بالوقائع: تبرعات قبطية ذهبت إلى «نصّابين ولصوص» تخفّوا فى ملابس الرهبنة والكهنوت

كتب: مصطفى رحومة

بالوقائع: تبرعات قبطية ذهبت إلى «نصّابين ولصوص» تخفّوا فى ملابس الرهبنة والكهنوت

بالوقائع: تبرعات قبطية ذهبت إلى «نصّابين ولصوص» تخفّوا فى ملابس الرهبنة والكهنوت

«العشور والبكور والتبرعات التى تقدمها لله يجب أن تضعها فى يد أمينة حسب الوصية، حتى يقبلها الله كتقدمة مرضية أمامه، وبالتالى لا يليق أن تضعها فى يد شخص كان يشغل عملاً كنسياً وصار مستبعداً منه الآن بسبب أخطائه أو عناده أو انحرافه، حتى وإن ارتدى زياً أسود دون وجه حق رهبانياً أو كهنوتياً، رجلاً كان أو امرأة، وعلى ابن الطاعة تحل البركة».. كان هذا تحذير البابا تواضروس للأقباط فى مجلة «الكرازة» الناطقة بلسان الكنيسة الأرثوذكسية، فور جلوسه على الكرسى البابوى، ورغم مرور ثلاث سنوات على تجليسه، فإن الكنيسة ما زالت تعانى من سرقة أموالها من «النصّابين» باسمها وباسم أساقفتها، بل تطور الأمر إلى النصب وسرقة أموال الأقباط تحت زعم إنشاء أديرة وكنائس لا وجود لها، ولو وجدت فإنها غير معترف بها وتتسبب فى مشاكل للكنيسة.

{long_qoute_1}

وأصدرت الكنيسة على مر الشهور الماضية عشرات التحذيرات من النصب باسمها وسرقة تبرعات الأقباط التى تعتبر العصب الرئيسى لإيرادات الكنيسة، فخرجت مطرانية «طموه» تتبرأ من جمع تبرعات نقدية باسم كنيسة الشهيد مارمينا والبابا كيرلس بأبورجوان بمركز البدرشين فى الجيزة، كما سبق أن حذرت المطرانية نفسها من مجموعات مجهولة تجمع تبرعات من مطرانية طموه التى تشمل مناطق: أبوالنمرس، وبنى سويف، والحوامدية، والبدرشين، ودهشور، والعياط، مستغلين اسم الأنبا صموئيل أسقف طموه بزعم أن التبرعات لكنيسة العذراء بمنطقة منيل شيحة، رغم أنه لا توجد كنيسة باسم السيدة العذراء نهائياً فى المنطقة، والكنيسة الوحيدة بمنيل شيحة هى دير القديسين قزمان ودميان.

حذرت الكنيسة كذلك من أن بعض المحتالين يجمعون تبرعات باسم الأنبا دوماديوس، أسقف 6 أكتوبر وأوسيم، مؤكدة أن الأنبا دوماديوس، لم يكلف أى شخص أو جهة بجمع تبرعات عينية أو مالية أو طلب أى طلبات خاصة من شعب الإيبارشية، ودعت الكنيسة الأقباط لعدم التعامل مع هؤلاء الأشخاص، وأن يكون التعامل مع الأنبا دوماديوس شخصياً.

ووصل الأمر إلى استغلال النصّابين للأزمة التى تعرضت لها أديرة وادى النطرون جراء السيول نهاية العام الماضى وبدأوا جمع تبرعات باسم دير الأنبا بيشوى، ما حدا بالدير لإصدار بيان يحذر فيه الأقباط من النصب باسمه، مؤكداً أن بعض الأشخاص جمعوا تبرعات على أنهم مكلفون بذلك بينما الدير لم يكلف أشخاصاً أو جهات داخل مصر أو خارجها بجمع أى تبرعات. {left_qoute_1}

وتكرر الأمر فى دير الأمير تادرس للراهبات بحارة الروم، الذى حذر هو الآخر من التعامل مع راهبة خرجت من الدير دون إذن الأم الرئيسة وتقيم بمفردها فى مكان بالفيوم وتجمع تبرعات مالية تحت دعاوى كاذبة مثل «أخوة الرب» وغيرها.

