بروفايل: «العبادى».. حصار الأزمات

كتب: بهاء الدين عياد

بروفايل: «العبادى».. حصار الأزمات

بروفايل: «العبادى».. حصار الأزمات

تميز مساره السياسى بالمفاجآت والأزمات، حيث لم يتوقع أحد أن يخلف رئيس الوزراء العراقى الحالى حيدر العبادى، رئيس الوزراء السابق القوى نورى المالكى، لأنه لم يكن ضمن الشخصيات الأشهر فى المشهد السياسى العراقى بعد الاحتلال الأمريكى، حيث قضى معظم حياته قبل سقوط نظام صدام فى منفاه فى بريطانيا، وكان من قيادات الصف الثانى بحزب الدعوة، وبتوليه المنصب لم تنته حالة الاضطرابات السياسية التى كان يعيشها العراق فى ظل حكم «المالكى»، واستمرت فى الازدياد حتى تم اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أنصار التيار الصدرى.

«مظاهرات التيار الصدرى، وتعطيل عمل البرلمان، وقرارات برنامج الإصلاح ومواجهة الفساد، الملف الأمنى، والنازحون، ومحاربة داعش لتحرير المدن المحتلة منها، وتجاوزات قوات الحشد الشعبى، والمصالحة الوطنية، واحتمالات استقلال إقليم كردستان، وأزمة العلاقات مع تركيا وبعض الدول العربية»، كلها أزمات ترهق كاهل الرجل، وهى ليست أمراً غير مألوف فى هذا البلد المأزوم، ولكن الجديد هو اتجاه «العبادى» إلى «الإدارة بالأزمات» بدلاً من «إدارة الأزمات» ذاتها.. ففى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة الاحتجاجات ضد حكومته من جانب المكون الشيعى نفسه ممثلاً فى التيار «الصدرى»، قفز «العبادى» على الأزمة، التى نتج عنها اقتحام «المنطقة الخضراء» المحصنة فى وسط العاصمة، بإعلانه بدء معركة تحرير «الفلوجة» المدينة الأولى التى سيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابى، التى كان لها رمزية خاصة بعد الاحتلال الأمريكى كمدينة «المقاومة»، التى أطلقت منها أولى الرصاصات ضد المحتل الأمريكى، وعرفت فى العالم بكونها «فيتنام بوش»، التى أرهقت الاحتلال الأمريكى، ويحاول «العبادى» الآن حشد الدعم لحكومته من خلال هذه المعركة، بعد تصاعد الأزمة الحالية داخل المكون السياسى الشيعى الحاكم.

رئيس الوزراء العراقى صاحب الـ64 ربيعاً، قضى معظم سنوات عمره فى العمل السياسى منذ انضمامه لحزب الدعوة وهو فى سن المراهقة، لذلك يعرف كيف يكون فى «واجهة الأزمات» رغم كونه «رئيساً توافقياً»، فتغلب فى بداية رئاسته على بعض مراكز القوى، بقرارات إقالة وإلغاء مناصب نواب «الرئاسات الثلاث»، وتقليص أعداد حرس المسئولين، وبدء برنامج للإصلاح، ومواجهة الفساد الذى أصبح سمة لصيقة بالعمل السياسى فى العراق فى العقد الأخير على الأقل، لكنه فى نهاية المطاف لا يزال يواجه أعداء أقوياء ليس أبرزهم «البغدادى» زعيم «داعش»، وليس «الصدر» زعيم «المظاهرات»، ولكن البعض يرى أن أخطرهم لا يزال سلفه «المالكى» الذى يجمع خصومه وأنصاره على أنه صاحب النفوذ الأكبر.


مواضيع متعلقة