في عيد الأم.. سجون الاحتلال تفرق الأسيرات الفلسطينيات عن أبنائهن

كتب: محمد علي حسن

في عيد الأم.. سجون الاحتلال تفرق الأسيرات الفلسطينيات عن أبنائهن

في عيد الأم.. سجون الاحتلال تفرق الأسيرات الفلسطينيات عن أبنائهن

لم يكن يعلم أطفال الأسيرة "سامية مشاهرة" الثلاثة أنهم سيُحرمون من حنان الأم بعد أن حُرموا من عطف الأب منذ 14 عاماً، ولم يتخيلوا بأن يوم الواحد والعشرين من مارس سيمر وينقضي، دون أن يقدموا هدايا لوالدتهم، بل سينقلب هذا اليوم الذي يصادف عيد الأم إلى حزن وألم، ولكن هذا ما حدث بالفعل بعد اعتقال والدتهم منذ ستة أشهر خلال زيارتها لوالدهم الأسير.

قال مركز أسرى فلسطين للدراسات، في تقرير له بمناسبة عيد الأم، إن الاحتلال يعتقل في سجونه 13 أما فلسطينية، يعانين من ظروف قاسية لا تمت إلى الإنسانية بصلة، إضافة إلى معاناتهن الخاصة بحرمانهن من الأبناء، وخاصة الصغار جداً منهم والذين يحتاجون إلى رعاية الأم بشكل مستمر.

 

الأسيرات الأمهات

وأوضح الباحث رياض الأشقر، الناطق الإعلامي للمركز، أن الاحتلال يختطف في سجونه حوالي 68 أسيرة فلسطينية من بينهم 13 من الأمهات لديهن العشرات من الأبناء في مختلف الأعمار ومنهن من لم يتجاوز الخمس سنوات من العمر.

وأبرز الأسيرات عبلة العدم (45 عاماً) من محافظة الخليل، وهي أم لتسعة أبناء، تعرضت لإصابة بالغة في رأسها قبل أن يتم اعتقالها في 20 ديسمبر الماضي، وما زالت تعاني وضعاً صحياً صعباً، والأسيرة "عالية عباسي (50 عاما) من سلوان، ومحكومة بالسجن الفعلي مدة 28 شهرا، ولديها عدد من الأبناء أحدهم الأسير عيسى عباسي المحكوم بالسجن مدة 10 سنوات، ويعاني من عدة أمراض.

والأسيرة إسراء رياض جعباص (32 عاما، من القدس) وهي أم لطفل واحد عمره 8 سنوات، وتعاني من حروق خطيرة في كل أنحاء جسدها بعد انفجار جرة غاز كانت في سيارتها حين اعتقالها، وتتهمها سلطات الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية فدائية، وحالتها الصحية صعبة.

والأسيرة النائبة خالدة جرار، من رام الله، ومحكومة بالسجن لمدة 15 شهرا، والأسيرة سناء محمد الحافي (43 عاما، من قطاع غزة)، ولديها سبعة من الأبناء، ومحكومة بالسجن لمدة عام، ومعتقلة منذ مايو العام الماضي، والأسيرة الناشطة منال التميمي من رام الله، وهي أم لستة أبناء، والأسيرة إيمان كنجو (44 عاما، من الداخل الفلسطيني) ولديها 5 من الأبناء، ومعتقلة منذ اغسطس الماضي، والأسيرة نسرين حسن، من غزة، وهي أم لخمسة أبناء، واعتقلت على حاجز إيرز في أكتوبر الماضي، والأسيرة أمينة صلاح، من بيت لحم، وهي زوجة الأسير عثمان صلاح، وذلك خلال زيارتها له في سجن إيشل، والأسيرة هيفاء أبو صبيح، من الخليل، وهي مديرة مدرسة ولديها عدد من الأبناء، والأسيرة أميرة علي حميدات، من الخليل، ومعتقلة منذ نوفمبر العام الماضي، ولا تزال موقوفة، وتعاني من أزمة في التنفس، والأسيرة ياسمين تيسير شعبان (31 عامًا، من جنين)، وتعاني من أمراض ومشكلات صحية وضيق بالنفس، وهي متزوجة ولديها عدد من الأبناء، والأسيرة سامية مشاهرة ولديها 3 من الأبناء، تقضي حكما بالسجن لمدة 11 شهرا.

 

معاناة مضاعفة

وقال الأشقر إن الأسيرات يشعرن بالمرارة والقسوة كلما مر عليهن مناسبة وهن لا يزلن في سجون الاحتلال بعيداً عن الأهل والأحبة، ولكن معاناة الأمهات منهن تكون مضاعفة لافتقادهن إلى أبنائهن خلال تلك المناسبات، وخاصة التي يحتاج فيها الأطفال إلى وجود الأم بجانبهم، وحرمان أبنائهن من حنان ومودة أمهاتهن، وتتلاشى فرحة الأسيرات الأمهات مع الحزن والألم الذي يشعرن به كلما تذكرن أولادهن، وكيف يقضون أوقاتهم بعيداً عنهم، وكيف يرافق بقية الأطفال أمهاتهم إلى الأسواق لشراء الهدايا والألعاب، وهم فرحون، بينما أبنائهن محرومين من هذه السعادة لغياب أمهاتهم خلف القضبان.

وتعيش الأسيرات الأمهات حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد، والتوتر و التفكير المستمر بأحوال أبنائهن وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وخاصة أن بعضهم لا يزال صغير السن ولم يتجاوز السنوات الخمسة الأولى من عمره، وهذا القلق يزداد في حالة اعتقال الأب.

 

أوضاع صعبة

وأفاد الأشقر بأن أوضاع الأسيرات صعبة للغاية، حيث تتعمد إدارة السجن التضييق عليهن وإذلالهن، وخاصة مع استمرار منع عدد منهن  من زيارة ذويهم بحجج واهية، وتتعرض الأسيرات لحملة قمع منظمة في الشهور الأخيرة، وكان الاحتلال قد وضع كاميرات في قسم الأسيرات لمراقبة تحركاته، ما يعتبر انتهاكا للخصوصية "وما زالت إدارة السجون تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بهدف التفتيش عن أشياء ممنوعة، إضافة إلى عدم السماح لهن باقتناء مكتبة داخل السجن، وحرمان الأسيرات من التعليم، وحرمان الأهل من إدخال أي مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها، ولا تسمح للأسيرات بإخراج الأعمال اليدوية التي قمن بإعدادها إلى الأهل خلال الزيارات.

 

مناشدة

وناشد مركز أسرى فلسطين المؤسسات الإنسانية، والمنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان، والمؤسسات التي تعني بقضايا المرأة، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات والتي تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم، كما دعا في الوقت ذاته وسائل الإعلام "إلى تسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات، وخاصة الأمهات والمريضات منهن وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال".


مواضيع متعلقة