محمد علاء الدين في معرض تورين الإيطالي: الروائي يكتب عن البشر أولا ثم الأفكار

كتب: الوطن

محمد علاء الدين في معرض تورين الإيطالي: الروائي يكتب عن البشر أولا ثم الأفكار

محمد علاء الدين في معرض تورين الإيطالي: الروائي يكتب عن البشر أولا ثم الأفكار

أقام معرض تورين، أحد أكبر المعارض العالمية للكتاب، ندوة لمناقشة رواية الروائي المصري محمد علاء الدين "كلب بلدي مدرب"، بمناسبة ترجمتها إلى الإيطالية، ومقدمًا إياها ضمن فعاليات البرنامج الرسمي للمهرجان احتفاءً بالدول العربية كضيف شرف للمعرض في هذا العام.

أدارت الندوة الصحافيتان لينا عطا الله (مدى مصر) ولاورا كابون (راديو وان الإيطالي) وسط حضور جماهيري لافت.

ناقش علاء الدين أسئلة لينا ولاورا العديدة عن الرواية وأسلوبها، ومن أهمها ما سألته لينا، عقب قول علاء الدين بوجوب شعور الكاتب بالحرية، عن رأيه في موجة المحافظة الأخلاقية تجاه الفن التي تجتاح مصر حاليا، باعتباره من كتاب مصريين قليلين لا يخضعون لضغط كهذا، فرد علاء الدين أنه ليس من الإخلاقية في شيء أن تقتل وتحبس الناس.

ثم مضى علاء الدين ليقول إن المسألة في مصر ليست مسألة سلطة فحسب، فالمجتمع نفسه يضغط أيضًا من أجل معايير كتلك، واستشهد بمصطلح السينما النظيفة الذي شاع في مصر منذ ما يقارب 19 عامًا، مشيرًا إلى أن للسطلة دورا بالطبع في هذا ايضًا، فهي من قررت مناهج التعليم وتحكمت فيما يبث في شبكات الإعلام.

وسألت لاورا كابون عن كيفية إلمام علاء الدين بمثل هذه العوالم المتعددة في الرواية، بخاصة وهي تشير لإجابة علاء الدين في حوار مجلة إسبرسو الإيطالية عن أنه يقضي يومه في النوم وفي المقاهي وفي محاولة أن يكون وسيمًا. يجيب علاء الدين (ضاحكا) إنها إجابة ساخرة طبعا، لكن بها الكثير من الصحة، هو يدين لخبرته في الحياة لمكان ولادته في شارع نوبار بباب اللوق بوسط البلد، فهي عابدين ولاظوغلي والسيدة، وعلى خط تماس مع مناطق متنوعة ومختلفة سواء في أنماط البشر أو الطبقات، وختم بأنه يعتبر نفسه محظوظًا بمكان ولادته في القاهرة وبمعلميه في الحياة.

ثم سألت لينا عطا الله عن رؤية علاء الدين لصناعة البورنو في الرواية، بخاصة أنه اعتمد على مقال للكاتب المصري المحبوس أحمد ناجي وسط مصادر متعددة، بخاصة وقد لاحظت أن رؤية علاء الدين لم تعامل البورنوجرافيا كـ”تابو”، وأجاب علاء الدين بأنه بالفعل اعتمد على مقال أحمد ناجي المنشور في أحد المواقع الإلكترونية، وذكره في متن الكتاب، ثم أفرد له شكرا عليه في نهاية الرواية، لكنه يعتقد أن تناوله للموضوع في الرواية اختلف عن رؤية مقال ناجي: لقد انحاز ناجي لما تقرره إحدى كاتبات قصص البورنو العربية من أن قصصها تعري المجتمع وتوضح فصامه، لأن الشيوخ يمارسون الجنس مثلا، وما رآه هو أن هذه هي ثنائية لا يعتمدها ما بين "الطهارة" و"القذارة"، وبالتالي، وبالفعل، لم يكتب عن الموضوع كـ"تابو" كما لاحظت لينا. ومضى علاء الدين في القول إن ما لفته في الموضوع هو كيفيه تعامل البشر مع هذه المواد، وكيفية تفاعلهم معها، وكيف يرون أنفسهم عبرها.

وردا على سؤال لاورا كابون عن كون الرواية معبرة عن جيل كامل من الشباب المصريين، وقصديته لذلك، أجاب علاء الدين أنه لم يقصد ذلك، بمعنى أنه لم يكن هدفه، لكنه كتب فحسب، وشكر علاء الدين المقالات والكتب المصرية أو العربية أو الإيطالية التي ذكرت ذلك، حتى أن دار نشر إل سيرينتي قد انحازت لصيغة الجمع في ترجمة الرواية "كلاب"، بينما عنوان الرواية الأصلية مفرد، لكنه يظن أن هدف الأدب، من وجهة نظر الروائي، هو الوصول لجوهر ما يجعلنا بشرًا وليس بالدرجة الأولى رسم صورة للأجيال التي يعيش فيها وبينها، هذه هي مهمة النقاد وعلماء الاجتماع بشكل أولى.

وفي نهاية الندوة التي امتدت لساعة كاملة، سألت إحدى الحضور عن ما قاله علاء الدين عن فصل الهم السياسي عن الفن في كتابته، ولفتت إلى أن سخريته في الرواية هي سلاح خطير ضد السلطة. ورد علاء الدين أنه قد قال في إجابته على سؤال لينا عطا الله بشأن هذه النقطة أن كل شيء هو سياسة بمنطق ما، لكن الرواية ليست كذلك، ولا ينبغي لها أن تكون مانيفستو سياسي، بالطبع تتسلل قناعات الكاتب عبر رؤيته للحياة لكنه يجب أن يعرف أن ما يراه هو نصيبه من الحقيقة، وسط رؤى متعددة لها، ويجب أن يلتفت لهذا ايضًا وبحرص شديد. ثم ختم علاء الدين إجاباته بقوله "لا يجب علينا أن ننسى ماهيتنا، نحن روائيون نتحدث أولا عن البشر وليس عن الأفكار، بالطبع تتحدث عن الأفكار، ولكن الأفكار يصنعها بشر أيضًا".

 

محمد علاء الدين هو روائي مصري من مواليد العام 1979، وهو واحد من أبرز كتاب الألفية الجديدة في مصر، واعتبرت روايتيه إنجيل آدم والصنم من بين أهم الروايات العربية التي صدرت في السنوات الستة عشر الماضية، صدرت له خمس روايات وأربع مجموعات قصصية، لاقت احتفاءً جماهيريا ونقديًا لافتا، ومن ضمنها إنجيل آدم والصنم، والصغير والحالي، وموسم الهجرة إلى أركيديا، وترجمت بعض من أعماله للإنجليزية والإيطالية والإسبانية والروسية والهولندية.


مواضيع متعلقة