ونبهت مطرانية أسوان للأرثوذكس على تابعيها بمنع التعامل مع شخص ينتحل شخصية راهب بأكثر من دير، بعد تلقيها تساؤلات حول شخص يدعى «أبانوب الباخومى»، يجمع تبرعات مالية مدعياً أنها لدير الأنبا باخوميوس فى إدفو، وقالت المطرانية إن هذا الشخص الذى ينتحل عدة أسماء لآباء فى الدير وهذا الاسم الذى يحمله حالياً من الممكن ألا يكون الأخير، لا ينتمى للدير وهو ليس راهباً من الأساس والدير ليس مسئولاً عنه، ولا عن هذه المبالغ التى يجمعها مستغلاً زيه الرهبانى والاسم الذى ينتحله.

ووصل الأمر إلى انتحال رجل أعمال شخصية الأنبا دانيال أسقف المعادى، والنصب على الأقباط ورجال الأعمال باسم الكنيسة، وجمع تبرعات بعدة ملايين مستغلاً اسم الأسقف فى النصب على عدد كبير باسمه وصفته.. ومؤخراً حذرت الكنيسة من أفريقى ينتحل صفة أسقف إريترى ويدّعى أن اسمه «الأنبا إيليا الإريترى»، ويتكلم العربية والإنجليزية بصورة ضعيفة، ويتحايل على بعض الأشخاص لابتزازهم ويرتدى ملابس الكهنوت القبطية، التى أعدها فى أحد المشاغل التابعة لدير قبطى، ويقيم فى أحد المنازل بحى القبة.

ولم يتوقف الأمر على أفراد فقط، بل هناك من ينصب على الأقباط ويجمع أموالاً تذهب لإنشاء أديرة غير معترف بها كنسياً، مثل دير وادى الريان الذى أنفقت ملايين الأموال من تبرعات الأقباط لبناء سور كبير حوله امتد لمسافة 8 كيلومترات، وتسبب فى أزمة مستمرة حتى الآن بين الدولة والمقيمين بالمكان بعد أن تبرأت الكنيسة منهم، كما أصدرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس تحذيراً للأقباط ورجال الأعمال من زيارة أو التبرع أو تقديم أى عطايا مادية أو عينية لبعض الأديرة والكنائس، مؤكدة أنها لا تخضع لأى إشراف رسمى منها، مثل «منطقة وادى الريان بالفيوم، ومكان على اسم الأنبا كاراس بوادى النطرون، ومكان للفتيات يُسمى دير عمانوئيل بوادى النطرون، ومكان يسمى دير متاؤس الفاخورى بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، ومكان يسمى يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية».

وسبق أن حذر المجمع المقدس للكنيسة فى اجتماع رسمى برئاسة البابا تواضروس من دير وهمى يحمل اسم دير «الفاخورى» بالطريق الصحراوى، وقالت الكنيسة إنه ليس ديراً، وإن به شخصاً يدّعى أنه راهب، وهو ليس راهباً، والكنيسة بريئة تماماً من أمثال هذه المواضع وأشخاصها وغير مسئولة عما يجرى فيها ومنها. وأشارت إلى أن الدير يقف خلف إنشائه شخص يُدعى «أغابيوس الفاخورى»، واسمه الحقيقى فى شهادة ميلاده «قديس رؤوف غالى»، وهو ليس راهباً بالكنيسة القبطية، ولم تتم رهبنته بأى دير من الأديرة القبطية، ولا يحمل أى صفة كهنوتية، وحذرت من التعامل معه فى المنطقة التى يقطن بها بالطريق الصحراوى «القاهرة - الإسكندرية».

وأبرز تلك الحالات قصة دير يحمل اسم «العذراء مريم والأنبا كاراس السائح» يبعد مسافة 2 كيلومتر من دير البراموس بوادى النطرون، أنشأه الراهب يعقوب المقارى، الذى تبرأت منه الكنيسة، واتهمه بعض رجال الأعمال الأقباط بالنصب عليهم باسم الكنيسة وجمع تبرعات منهم بلغت 33 مليون جنيه لإقامة الدير الجديد على مساحة 53 فداناً، وتسليمه للكنيسة بعد الانتهاء منه، لكنه بدلاً من ذلك طرد الرهبان الموجودين معه وساومهم على ترك الدير مقابل 10 ملايين جنيه، الأمر الذى تطور للاستيلاء على الدير بالكامل بحجة أن أوراقه وملكية الأرض باسمه، وما زالت أزمة الدير مستمرة حتى الآن.

      الراهب يعقوب المقارى

 


مواضيع متعلقة