الجروان: نعمل على تفعيل مبادرة البرلمان العربي حول اللاجئين السوريين

كتب: بهاء الدين عياد

الجروان: نعمل على تفعيل مبادرة البرلمان العربي حول اللاجئين السوريين

الجروان: نعمل على تفعيل مبادرة البرلمان العربي حول اللاجئين السوريين

اكد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي في كلمته التي القاها أمس السبت بالقمة الثالثة لرؤساء الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، طنجة – المملكة المغربية، أن البرلمان العربي الذي يمثل الشعب العربي في اثنين وعشرين دولة عربية يؤمن بأهمية العلاقات الإقليمية والدولية بين الشعوب والدول ويؤكد أهمية الشراكة بين العالم العربي ودول حوض المتوسط في ظل التحديات التي نعيشها سويًا، ويرى أنها السبيل الأمثل لتخطي الأزمات التي تواجه دولنا ومجتمعاتنا جميعًا، وأن التعاون الدولي والإقليمي وبالأخص بين الدول المتوسطية التي تجمعها روابط عدة تاريخية وجغرافية ومناخية، والعمل المشترك والمتكامل بين هذه الدول وممثلي شعوبها وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية، من شأنه أن يحقق لشعوبنا ما تصبو إليه من أمن وسلام، وتنمية ورخاء وازدهار.

وأشار الجروان إلى مدى أهمية هذه الدورة التي تأتي حول موضوع "جميعًا من أجل مستقبل مشترك في الفضاء الأورو- متوسطي"، وأنه على ثقة أن مثل هذه الاجتماعات المهمة للجمعيات البرلمانية الفاعلة، وبما تحفل به من مشاركة واسعة من ممثلي شعوب مختلف الدول المتوسطية، ستسفر بإذن الله عن ما هو مأمول منها لما فيه خير شعوب المنطقة والعالم أجمع، وبما يدعم السلام والأمن وتعزيز التكامل الاقتصادي المتعدد، والتنمية المشتركة والحفاظ على البيئة.

وقال رئيس البرلمان العربي: "لقد بات واضحًا أن الإرهاب الذي زرع في مناطق مختلفة من المنطقة يهدف إلى تدمير الدول وطمس حضارتها والعبث بمقدرات شعوبها والحيلولة دون نموها وتقدمها، وإن البرلمان العربي إذ يؤكد وبكل قوة على إدانته الشديدة لظاهرة الإرهاب المقيتة وما يحدث من أعمال إرهابية مجرمة في الدول العربية والأوربية خاصة ما حدث في فرنسا وبلجيكا، تلك الاعمال البعيدة كل البعد عن تعاليم دياناتنا السمحة وأخلاقنا الأصيلة، مؤكدًا ضرورة العمل سويًا وبجدية من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه، على مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث إن هذا الإرهاب لم يعد محصورًا في المناطق التي زرع فيها، بل أصبح يطال بلدان العالم أجمع.

كما دعا الحاضرين كممثلين لشعوب الدول المتوسطية للعمل معًا عبر جهد برلماني مشترك، يبحث سبل محاربة هذه الظاهرة المقيتة وآثارها السلبية لا سيما اجتماعيًا وثقافيًا.

وأشار إلى أن البرلمان العربي يرى أهمية التنمية في الدول المتوسطية عبر عمل متكامل ومشترك بين دول المتوسط، وأن أهم خطوة من أجل تحقيق هذه التنمية المنشودة هي إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يسمح للتنمية والاقتصاد بالتقدم والازدهار.

وأشاد بالجهود الكريمة للملك محمد السادس، في دعم الوصول إلى اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية، وجدد دعمه لإرادة الشعب الليبي ووحدته، وبرلمانه المنتخب لما فيه خير ومصلحة الشعب الليبي الشقيق، داعيًا إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، ليتمكن من مجابهة ودحر الإرهاب وتثبيت الأمن والسلام والاستقرار في ليبيا.

كما أشاد بالجهود المصرية في الحفاظ على أمن وسلام المنطقة العربية والشرق الأوسط، مؤكدًا أهمية دور جمهورية مصر العربية في المنطقة والمتوسط، بما لها من ثقل تاريخي عربي ومتوسطي، وفي نفس السياق أشاد بما تقوم به جمهورية تونس وجمهورية الجزائر من جهود كبيرة لمكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن وسلامة المنطقة.

