«كيرى» يبحث فى لندن وباريس النزاع السورى

09:48 م | الجمعة 06 مايو 2016

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان لها، مساء أمس الأول، أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى سيزور العاصمة الفرنسية باريس ثم العاصمة البريطانية لندن الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات تتناول بصورة أساسية سُبل التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع الدائر فى سوريا، وأوضحت الوزارة أن «كيرى» سيُجرى خلال زيارته إلى باريس يومى الاثنين والثلاثاء المقبلين «مباحثات ثنائية» مع وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرولوت حول عدة قضايا منها سوريا وأوكرانيا.

{long_qoute_1}

ورفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر تأكيد ما إذا كان «كيرى» سيحضر الاجتماع الذى دعا إليه نظيره الفرنسى كلاً من وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر وتركيا لبحث وقف الأعمال القتالية فى سوريا، إلا أنه أكد أن مسئولين أمريكيين يعملون من أجل تنظيم اجتماع جديد للمجموعة الدولية لـ«دعم سوريا» التى تتشارك واشنطن وموسكو رئاستها، وقال «تونر»: «نعتقد أن المجموعة الدولية لدعم سوريا ما زالت تلعب دوراً أساسياً»، مؤكداً أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق وقف لإطلاق النار بصورة دائمة فى مختلف أنحاء سوريا. ورداً على سؤال حول ما أعلنه النظام السورى أن اتفاق وقف الاعتداءات فى «حلب» سيستمر لمدة 48 ساعة فقط، أكد «تونر» أن الولايات المتحدة ترغب فى أن يكون «مفتوحاً»، مشيراً إلى أن واشنطن تجرى حالياً جهوداً فى محاولة لتمديد العمل بالاتفاق، مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار فى «اللاذقية» و«شرق الغوطة» بدأ بمهلة زمنية محددة ثم تم تمديده.

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس السورى بشار الأسد التى قال فيها، فى برقية إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إنه لن يقبل بأقل من تحقيق انتصار واضح على عناصر المعارضة فى «حلب» وشمال سوريا، قال «تونر»: «ليس أمراً مفاجئاً أن يقول بشار ذلك ويتعهد بسحق العدوان»، وأضاف أن «بشار هو المسئول عن الغارات الجوية التى استهدفت أحد مستشفيات الأطفال فى الأسبوع الماضى، وشن هجمات ضد الشعب السورى»، داعياً روسيا إلى الرد بصورة عاجلة على تصريحات «الأسد»، التى وصفها بأنها «غير مقبولة». وقال «تونر»: «إذا كان النظام السورى يعتقد أنه يستطيع فرض حل عسكرى لما يحدث حالياً فى سوريا فهو واهم»، مؤكداً أن روسيا لا بد أن تضغط على النظام السورى للالتزام بوقف الاعتداءات.

وفى الوقت ذاته، طالب منسق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، بإجراء تحقيق فورى فى الغارات الجوية التى أسفرت عن مقتل 28 مدنياً فى مخيم للنازحين فى محافظة «إدلب» السورية، معرباً عن شعوره بـ«الرعب والاشمئزاز» إزاء هذا الهجوم، وقال «أوبراين»: «إذا اكتشفنا أن هذا الهجوم المروع قد استهدف بشكل متعمد منشأة مدنية، فقد يشكل جريمة حرب»، كما أعرب المرصد السورى لحقوق الإنسان، أمس، عن مقتل أكثر من 70 شخصاً فى أقل من 24 ساعة فى معارك عنيفة جنوب «حلب» بين الجيش السورى وجبهة «النُصرة»، ووجه السفير البريطانى فى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، أمس، انتقاداً شديد اللهجة إلى روسيا على خلفية منعها صدور بيان عن مجلس الأمن الدولى يدين الهجوم العسكرى للنظام السورى على مدينة «حلب».

وعلى صعيد آخر، استقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أمس، وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى فى مدينة «سوتشى» الروسية، وقدم «آل ثانى» خلال اللقاء مقترحات بلاده حول حل الأزمة السورية، وقال مساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف: «كقاعدة عامة، لا يلتقى رئيس الدولة الروسية مع وزراء خارجية الدول الأخرى، لكن بناء على طلب أمير قطر خلال محادثة هاتفية أُجريت يوم 19 أبريل الماضى رحب الرئيس بوتين باستقبال وزير الخارجية القطرى لمناقشة الأفكار فى سياق التسوية السورية».