ثلاثة أيام فى صحبة عمال العاصمة الإدارية الجديدة

07:55 م | الأحد 22 مايو 2016

فى ساعات الصباح الأولى، وقبل أول خيط للشمس، يتحرك عدد كبير من العربات، خروجاً من مدينة بدر، أو من موقف العاشر من رمضان، محملة بالعمال الذين ينجزون بأيديهم حلم «العاصمة الإدارية الجديدة»، فاتحين باباً جديداً للهروب من زحام القاهرة، التى يحجب ضيقها الأفق.

{long_qoute_1}

يمرون بجوار «الكرفانات» المكيفة المخصصة للمهندسين والمشرفين على المشروعات، يتقدمون بخطوات ثابتة نحو المواقع، لتبدأ ملحمة العمل على مدار اليوم، يكسرون فيها الصخور بالحفارات، وينقلونها بعيداً باللوادر، يمهدون الطرق لسير العربات، ويجهزون البنية التحتية، يشيّدون العمارات، يرمون الأساسات، وفى موجة حر شديدة، يقومون بأعمال الخرسانة.

يقول العمال إنهم جاءوا من كل محافظات الجمهورية، ابتداءً من الصعيد جنوباً، حتى الإسكندرية شمالاً، ومن مطروح غرباً، حتى العريش شرقاً، للعمل فى العاصمة الإدارية، وإن ذلك المشروع لا يعتبر المشروع القومى الأول لهم، فمعظمهم عمل فى عدة مشروعات أخرى مثل سحارة سرابيوم، وأنفاق قناة السويس، والخط الثالث فى مترو الأنفاق، ويشعرون بالفخر كلما رحلوا عن موقع عمل، تاركين وراءهم الصروح.

«الوطن» رافقت عمال العاصمة الإدارية الجديدة على مدار 3 أيام متواصلة، عاشت معهم الظروف المعيشية الصعبة، فى ظل ندرة مياه الشرب، وغياب استراحات مجهزة وعربات إسعاف، وعدم وجود تغطية لشبكات المحمول.. وفى نهاية كل يوم قبل مغيب الشمس، يحضر العمال كشافات الإضاءة، ليبدأوا وردية عمل جديدة، يرتاح عمال الوردية الأولى، تهبط الشمس بظلالها عليهم، ويستعد عمال الوردية الجديدة للعمل.