم، هذا هو ما يحدث، وهؤلاء دخلوا من الحدود الإيرانية العراقية مجموعة واحدة، عدا الذين لا نراهم، تشكل نحو 500 ألف شخص دخلوا العراق بحجة «الزيارة الأربعينية»، دون جوازات سفر أو أى شىء يثبت هويتهم، واقتحموا الحدود وهدموا الأسوار واعتدوا على أمن وموظفى الحدود، والحكومة العراقية خرجت وقالت إنه لا يمكن منعهم، لأنهم زوار، هذه هى الأعداد التى دخلت وكان لا يمكن إنكارها لكثرتهم، إلى جانب الأعداد الأخرى التى تدخل ولا نراها.

■ وأين تذهب كل هذه الأعداد؟ وهل كلهم إيرانيون؟

- هؤلاء أقيمت لهم معسكرات لتدريبهم على الأعمال القتالية، والمعسكرات تقام بين مدينتى «الحلة» و«كربلاء»، حيث يتم تدريبهم فى تلك المعسكرات على العمليات القتالية، ثم يتم نقلهم من العراق إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام السورى ومع باقى الميليشيات الشيعية الإرهابية التابعة لإيران فى سوريا، وأغلب هؤلاء من الأفغان الشيعة.

■ «الحشد الشعبى» يقول إنه يحارب تنظيم «داعش» وفى الوقت ذاته هناك تقارير عن جرائم يرتكبها فما حقيقة ذلك؟

- ما يعرف بـ«الحشد الشعبى» هو تنظيم مسلح أفتت به المرجعية الشيعية فى النجف، لإعطاء الشرعية لهذه الميليشيات الإجرامية التى شاع فسادها، وأعدادها كبيرة فلدينا أكثر من 60 ميليشيا شيعية كبيرة، وكل ميليشيا بها عشرات الآلاف، كان نورى المالكى، رئيس الوزراء العراقى السابق، يظن أنه يؤدب أهل «الموصل» ففتح المجال أمام تنظيم «داعش» الإرهابى وسحب قواته من «الموصل» أمام ذلك التنظيم، وكان يريد من بعدها عودة تلك القوات ومعها الميليشيات لتأديب أهل «الموصل» وحرق الأخضر واليابس، لكنه هزم هزيمة نكراء، «السيستانى» المرجع الشيعى الأعلى فى النجف، أفتى بـ«الجهاد الكفائى»، فأتت الميليشيات التى تجمعت وسميت بـ«الحشد الشعبى»، تحت مزاعم محاربة «داعش».

■ ومن يدير هذا «الحشد الشعبى»؟

- هذه الميليشيات يديرها فعلياً قاسم سليمانى، قائد «فيلق القدس» فى الحرس الثورى الإيرانى، ولا أحد فى الدولة العراقية لا رئيس وزراء ولا رئيس دولة ولا وزير للدفاع يستطيع أن يملى أمراً واحداً على أقل فرد فى «الحشد الشعبى»، وإنما أميرهم ومرجعيتهم هى للولى الفقيه فى إيران على خامنئى، وهؤلاء يستحلون الدماء والأعراض والأراضى، وينتهكون حرمة المسلمين، ميليشيات «الحشد الشعبى» كل الجرائم التى ارتكبت فى العالم ارتكبتها فى العراق، هذا حشد طائفى مقيت لا يحارب «داعش» وإنما يستهدف أهل السنة والجماعة، وكل من يعارضهم يعتبرونه «داعشياً»، والتنظيم بالنسبة لهم مجرد شماعة كما كانت «القاعدة» من قبل شماعة لهم.

{long_qoute_3}

■ ولهذا طلب السنة الحماية من «مجلس الأمن الدولى» بعد أحداث «المقدادية» فى «ديالى»، ما الذى حدث فى هذا؟

- وما الذى سيفعله «مجلس الأمن» و«الأمم المتحدة» للعراق؟ ومن قبل قلت لمبعوث المنظمة الدولية إلى العراق: ما الذى فعلته بوجودك فى العراق على مر السنوات الماضية غير التعبير عن القلق؟ كما قلت له أنت شاهد زور على أعمال تلك الحكومة الظالمة، وقد أظهرت للأزهر الشريف هذه الحقائق، وبعد ذلك أرسلوا لنا المبعوث الجديد «ملادينوف»، فلما أرسلوه قلت لهم أخشى أن يصبح «مُلا دينوف» وليس «ملادينوف»، (المُلا هو رجل الدين بالفارسية) الذى قيل إنه رجل مهنى، ولكن عندما يصل هؤلاء إلى العراق يذهبون إلى المرجعية فى «النجف»، ويذهبون إلى العتبات المقدسة مثلهم مثل الزوار الشيعة ويعقدون الاتفاقات. «الأمم المتحدة» و«مجلس الأمن» والمجتمع الدولى كله بيد الولايات المتحدة الأمريكية، الولايات المتحدة التى سلمت البلد ولا تريد إلا إعمال «الفوضى الخلاقة».

