أهالى الصف: لا «أوبر» ولا «كريم».. إحنا بتوع المرسيدس

كتب: محمد غالب

أهالى الصف: لا «أوبر» ولا «كريم».. إحنا بتوع المرسيدس

أهالى الصف: لا «أوبر» ولا «كريم».. إحنا بتوع المرسيدس

لا يعرفون «أوبر» ولا «كريم»، ولا وجود للتاكسى الأبيض ومشكلاته فى حياتهم، هم سكان مركز الصف بالجيزة، الذين يستخدمون السيارات المرسيدس القديمة كوسيلة مواصلات، بديلاً عن التاكسى وسيارات السيرفيس، بعضهم ورثها عن آبائه وأجداده، وقرّر تشغليها بـ«النفر». حمراء وبيضاء وأوف وايت.. ألوان متعدّدة لماركة واحدة وموديل واحد، تنتشر فى شوارع الصف وتعيدك إلى فترة الستينات والسبعينات، عندما كان الكبار وأصحاب المراكز الاجتماعية المرموقة يمتلكون هذه السيارات. {left_qoute_1}

كان الأسطى «أنور البحيرى»، يقف أمام سيارته، هيئته وهو واقف أمام السيارة، توحى بأنه من زمن آخر، سيارة موديل 1963، وكان مع والده سيارة أقدم منها أيضاً، يحكى عن السيارات القديمة: «عفشة قوية، تشيل، وباطلع بيها الجبل كمان، موتورها أحسن من الجديد، وتشيل من 5 لـ6 أفراد، وأجمد من 5 عربيات جداد فى بعض، دى عربية باشوات».

سيارة تعمل بالغاز، اشتراها منذ أكثر من 30 عاماً بـ3 آلاف جنيه، يستخدمها فى مشاويره الخاصة، وكسيارة أجرة أيضاً، يفخر بها، وينوى توريثها لأولاده: «أبويا وجدى كان عندهم قديم برضه، إحنا اللى كنا بنصلحها، طلعنا لقينا أبونا ميكانيكى وسواق، غيته العربيات القديمة، واحنا بقينا زيه».

يشكو الأسطى «أنور»، دائماً من كثرة التكاتك، وانتشارها ويُردد: «انتو بتطلعوا منين، ده انتم بقيتوا أكتر من 500 ألف توك توك، خربتوا بيوتنا»، لكنه مهما قل عمله يؤكد أنه لن يتخلى عن سيارته ولا مهنته مهما حدث. يستغل «أنور»، سيارته أيضاً، فى التأجير، حيث يستأجرها منه أصحاب الأعمال الفنية، لتصوير أفلام ومسلسلات تدور فى حقبة زمنية قديمة.

بسبب انتشار السيارات المرسيدس القديمة فى الصف، أصبحت هناك مقاهٍ يجلس فيها سائقو هذه السيارات، أطلق عليها المارة، «مقاهى السواقين»، تصطف أمامها السيارات على اختلاف أشكالها وألوانها، ما يجمعها فقط هو الموديل القديم.

كان الأسطى «جمال»، يقف على جانب الطريق، يقوم بتنظيف سيارته، وكأنه مشهد سينمائى من فيلم قديم، سيارة موديل 1972، يستخدمها ويتكسّب منها بالنقلة، وكأنها «تاكسى»: «طلعنا لقيناها عند أبهاتنا، كأنها حتة مننا، بنغسلها ونصلحها بإيدينا».

الحال نفسه مع «كمال أيمن»، شاب ورث السيارة عن جده، سيارته بيضاء موديل 69 يفخر بها، وعلى الرغم من كونه شاباً، فإنه رفض أن يركب أى سيارة جديدة: «كلنا فى الصف شغالين على العربيات القديمة، الجديد مالناش فيه».

 


مواضيع متعلقة