«محمود» دافع عن شقيقه من معاكسة البلطجية استنوه وهو راجع من صلاة الفجر: «قتلوا العريس»

كتب: نظيمة البحراوى

«محمود» دافع عن شقيقه من معاكسة البلطجية استنوه وهو راجع من صلاة الفجر: «قتلوا العريس»

«محمود» دافع عن شقيقه من معاكسة البلطجية استنوه وهو راجع من صلاة الفجر: «قتلوا العريس»

صوت منبه امتزج بصوت أذان الفجر المنبعث من مسجد «عزبة فتحية» بمركز أبوحماد دفع «محمود سليم» 23 عاماً، مدرس، للنهوض من نومه ثم توجه ليتوضأ وغادر المنزل متوجهاً لأداء الصلاة دون أن يدرى أنها ستكون آخر صلاة له، حيث لقى مصرعه إثر إصابته بأعيرة نارية على يد بلطجية خططوا للانتقام منه بسبب دفاعه عن شقيقه الأصغر بعدما تشاجروا معه.

{long_qoute_1}

«الجريمة البشعة» هزت العزبة المترامية أطرافها ناحية قرية عمريط بأبوحماد، حيث استيقظ الأهالى على صوت الأعيرة النارية ليجدوا المجنى عليه غارقاً فى دمائه أمام منزله وبجواره شقيقاه وأحد الجيران مصابون بأعيرة نارية.

وما بين عشية وضحاها تحول منزل عائلة المجنى عليه لبؤرة من السواد، حيث كساه الحزن وضجت أركانه بالألم والغضب وتوافد الأهالى لتقديم واجب العزاء ومواساة الأسرة المكلومة وجلست والدة المجنى عليه تلتف حولها السيدات متشحات بالسواد يحاولن مؤازرتها بعبارات الصبر والسلوان، فيما تردد الأم الجريحة عبارات «منهم لله، قتلوا زهرة عمرى، اللى مش لحق يفرح بشبابه، ربنا ينتقم منهم، ويحرق قلوبهم زى ما حرقوا قلبى عليه» ثم تتوقف الأم عن الكلام وتنخرط فى حالة من البكاء الهستيرى.

{long_qoute_2}

وعن أحداث الواقعة تقول إسراء سليم، 22 عاماً، ربة منزل، شقيقة المجنى عليه «قتلوا أخويا وهو راجع من صلاة الفجر انتظروه قدام البيت وموتوه من غير رحمة ولا شفقة»، وتابعت «إحنا كنا نايمين وفجأة سمعنا صوت طلقات نارية قمنا مفزوعين لأن الصوت كان قريب قوى ونزلنا نجرى كانت دقات قلوبنا تسابق خطواتنا حتى كادت تخرج من بين ضلوعنا، وما إن وصلنا لخارج المنزل شعرنا وكأن أقدامنا شُلت وعجزت عن الحركة بعد ما شفنا أخويا مرمى فى الأرض ودمه مغرّق الشارع أمام البيت والمتهمين كانوا واقفين شاهرين الأسلحة وعندما توجه أشقائى محمد وعلى ناحيتهم أطلقوا الأعيرة النارية عليهما أيضاً ما أدى لإصابتهما وتصادف وجود أحد الجيران يدعى خالد ربيع، ما أدى لإصابته بطلق نارى بالظهر وتم نقله للعناية المركزة بمستشفى الأحرار» مشيرة إلى أن السيدات انخرطن فى البكاء والعويل والصراخ فى مشهد تدمى له القلوب.

وأضافت «المتهمين مش اكتفوا بالقتل ولا الإصابات ولا الدم اللى سال كمان أشعلوا النيران فى بيتنا ما أسفر عن إتلاف جزء كبير من المفروشات والأثاث».

وتابعت «أفراد العائلة المتهمة معروفين بأعمال البلطجة والعنف وارتكبوا عدة مشاجرات مع الأهالى، وفى يوم واحد منهم كان بيتشاجر مع أخويا (على) الصغير وتدخل شقيقى (المجنى عليه) وتشاجر معهم وأنقذ أخى وعادا للمنزل، ومنذ ذلك الحين والمتهمين بيتربصوا له عشان يؤذوه لحد ما قتلوه»، واستطردت قائلة: «كان بيجهز شقته عشان يتجوز مالحقش يفرح بيها»، وأجهشت فى البكاء مرددة «أنا عاوزة حق أخويا، ودمه اللى سال على الأرض مايروحش هدر، مات قدام عنينا، عاوزين نشوف اللى قتلوه بيتعدموا قدام عنينا»، وقال «إبراهيم عطية» إن العزبة والعزب المجاورة لها عادة ما تشهد وقوع مشاجرات بالأسلحة النارية، ورغم تعدد البلاغات والشكاوى للجهات الأمنية لم يتم القبض على حائزى تلك الأسلحة وعادة ما ينتظرون وقوع كارثة حتى يتحركوا، حيث قاموا خلال الأيام الماضية بتكثيف الوجود الأمنى بالقرية، وتساءل قائلاً «ما فائدة الوجود الأمنى بعد القتل والحرق والإصابات؟»، وطالب الشرطة بإحكام القبضة الأمنية وضبط أى شخص يحمل سلاحاً يهدد به أى مواطن أو يستخدمه فى وقائع قتل أو سرقة.

كان اللواء حسن سيف، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً بالواقعة.

انتقلت قوة من مباحث مركز شرطة أبوحماد برئاسة الرائد «عمرو داود» رئيس مباحث المركز، وبإشراف العميد أحمد عبدالعزيز، رئيس مباحث المديرية، لإجراء الفحوصات والتحقيقات اللازمة، وتبين مقتل «محمود سليم» 23 عاماً إثر إصابته بأعيرة نارية بالصدر والجانب الأيمن وإصابة شقيقيه «محمد وعلى» وشخص آخر، وقررت النيابة حبس المتهمين 4 أيام وجددها قاضى المعارضات 15 يوماً.

 


مواضيع متعلقة