■ إلى أى مدى الحكومة العراقية الحالية متورطة فى هذه الأعمال؟

- «الحشد الشعبى» كما أسلفت من قوات منظمة «بدر»، ومنظمة «بدر» مشاركة فى العملية السياسية، هى جزء من التحالف الشيعى الذى يحكم العراق، ضمن جماعة نورى المالكى و«ائتلاف دولة القانون»، ووزير الداخلية العراقى منهم، كل مسئولى الحكومة العراقية ضالعون فى هذه الجرائم، ولا يستطيع أى مسئول منهم أن يتحدث بأى كلمة مع أصغر فرد فى «الحشد» فهم ولاؤهم للولى الفقيه فى إيران.

■ لكن قادة «الحشد الشعبى» وعناصره يقولون إنهم يحاربون تنظيم «داعش»؟

- هم لا يقومون بذلك من الأساس، لأنهم مجموعة من الرعاع واللصوص والقتلة والمجرمين، ولولا القصف الأمريكى ما كانوا ليدخلوا أى منطقة، فهم لم يدخلوا مثلاً «تكريت» إلا بعد القصف الأمريكى، ولم يأسروا «داعشياً» واحداً أو يقتلوا واحداً، ظلوا لثلاثة أشهر عند «تكريت» ولم يدخلوها إلا عندما تدخل الأمريكان. {left_qoute_3}

■ وهل تقتصر أعمال الحشد الشعبى والميليشيات فى العراق على السنة فقط أم كل من يخالف أو يرفض التدخل الإيرانى؟

- نعم، فـ«الحشد الشعبى» بالأساس تركيبته طائفية، وهم يستهدفون كل من فى قلبه إنسانية ويستهدفون كل مسلم حقيقى أصيل وكل عربى وكل وطنى، وبالتالى فإن أعمالهم تستهدف كل هؤلاء.

■ العراق يعانى من «جرائم الحشد الشعبى» كما قلت، ومن تنظيم «داعش» الإرهابى، فهل هناك فى العراق من يفضل أحدهما على الآخر؟

- لعنة الله عليهم جميعاً: «داعش والحشد الشعبى»، ما الذى فعله «داعش» وما الذى فعله «الحشد الشعبى» دخلوا المناطق والمدن فقتلوا وحرقوا وخربوا وسرقوا ونهبوا، 80% من المناطق التى دخلوها أصبحت مجرد صور، بعد الدمار والتهجير وقتل الناس الأبرياء، و«داعش» ذريعة لتقوم الحكومة بأعمال القصف التى تنفذها.

■ هناك من يقول إن «داعش» ظهر انتقاماً من الميليشيات الشيعية.. ما تعليقك؟

- ليس انتقاماً ولا أى شىء من هذا، والميليشيات الإيرانية لو كانت تقاتل «داعش»، فلماذا لم تذهب إلى أماكنهم لقتال «داعش»؟ وانظر مثلاً إلى ما يفعله سلفهم تنظيم «القاعدة» فى اليمن.. من يقاتل؟ إنه يقاتل التحالف الإسلامى الذى يقاتل «الحوثيين» الذين هم امتداد لهذه الميليشيات الشيعية، هل سمعنا أن «داعش» يقاتل النظام السورى؟ هى فقط مسألة تبادل أدوار بين «داعش» والميليشيات الطائفية الشيعية لقتل أهل السنة والجماعة فى العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها.

■ ما تعليقك على تحرك أنصار «الصدر» الأخير الذى خرج بداعى «إنهاء نظام المحاصصة الطائفية»؟

- تحرك أنصار «الصدر» الأخير ما هو إلا صراع زعامات فيما بينهم، صراع بين من يشاركون فى العملية السياسية القائمة منذ الغزو الأمريكى للعراق، والمسألة بينهم مسألة تبادل أدوار، ولتنظر أين كان مقتدى الصدر بعد تحركه، ذهب إلى إيران، هل ذهب ليدخل الخلوة؟ لا وإنما ذهب لحل النزاع فيما بينهم فى إيران.

■ إلى أى مدى ساهم نظام «المحاصصة الطائفية» فى الاضطرابات التى يشهدها العراق الآن؟

- العملية السياسية كلها خطأ، ومن قبل قال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل إن «من يحكمون العراق مجموعة من اللصوص الذين لا علاقة لهم بالسياسة»، وأنا أضيف عليه بأنهم مجموعة من اللصوص والقتلة والمجرمين والرعاع. لا يوجد رجل دولة أو سياسة بين من يحكمون العراق، ولا حتى وزير واحد، وإنما مجموعة من رعاع السنة والشيعة الذين ألبسوهم ثوب رجال السياسة والدولة، وهم يتولون المناصب بصفتهم إسلاميين، ولكنهم أساءوا للإسلام، ومن ذلك «الحزب الإسلامى»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى العراق، وهذا الحزب استولى على مناصب أهل السنة فى العراق، وكذلك أحزاب «الدعوة والمجلس الأعلى والفضيلة» وغيرها.

