«كيرى» يلتقى «السيسى» و«شكرى» قبل «قمة الخليج»

كتب: بهاء الدين عياد وأكرم سامى

«كيرى» يلتقى «السيسى» و«شكرى» قبل «قمة الخليج»

«كيرى» يلتقى «السيسى» و«شكرى» قبل «قمة الخليج»

بدأ وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى جولة إقليمية تبدأ بزيارة لمصر، اليوم الأربعاء، قبل توجهه للعاصمة السعودية الرياض للمشاركة فى القمة الخليجية - الأمريكية، ويلتقى «كيرى» خلال زيارته للقاهرة الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره سامح شكرى، حيث تركز اللقاءات على القضايا الإقليمية والقضايا الثنائية المشتركة، ومن المقرر أن يتوجه جون كيرى بعد زيارة مصر إلى السعودية، وذلك للانضمام إلى اجتماعات الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع العاهل السعودى والقادة الخليجيين فى إطار القمة الأمريكية - الخليجية المقرر عقدها غداً فى الرياض.

وأكدت مصادر دبلوماسية، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تهدف لتنسيق الجهود المشتركة بشأن مواجهة التنظيمات الإرهابية وتنسيق المواقف أيضاً بشأن الأزمة الليبية، التى تهتم بها الولايات المتحدة فى الفترة الأخيرة».

واستبعدت المصادر أجراء وزير الخارجية الأمريكى لقاءات مع شخصيات عامة وسياسيين ونشطاء حقوقيين على هامش زيارته السريعة التى ستستغرق ساعات قليلة قبل سفره إلى الرياض.

وأوضحت المصادر أن «الزيارة تركز أيضاً على التنسيق المشترك مع مصر بشأن إيران، خاصة قبل القمة الخليجية فى الرياض التى تهدف لطمأنة دول الخليج من الموقف الإيرانى الأخير فى ظل تصعيد الخلافات بين الخليج وطهران».

{long_qoute_1}

ومن جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير السيد أمين شلبى إن «زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمصر تعتبر زيارة تكميلية لزيارة قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل إلى مصر، التى بحث خلالها التنسيق المشترك مع مصر بشأن محاربة الإرهاب فى المنطقة، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الدفاع الفريق صدقى صبحى».

وأوضح السفير أمين شلبى، لـ«الوطن»، أن «الولايات المتحدة تهتم بالتنسيق مع مصر خاصة فى القضية الليبية، خاصة بعد تهديدات داعش فى هذه المنطقة، واعتراف الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالخطأ فى ليبيا، كما أنه من الضرورى التنسيق مع مصر بشأن الوضع فى سوريا واليمن أيضاً خلال الزيارة».

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن «الوزير كيرى سوف يبحث أيضاً الوضع مع إيران والموقف المصرى منه، وهو نفس الموقف المؤيد للخليج أيضاً حتى يزيل أى قلق من قبل الاتفاق النووى والتعامل الأمريكى معه، ومن الضرورى أن يكون مع مصر تنسيق بشأنها قبل القمة الخليجية الأمريكية فى الرياض التى يشارك فيها الرئيس باراك أوباما».

وأكد اللواء السعودى المتقاعد الدكتور أنور ماجد عشقى، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، لـ«الوطن»، أن زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية ولقاءه اليوم بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سيكون أول تنفيذ عملى للاستراتيجية التى وضعتها الولايات المتحدة والسعودية فى منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح «عشقى» أن الرئيس الأمريكى سيزور الرياض ويجتمع بخادم الحرمين اليوم ثم يلتقى قادة دول مجلس التعاون الأمريكى لتوضيح وجهة نظره فى قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية والعلاقات مع طهران.

وأشار إلى أن حواراً رفيع المستوى سيجرى للاطلاع على رؤية دول مجلس التعاون الخليجى، فضلاً عن تأكيد الرئيس الأمريكى على التزام الولايات المتحدة بأمن الخليج، وتحفيز الرئيس الأمريكى لدول الخليج على مزيد من المساهمة فى الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابى، كما من المنتظر أن يوضح الرئيس الأمريكى وجهة نظر بلاده من التدخلات الإيرانية فى الدول العربية، ورفض رعايتها للإرهاب فى المنطقة، والإقدام على زعزعة الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط، وقد تحدث فى هذه الموضوعات العديد من الدوائر الدبلوماسية الأمريكية ومستشارى الأمن القومى الأمريكيين.

وأوضح «عشقى» أن الأساس فى هذا الاجتماع هو قمة قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الأمريكى فى كامب ديفيد، فى الصيف الماضى، ثم لقاء الملك سلمان بالرئيس الأمريكى فى قمة ثنائية بعد قمة كامب ديفيد، الذى وضعا فيه استراتيجية كاملة للشرق الأوسط، وحددوا دور السعودية والولايات المتحدة فى هذه الاستراتيجية التى تقوم على الحفاظ على الاستقرار فى هذه المنطقة ومنع انهيارها.

وأوضح أنه جرى الاتفاق على أن السعودية هى الحليف الاستراتيجى الأول للولايات المتحدة فى المنطقة، ولذلك تأتى مشاركة الرئيس الأمريكى فى قمة الرياض الخليجية لتأكيد هذا الاتجاه والتعاون الاستراتيجى بين الرياض وواشنطن. واعتبر الخبير الاستراتيجى السعودى أن نتائج هذه القمة المرتقبة سوف تعزز مواقف المملكة إزاء إيران، ليس ضد إيران كدولة ولكن ضد السياسات الإيرانية الخاطئة التى من شأنها زعزعة الأمن والسلم الإقليميين، مشيراً إلى أن العلاقات مع إيران ومكافحة الإرهاب وما سيتم الاتفاق عليه فى القمة الخليجية، سيكون أيضاً أبرز أولويات القمة العربية المقبلة فى نواكشوط بعد أسابيع قليلة.

وفيما يتعلق بتناول الأزمة السورية خلال القمة الخليجية - الأمريكية، قال: «هناك صعوبات تواجه مسار التفاوض السورى فى جنيف، ولكن فى نهاية المطاف لا يمكن تصور أن هذه الحرب الطويلة الممتدة لخمس سنوات سوف يمكن حلها باجتماع واحد، فالقضية أمام تحديات كبيرة، والمملكة سوف تدعم كل ما يعزز وجهة نظر المعارضة فى الحل السلمى المبنى على قرارات مجلس الأمن».


مواضيع متعلقة