«درة مشوى» فى عز الحر: يا خسارة تعبك يا «موزة»

07:52 م | الأحد 15 مايو 2016

أسرة بالكامل تجلس على عربة «كارو»، لا تفارقها الابتسامة، ولا يتوقف أفرادها عن الضحك وتبادل القفشات، رغم عناء العمل وضيق الرزق، فيتقاسمون المهام فيما بينهم، «محمد» يقود العربة ويوجه الحمار، و«صابرين» تحاسب الزبائن وتجمع الفلوس، أما أمهما فتشوى الذرة التى يبيعونها من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى بعد العشاء، ثم يعودون إلى منزلهم فى الحوامدية.

جنيه واحد هو ثمن «كوز الدرة»، ورغم المكسب القليل تتمسك الأسرة المكونة من 13 فرداً بتلك المهنة بسبب ظروفها الخاصة: «جوزى موجود بس سنه كبير وعيان ما يقدرش يشتغل»، تقولها «موزة سيد»، والدة «محمد وصابرين»، فالمسئولية الملقاة على عاتقها تجبرها على تحمل التعب، وإشراك أبنائها معها: «ما باليد حيلة».

5 سنوات مضت على الأسرة وهى تبيع الذرة المشوى على العربة «الكارو»، لكن قبل ذلك كان الأب هو العائل لها، حيث كان يعمل «شيال» فى ورشة، يحمل الطوب على ظهره يومياً دون كلل أو ملل، إلى أن حل به المرض، ولم يعد قادراً على العمل، وهنا قررت الزوجة والأبناء تحمل المسئولية ورد الجميل له، فيعملون طوال اليوم، ولا يشعرونه بالضيق، بابتسامة تستقر على وجوههم خارج وداخل المنزل. يعمل «محمد» على العربة «الكارو» طوال فترة الإجازة، أما خلال العام الدراسى فيؤخر مهامه إلى ما بعد اليوم الدراسى، فقد اعتاد على تحمل المسئولية رغم صغر سنه، ويرفض تلقى أى مساعدة من الآخرين، فما إن يعرض عليه أحد المارة المساعدة، يكون رده: «الحمد لله مش محتاجين حاجة»، أما والدته «موزة» فلديها مطلب: «أنا بس نفسى فى معاش ثابت أصرف منه على عيالى.. أهم حاجة عيالى ومستقبلهم، لكن أنا مش عايزة حاجة»، وهنا يقود «محمد» الحمار ليسير بـ«الكارو» وسط السيارات فى الشارع على أمل بيع «كوز درة» بجنيه.