الجبهة السلفية: "التشدد" وفكر "داعش" انتشرا بين "الإخوان" في السجون

كتب: محمد كامل

الجبهة السلفية: "التشدد" وفكر "داعش" انتشرا بين "الإخوان" في السجون

الجبهة السلفية: "التشدد" وفكر "داعش" انتشرا بين "الإخوان" في السجون

{long_qoute_1}

أنهى الدكتور أشرف عبدالمنعم، رئيس اللجنة الدينية بالجبهة السلفية، الداعمة للإخوان، والمرجعية الدينية للجبهة، المحبوس حاليا على ذمة قضية الجبهة السلفية، بحثا بعنوان: "حوارات ساخنة خلف قضبان باردة".

وذكر عبدالمنعم، في بحثه: "الإخوان داخل السجون اعتنقوا الفكر الداعشي والتفكير المتشدد، وأخذوا بأخطر المقولات الداعشية التي تكفر المسلمين وتحلل الدم".

ووصف عبدالمنعم، حوارات شباب "الإخوان"، التي انتهت باعتناقهم آراء صدامية مع المجتمع، بأن بعضها من أخطر المقولات الفقهية التي يستبيح بها تنظيم "داعش" الإرهابي الدماء، ومنها التكفير المتسلسل، أو تكفير من لم يكفر الكافر، وتكفير من فعل أفعال الكفر دون تبين، والطائفة الممتنعة، التي ترى وجود قتال مؤسسات الدولة جميعها، وقتل جميع المنتمين إليها، وعلى رأسها الجيش والشرطة، لأنها حسب تلك المقولات، تمتنع عن تنفيذ شرع الله بقوة، والحاكمية، التي تكفر كل حاكم لا يحكم بغير ما أنزل الله، وتكفير من لم يقبل مبدأ حاكمية الله أو ارتضى حكم القوانين الوضعية، ما يبيح دماء العوام في المجتمع، والولاء والبراء وغيرها من المقولات التي تؤدي إلى قتال الدولة والمجتمع.

وأكد عبدالمنعم، أن التكفير وصل بين الشباب؛ تطبيقا لمبدأ الحاكمية؛ إلى تكفير جميع الحكام، سواء أعلنوا أنهم علمانيون أو إسلاميون، ولم يطبقوا شرع الله، ولو جزءا يسيرا، طالما بقيت القوانين صادرة عن غير الشريعة.

ومن ضمن قواعد التكفير التي اعتنقها شباب الإخوان في السجون، "كفر الموالاة"، والمقصود به تكفير كل من يدعم وينصر الكفار أو "المرتدين"، لأن كل من "والى الكفار يكفر بذلك".

وفسر عبدالمنعم، المرجعية الدينية للجبهة السلفية، بإيمان الشباب بقتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام وعن تنحية الشريعة، لهذا كان قتالهم مبنيا على تكفيرهم، الأمر الذي تجاوز فكر "داعش"، لأن التنظيم الإرهابي يؤمن بقتال الطائفة الممتنعة حتى لو كانت مسلمة، وفقا لفتوى ابن تيمية التي تقول: "اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه يجب قتالها إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة أو صيام شهر رمضان، أو حج البيت العتيق أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة، أو عن تحريم الفواحش أو الخمر أو نكاح ذوات المحارم أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق أو الربا أو الميسر أو عن الجهاد للكفار، أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب، ونحو ذلك من شرائع الإسلام فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله، والمقصود بالدين كلها لله حسب ابن تيمية "الطاعة".

وأرجع عبدالمنعم، انتشار هذا الفكر داخل السجون، بـ"التجرؤ على ما لم يتم التأهل له من رتب العلم في دين الله"، والاعتداد بالفهم القاصر واعتباره محكما، وتوهم أنه كلما ازداد الإنسان لغيره تكفيرا كان بذلك أعلى وأصفى توحيا، وخلط الحق بالباطل وغياب فهم الحقائق والمعاني، وتنزيل الأدلة على غير مواضيعها.

من جانبه قال الدكتور خالد الزعفراني الخبير في الحركات الإسلامية، إن سبب انتشار هذه الأفكار، الخطابات التفكيرية في "رابعة"، وغيرها من "الإخوان" أو قيادات أخرى مثل الداعية السلفي محمد عبدالمقصود.

وأضاف الزعفراني: "لا بد أن يكون هناك ردود فكرية ومناقشات داخل السجون، على غرار مراجعات التسعينيات من القرن الماضي، للجماعة الإسلامية، للرد على الفكر التكفيري، وعمل حصانة للمجتمع والشباب ضد هذا الفكر".

ولفت الخبير في الحركات الإسلامية، إلى خطورة هذا الفكر على الشباب والمجتمع، ما قد يؤدي إلى مزيد من الإرهاب وعدم استقرار المجتمع.

من جانبه قال المهندس ياسر سعد الجهادي السابق، رئيس اللجنة الدينية بالجبهة الوسطية، إن انتشار التكفير في السجون بين الشباب، يصب في صالح الأعمال الإرهابية، ويمثل قنبلة موقوتة على الدولة الانتباه لها والعمل على نزع فتيلها قبل أن ينتشر الفكر من السجون إلى المجتمع.

يذكر أن الجبهة السلفية، تمثل أحد الجبهات الداعمة لـ"الإخوان"، وعضو داخل ما يسمى بتحالف دعم الشرعية الإخواني.


مواضيع متعلقة