 وأوضح أن تطبيق القرارات والمواثيق الدولية، هي أهم سبل التأسيس لعالم أكثر أمنًا وسلامًا، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، هو خرق صارخ لهذه المعاهدات والمواثيق الدولية، ودعا كل الأحرار في العالم، إلى دعم تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المنصوص عليها دوليًا، وأهمها بناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد رئيس البرلمان العربي، أن قضية ما يربو على 12 مليون لاجئ سوري والوضع الإنساني المتدهور للكثير منهم، هي أهم القضايا التي يجب علينا العمل فيها سويًا، بهدف بحث سبل التنسيق والتعاون بشأن التحرك الإقليمي والدولي لضمان الحماية القانونية والإنسانية لهؤلاء اللاجئين، انطلاقًا من مسؤوليتنا الإنسانية والتزامًا باتفاقية جنيف لحماية اللاجئين لسنة 1951، ولهذا أصدر البرلمان العربي مبادرة في منتصف الشهر الماضي تعبر عن رؤيته من زاوية برلمانية، لحماية حقوق اللاجئين السوريين من منظور إنساني- تشريعي إدراكًا منا للمسؤولية الإنسانية والبرلمانية والأخلاقية لحل هذه المشكلة الإنسانية.

وتهدف المبادرة إلى التعاون مع المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية والمنظمات الإغاثية والحقوقية بما يخدم مصالح اللاجئين ويصون السلم والأمن الدوليين، كجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات العربية والدولية المعنية والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والمفوضية الدولية لحقوق اللاجئين ومفوضية حقوق الإنسان ومنظمة العمل الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال إن أهم سبل هذا التعاون وأفضله هو العمل البرلماني المشترك وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية بعيدًا عن التجاذبات السياسية مع الدول المعنية بقضية اللاجئين السوريين، وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية، كما أن البرلمان العربي يدعوكم لضرورة العمل معه من أجل هذا الهدف الانساني المُلِح، وبما يدعم مبادئ حقوق الإنسان ويحفظ أمن واستقرار الدول التي يلجؤون إليها والعالم أجمع.

كما أدان بشدة القتل المستمر للشعب السوري الشقيق، ودعا للبدء فورًا في تقديم حماية للشعب السوري من جميع أشكال القصف والهجمات، وإرسال المساعدات وقوافل الإغاثة للمناطق المنكوبة، والعمل بحزم وجدية من أجل إنهاء معاناة السوريين المستمرة.

وأشاد بالجهود المبذولة في استقبال اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية لبنان والعراق وباقي الدول العربية وبعض الدول الأوروبية، وما قام به مؤخرًا الهلال الأحمر الإماراتي في إنشاء مخيم للاجئين السوريين في اليونان، مؤكدًا ضرورة إيجاد حلول آنية وسريعة للوضع الإنساني الراهن للاجئين السوريين في مناطق اللجوء خصوصًا في اليونان ومقدونيا، والتعاون المشترك من خلال الدبلوماسية البرلمانية لتفعيل الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق اللاجئين.

 وأعلن عن استعداد البرلمان العربي للعمل معًا على إيجاد موارد لوجستية لتخفيف العبء على الدول المستضيفة لهؤلاء اللاجئين من خلال رسالة موحدة موجهة للمجتمع الدولي من البرلمان العربي والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.

وأشار الجروان إلى أن عملنا سويًا من أجل شعوبنا، وبهدف تحقيق أهدافنا المشتركة، من شأنه أن يؤسس لمستقبل أورو- متوسطي أكثر ازدهارًا وتقدمًا، ولعل تفعيل أدوات الشراكة الاقتصادية، وفتح مجالات الاستثمار المتبادل، وتسهيل التجارة البينية ودعمها بين دول المتوسط بما يفتح آفاقًا أكبر للتطوير في بلداننا، وتوفير المزيد من فرص العمل، والعمل سويًا عبر قوانين واتفاقيات مشتركة للحفاظ على البيئة، ودعم التنمية المستدامة، هي أهم النقاط التي يجب أن نركز على تعزيزها وتفعيلها في مثل هذه الاجتماعات والمحافل المهمة، كما دعا إلى عمل مشترك يهدف إلى تعزيز قيم التسامح والسلام، ونبذ الطائفية والعنصرية، وما تحمله من آفات بغيضة علينا وعلى مجتمعاتنا.

وأكد رئيس البرلمان العربي في ختام كلمته، أن البرلمان العربي يضع جميع إمكانياته للعمل مع الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط لما فيه خير ومصلحة التعاون والعمل الاورو-متوسطي المشترك.


مواضيع متعلقة