وفاء البس في حوارها لـ"الوطن": الاحتلال حرمني من رؤية عائلتي 7 أعوام

كتب: محمد علي حسن

وفاء البس في حوارها لـ"الوطن": الاحتلال حرمني من رؤية عائلتي 7 أعوام

وفاء البس في حوارها لـ"الوطن": الاحتلال حرمني من رؤية عائلتي 7 أعوام

قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة وفاء البس، إن الاحتلال الإسرائيلي حرمها من رؤية عائلتها طوال 7 أعوام هي الفترة التي قضتها داخل السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إدارة السجن منعت حتى دخول صورة لوالدتها.

وأضافت البس والمعروفة إعلاميًا بـ"الشهيدة الحية"، أن الطعام الذي كان يقدم لها في المعتقل مليء بالحشرات ويقزز أي نفس بشرية، وبالنسبة للكميات ففي بعض الأحيان كانت إدارة المعتقل تقدم بيضة واحدة لشخصين أو حبة طماطم لعدة أشخاص، موضحة أن الأسيرات القابعات داخل السجون الإسرائيلية يعانين ظروفًا معيشية صعبة جدًا. وإلى نص الحوار:

 * كيف جرت عملية اعتقالك من قبل الاحتلال الإسرائيلي؟

- اعتقلت عام 2005 بعدما قررت أن أنفذ عملية فدائية بالحزام الناسف عن معبر إيريز، ردًا على استشهاد الطفل محمد الدرة والرضيعة إيمان حجو، هذه المشاهد استفزتني كفلسطينية وإنسانة ولذلك ارتديت حزامًا ناسفًا يحتوي على متفجرات بلغ وزنها 9 كيلوجرامات، إلا أنني ولسوء الحظ عندما شرعت في التفجير وجدت خللًا في كفة الحزام الناسف ولهذا أطلق الفلسطينيون عليّ "الشهيدة الحية".

 * كيف جرت عملية التحقيق معك؟

- بعد اعتقالي على معبر إيريز أصدرت محكمة الاحتلال حكمًا بالمؤبد ضدي، ولكن المحامي إيهاب العراقي حاول تقليل المدة لتصل إلى 12 عامًا، قضيت منها سبعة أعوام بسبب صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى.

* كيف جرى التحقيق معك داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي؟

- العدو لا يفرق بين أسير سواء رجل أو امرأة، حيث تعرضت لجميع أنواع التعذيب من قبل السجانين وتمَّ تخويفي بالكلاب البوليسية والضرب على يد المجندات، بالإضافة إلى السياسة القذرة المتمثلة في التفتيش العاري والعزل الانفرادي لمدة عامين كاملين في غرفة لا تمت للإنسانية بصلة ولا تدخلها الشمس في سجن الرملة وهو أصعب سجن إسرائيلي مذل وحقير.

* هل مارس ضدك الاحتلال ضغوطات نفسية؟

- بالتأكيد، منعوني من رؤية عائلتي لمدة سبع سنوات كاملة وحينما تمَّ تحريري لم أعرف أشخاصًا منهم، ورفضوا إدخال صورة لوالدتي، ومنعوني بالاجتماع مع الأسيرات حتى أصبح حلمًا بالنسبة لي، لاسيما أن السجن الانفرادي يعتبر تفريغًا للفلسطيني، ويصبح مشتتًا وعصبيًا، ويحاول الاحتلال توصيل فكرة أن الاعتقال جرى بسبب اقترافه لجريمة.

* ما نوعية الطعام الذي كان يقدمه الاحتلال في المعتقل؟

- كان الطعام مليئًا بالحشرات ويقزز أي نفس بشرية، وبالنسبة للكميات ففي بعض الأحيان كانت إدارة المعتقل تقدم بيضة واحدة لشخصين أو حبة طماطم لعدة أشخاص، إلى أن نظم الأسرى الكثير من الإضرابات عن الطعام حتى ضغطوا على المعتقلات الإسرائيلية لتطبيق فكرة "الكانتين" ليقوم الأسرى بشراء الطعام منه.

* وماذا عن المداهمات الليلية؟

- الاحتلال كان يُغلق علينا الزنازين لساعات طويلة، والتفتيش الليلي كان بصورة يومية، والمراد من هذا هو إزعاجنا وإدارة السجن توجه إلينا اتهامات أثناء التفتيش بمحاولات الهروب على الرغم من عدم وجود نوافذ في أي زنزانة، حيث يفتشون الأغراض ويمزقون الصور، فالسجون الإسرائيلية عبارة عن مقبرة للأحياء، والموت بالمقارنة بها "حنون".

 * كيف يعامل الاحتلال الأسيرات في المعتقلات حاليًا؟

- الأخوات الموجودات في المعتقلات حاليًا، يعانين الصعق الكهربي والحرمان من التعليم، والمحررات منهن بحاجة للدعم النفسي.

* هل تقدم سجون الاحتلال الرعاية الصحية للأسيرات الفلسطينيات؟

- يوجد مستشفى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية ولكن الاحتلال لا يقدم لهن الرعاية الصحية، وأنا على سبيل المثال طلبت إجراء عملية جراحية ورفضوا وسكبوا الماء الساخن على جسدي، وهناك أسرى مرضى يموتون داخل السجون الإسرائيلية ويوضعون داخل مقابر الأرقام حتى يتم استكمال فترة العقوبة وحتى في حال قضت محكمة الاحتلال بتسليم الجثمان لذويه ترفض إدارة السجن.

* هل تتذكرين آخر ساعات قضيتها في المعتقل الإسرائيلي؟

- في البداية أود أن أشكر الله والأخوة المصريين الذين تدخلوا في مباحثات صفقة "وفاء الأحرار"، ولكن ما أتذكره ويؤثر في نفسي كل ساعة هي الأسيرة لينا الجربوني التي اعتقلها الشاباك ورفض الإفراج عنها، على الرغم من أنها من وجود اسمها في المفرج عنهم بسبب أنها من عرب 1948، ليتم الإفراج عن 27 أسيرة من بين 28 أسيرة فلسطينية، وبقيت الجربوني بمفردها مما أثر فينا جميعاً، وقمت بتوديعها لتستكمل حياتها المليئة بالمعاناة داخل المعتقل وأنا الآن أقول لها "كل التقدير والاحترام على صمودك ونحن لن ننسى نضالك".

* ما هي رسالتك للأسيرات الفلسطينيات في المعتقلات الإسرائيلية؟

- أود أن أوجه رسالتي إلى رفيقات دربي ممن اعتقلن في عمليات الطعن ولا بد للقيد أن ينكسر ومفتاح الفرج قريب، وأتوجه برسالة للقيادات للعمل من أجل الإفراج عنهن وإنهاء حياة المعاناة التي يعشنها.


مواضيع متعلقة