■ بعض التحليلات تتوقع أن تكون هناك ثورة مقبلة فى العراق، هل يمكن أن نرى ذلك؟

- لا أظن ذلك، أين الجيش العراقى الذى يمكنه أن يقوم بثورة أو يساند ثورة، أين الجيش الحقيقى فى العراق؟ الذى يسمى حالياً بـ«الجيش»، أساسه الميليشيات التى أتت مع الأمريكان عقب الغزو فى 2003، أساسه الهاربون إلى إيران، الذين أعطوا رتباً فى الجيش منها عميد، وفريق، وفريق ركن، لمعممين، رغم أنهم لم يخدموا ولو ليوم واحد فى العمل العسكرى وغيرها من الرتب العالية، نحن لا نعول على الجيش العراقى الحالى، لأننا لا نملك جيشاً محترماً يمكن أن نقارنه مثلاً بالجيش المصرى الأصيل المتدرب الذى يعرف واجباته وهذا غير موجود فى العراق، بل لدينا فقط من يلعبون أدوارهم بأوامر من الخارج، فحتى وزير الدفاع العراقى الحالى وهو وزير سنى، لكنه لا يستطيع أن يحرك أصغر مجموعة عسكرية من مكان إلى آخر.

■ إذا كانت الأوضاع فى العراق كما ذكرت.. فما المخرج من أجل عودة العراق إلى سابق عهده؟

- الحل فى العراق يتوجب تدخلاً دولياً، الدول التى تدخلت وهدمت العراق عليهم أن يصححوا الخطأ الذى ارتكبوه، عليهم أن يكنسوا المزبلة التى أتوا بها إلى العراق، لأن حكام العراق حالياً مزبلة ويجب «كنسهم».

■ يرى البعض أن مصالح الدول الكبرى الرئيسية والقوى الإقليمية تلتقى فى بقاء التركيبة الحاكمة حالياً فى العراق؟

- نعم، ولذلك عندما طالبوا بتعديل الرئاسات الثلاث، أول من اعترض على ذلك هم الأمريكان والإيرانيون، لأنهم من يحققون مصالحهم فى العراق، وهم من يبقون العراق على حاله هكذا، فلا يمكن أن يضحوا بهم.

■ كيف تنظر إلى مسألة عروبة المرجع الأعلى فى العراق؟

- أنا لست صاحب شأن للحديث فى هذه المسألة، ولكن أقول هنا إن المهم والأهم أننا نريد أن يحكم العراق عراقى أصيل، هذا هو الأهم أن يحكمنا عراقى وطنى.

■ فى رأيك، لماذا العلاقة متأزمة بين الأزهر والحكومة العراقية وتيارات شيعية فى العراق؟

- لأن الأزهر الشريف رمز الوسطية والاعتدال والإسلام الحقيقى، كيف سيرضى الأزهر الشريف بالجرائم التى ترتكب فى العراق؟ كيف سيرضى الأزهر بالحرق والقتل والذبح والتهجير وتجريف الأراضى؟ الأزهر هو المرجعية الأولى فى العالم الإسلامى، كيف يريدون أن يقبل هذه الجرائم؟ الأزهر لا يقبل ذلك، لذلك نجد هذه المواقف من الأزهر.

■ هل أراد «الإخوان» السيطرة على دار الإفتاء فى العراق؟

- ليس السيطرة على دار الإفتاء فقط، وإنما أرادوا أن يكونوا الممثلين الوحيدين للسنة فى العراق، وليفعلوا ذلك أرادوا أن يضعوا العلماء السنة تحت جناحهم، ولكن علماء السنة لم يقبلوا بذلك، وهم منبوذون من قبل العلماء إلا مجموعة من القلائل الذين لا قيمة لهم ولا وزن، وهم لن يفلحوا فى تزعم السنة فى العراق لأنهم ورقة محروقة عند أهل السنة فى العراق، وحتى الانتخابات التى شاركوا فيها خسروا فيها رغم أنها انتخابات جرت بالتزوير ودفع الفلوس، وأهل السنة الحقيقيون لم يشاركوا فيها لأنهم يعلمون ذلك.

■ فى تقديركم.. هل إيران تريد أن تفعل فى مصر ما فعلته فى العراق وسوريا؟

- لا تستطيع إيران ولا أكبر منها أن تفعل أى شىء مع مصر، لأن فيها الأزهر الشريف، الذى يمثل الدرع الحصين لهذه الدولة المباركة، ولننظر مثلاً فى فترة حكم الإخوان ومحمد مرسى حاول الإيرانيون العودة مرة أخرى إلى مصر، كانوا يحاولون إعادة الدولة الفاطمية، لكن الشعب المصرى رفض ذلك رفضاً قاطعاً، وعندما أتى محمود أحمدى نجاد «الرئيس الإيرانى السابق» إلى مصر لم يجد إلا الأحذية فى استقباله، فهؤلاء هم المصريون باستثناء قلة قليلة من غير الوطنيين و«التافهين» عديمى الانتماء الذين يأكلون على موائد الإيرانيين، وهؤلاء لا قيمة لهم.


مواضيع متعلقة